قلوب تحت العشرين
الحضن الگبير..
21/01/2011 08:00:27 م
Bookmark and Share
تقدمها : نوال مصطفي
< < إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدا < <
أنا فتاة أبلغ من العمر ٧١ عاما، أدرس باحد المعاهد الأزهرية، علي قدر من الخلق والطيبة وجمال الشكل وهذا بشهادة الجميع.
منذ فترة وجيزة أتي إلي المدرسة مدرس جديد، ولأننا معهد للفتيات فقط، فقد لفت انتباه الجميع، حيث يمتلك من المقومات الشخصية والشكلية ما يجعله محل اعجاب.. وسامته.. رزانته.. غضه للبصر.. كل ذلك جعل الجميع بشكل عام وأنا بشكل خاص ينجذب إليه بشدة.
كنت حائرة في شخصيته في بداية الأمر حتي جاءت أمي وسألتني عن محفظ قرآن لي ولاخوتي الصغار، دون تردد رشحت لها هذا المدرس وبادرت بمعرفة اسمه، ثم قامت أمي بالاتصال به إلي ان حدد موعدا للدرس. لا أخفي عليك سيدتي كنت في قمة سعادتي حتي أمي لاحظت ذلك، بدأت معه أول حصة، وجدت نفسي أنجذب إليه بشدة تدينه واخلاقه، قلت له في اللقاء الأول ان شخصيته جميلة، ثم بدأت أجذبه وألفت نظره إلي بشتي الطرق التي تتوافق مع شخصيته، مثلا أهتم بضيافته وأوضح له أنه أكثر المدرسين احتراما وتقديرا.
تطور الحديث معه في أموره الخاصة كمعرفتي بعائلته، ثم ان جاء يوم اشتريت له هدية فسألني عن مناسبتها وسألني إن كانت أمي تعرف بهذه الهدية أم لا، قلت له: نعم.. أمي تعرف فأنا لا أفعل شيئا دون علمها، وأوضحت له أن سبب الهدية تقديري له فأخذها بعد معاناة وجدل كثير.
ثم سألته عن إشاعة ترددت مؤخرا أنه خطب مدرسة من المدرسة، فقال لي إنه تقدم لاثنتين.. الأولي رفضت أما الثانية فقد خطبها لمدة أربعة شهور ثم انفصلا، وعندما سألته عن سبب الانفصال قال لي أنها تتكبر عليه دون داع.
كان يقول لي دائما انني مثل أخته وانني أول فتاة يتكلم معها بهذه الاستفاضة بعد اصدقائه الرجال، كان يضحك معي كثيرا إلي ان جاء في اللقاء التالي يسألني ان كنت رأيت المدرستين اللتين تقدم لهما، ثم سألني عن رأيي فيهما، كنت أقول له انهما لم يعجباني ابدا حتي انفره منهما ولا يفكر في الرجوع لهما مرة أخري. أرجوكي أجيبيني عن اسئلتي: ما شعوره تجاهي وماذا علي ان أفعل معه؟ آراه أحسن زوج لمستقبلي، كل يوم يزيد في نظري مقامه. هل هو يريد ان يخفي مشاعره تجاهي بقول انني مثل أخته.
التائهة »ل«
الكاتبة:
من الواضح انك فتاة ملتزمة، من أسرة متدينة محافظة، وهذا شيء جميل يحمي المرء من أشياء كثيرة مخيفة في هذا الزمان.
أنت في فترة تفتح القلب للمشاعر العاطفية، كما تتفتح الوردة وتحتاج إلي قطرات الماء والحب والرعاية. وانجذبت إلي مدرسك الذي وجدت فيه صورة لفتي الأحلام الذي تتمنينه، وعندما حانت الفرصة لأن يكون مدرسك الخصوصي اغتنمتها بلا تردد، وبكامل السعادة.
أنا لا أعرف تحديدا كم سن هذا المدرس، وان كان يبدو من كلامك انه شاب، في سن الزواج. لذلك ليس هناك حرج من ان تشركي والدتك في الأمر، وتصارحيها بمشاعرك الوليدة العفيفة تجاه هذا المدرس. واعتقد ان أي أم واعية، محبة لابنتها سوف تتفهم الأمر، وربما تتصرف من خلال خبرتها بذكاء يقرب المدرس إلي الأسرة بشكل عام حيث يجد بينكم الدفء العائلي، والأخلاص والالتزام في الوقت نفسه.
لا أري في مصارحتك لأمك ما يقلق، بل علي العكس سوف تساعدك في التصرف السليم، والاقتراب بصورة محترمة ولائقة من هذا الشاب الذي انجذبت إليه.
وموضوع المدرستين اللتين تقدم لهما ولم يوفق في خطبة اي منهما ليس معناه ان الطريق ممهد أمامك، فأنت تلميذة لا تزالين، وربما هو يفكر فيك باعتبارك أخته الصغيرة فعلا، وربما لا.. لذا لا تتهوري في الكلام معه عن مشاعرك قبل ان يبدي هو أية اشارات أو تلميحات تشير إلي انجذابه واعجابه بك.
ولا تقلقي يا عزيزتي.. فكل الفتيات يمررن بمشاعر من هذا النوع، ولا يعبر قلوبهن نفس ذلك الانجذاب. والعقل هنا يحمي من الانزلاق إلي الهاوية والتدين والالتزام الحقيقي لا الشكلي يفعل ذلك أيضا.
الجئي إلي أمك.. فهي الشخص المناسب جدا لاحتواء احساس التوهان الذي يغمرك!