ليس من الغريب بين البشر أن يحاكم ملك أحد رعاياه وأن ينزل به العقاب إن ثبتت جريمته .
أما أن يدخل هذا الملك قفص الاتهام وتمر عليه الثواني سنينا وقد أظلمت جنباته بعد أن غشيها ليل الخوف من العقاب ومرر حلقه صبار الغربة بين الأهل والأحباب فهذا حقا هو الغريب !!!
انت أمام قضية نحاكم فيها ملك البدن !
نعم إنه ملك البدن إنه قلبي وقلبك .
وقد دخل القفص بتهمة الغفلة !
فلطالما غفلت قلوبنا عن الله وعن الحق .
وقد دخل الملك القفص بلا محامي وبدأت الجلسة .
محكمة ....
نعم يا سيدي القاضي أنا مقر بجنياتي مقر بقبح فعلتي ولكن دعني أقول كلمة قبل الحكم
لست المرتكب الوحيد لهذه الجريمة فإن لي فيها شركاءا كانوا لي عونا ونصيرا
القاضي :
من هؤلاء ؟
المتهم :
إنهم جنودي ورعيتي سكان هذا البدن وجوارحه .
نعم أنا ملك البدن فكيف يخلص إليً عدوي فيقتل الحق بداخلي ويسلب إيماني مني وجنودي لم يحركوا ساكنا وكأنهم رضوا بهذا .
سل الاللسان يا سيدي فيما يكون نطقه ؟
هل لهج بالتسبيح أم شغل بقول كل قبيح ؟
لو بنى لنفسه من الذكر حصنا لكان لي من أسواره نصيب..
ودليل الاتهام قول النبي عليه الصلاة والسلام
(لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)
[b]