كيف تمسك بزمام القوة
ثمان وأربعون قاعدة ترشدك اليها – لروبرت غرين
من اجمل الموضوعات واكثرها فائدة. لسنا ملزمين على الاخذ بهذه القوانين او التصرف بموجبها انما من المفيد ان نستفيد من هذه التجارب المجموعة هنا وان نسعى لأخذ ما يفيدنا منها وما يحمينا في مواجهة الاصعب.
في هذا الموضوع محاولة لاختزال ثلاثة آلاف عام من التاريخ الإنساني بقصص منتقاة عن كيفية اكتساب المرء للقوة، أو تفهمه لها من مختلف جوانبها أو حماية نفسه من عسفها وتسلطها أو الحفاظ عليها وممارستها بحكمة وتعقل، أو تحييدها لاتقاء شرها. وتطل هذه القصص على التجربة الإنسانية من أزمنة وأمكنة مختلفة تمتد من اليابان إلى بيرو، ومن بداية تدوين التاريخ إلى أيامناهذه. وفيها دروس سلبية أوإيجابية يجمع بينها عنصر التشويق من جهة وتطبيقات في الحياة العملية على أرض الواقعمن جهة أخرى، سواء أحبها المرء أو كرهها. ذلك أنها تصوير لما حدث، وليس لما كان ينبغي أن يحدث. ووصف للبشر كما هم بالفعل وليس كما يتمنى المرء أن يكونوا عليه.
يعرض المؤلف موضوعه بنص جريء وأنيق، مطبوع بالأسود والأحمر، ومُفْعم وطافح بخرافات وعبارات ذات نحت فريد، وإخفاقات لرموز تاريخية كبيرة مثل: الداهية الكبرى،الملكة إليزابيت الأولى وغيرها من الذين مارسوا القوة ببراعة أو وقعوا فريسة لها. إن القواعد التي حددها المؤلف تعلم الحاجة إلى التدبر والحصافة والحكمة والحذر،وفضيلة الحركة الخفية، وقوة الإغواء يتطلب منك الانضباط والدراية.
إن جميع هذه القواعد (القوانين)، توفر فهماً عميقاً لاستراتيجيات يتبعهاالآخرون، وتوفر لك طرائق كي تتجنبها أو تتعايش معها، سواء أكنت في عملك، أم تنظر فيعلاقاتك مع الآخرين، أو كنت تسير على الطريق، أو تستمع إلى نشرة أخبار المساء، إنكستجد تطبيقاً لهذه
القواعد
القاعدة الاولي
"لا تشرق أبدا اكثر من السيد "
اجعل اولئك الذين فوقك يشعرون دائما بتفوقهم بشكل مريح. وفي رغبتك لارضائهم واثارة اعجابهم لا تذهب ابعد من اللازم في اظهار مواهبك. والا فقد تحقق العكس. أي تثير الخوف وانعدام الامن. اجعل سادتك يظهرون المع مما هم. وستصل الى قمم السلطة
القاعدة الثانية
"لا تضع ثقة أكثر من اللازم في الاصدقاء وتعلم كيف تستخدم الاعداء"
كن حذرا من الاصدقاء – فسوف يخونوك على نحو أسرع، لأنهم يستفزون بسهولة الى الحسد. كما انهم يفسدون ويصبحون طغاة. ولكن استأجر عدوا وستجد انه يصبح أكثر ولاء من صديق، لأن عليه ان يثبت الكثير. والواقع ان لديك ما تخافه من الاصدقاء أكثر من الاعداء. فان لم يكن لديك أعداء فاوجد طريقة لكسب الاعداء
القاعدة الثالثة
" اخف نواياك"
ابق الناس في حالة عدم توازن وفي الظلام بعدم الكشف عن الغرض من وراء أعمالك لأنهم ان لم يكن لديهم أي مؤشر على نواياك فلن يستطيعوا تهيئة دفاع. دعهم يقطعون مسافة بعيدة عبر الطريق الخاطىء، وطوقهم بكمية كافية من الدخان، بحيث يكون الاوان قد فات عندما يدركونمقاصدك
القاعدة الرابعة
"قل دائما أقل مما هو ضروري "
عندما تحاول ان تثير اعجاب الناس بالكلمات، فانك تصبح عاديا ومبتذلا أكثر كلما زاد ما تقوله، فتقل قدرتك على السيطرة على الامور. وحتى عندما تقول شيئا تافها، فانه سيبدو أصيلا اذا جعلته غامضا ومفتوحا مثل لغز أبي الهول. وذوو السلطة والنفوذ يثيرون اعجاب الناس ورهبتهم بقلة ما يتفوهون به. وكلما كثر كلامك، زاد احتمال تفوهك بحماقة
القاعدة لخامسة
"يتوقف الكثير على سمعتك – فحافظ عليها بحياتك "
السمعة هي حجر اساس السلطة. وعن طريق السمعة وحدها تستطيع أن ترهب وتفوز، غير أنك اذا انزلقت فستصبح مكشوفا وعرضة للهجوم من كل جانب. فاجعل سمعتك منيعة تستعصي على الهجوم. وكن يقظا على الدوام ازاء الهجمات المحتملة، واحبطها قبل وقوعها. وفي غضون ذلك تعلم كيف تدمر أعدائك بفتح ثغرات في سمعاتهم، ثم قف جانبا واترك الرأي العام يشنقهم
القاعدة السادسة
" اكسب لفت الانظار بكل ثمن"
كل شيء يحكم عليه بمظهره، وما هو خفي لا يساوي شيئا. فلا تترك نفسك تضيع وسط الحشد اذن، او يدفنك النسيان، بل ابرز وكن لافتا للانظار بكل ثمن. اجعل نفسك مغناطيس اهتمام بظهورك اكبر واسطع الوانا واكثر غموضا من الجماهير العادية الوجلة
القاعدة السابعة
"اجعل الآخرين يقومون بالعمل نيابة عنك ولكن احصل على الفضل دائما"
استخدم حكمة الآخرين، ومعرفتهم، وعملهم البدني الاساسي، لتقدم قضيتك أنت. لأن هذه المساعدة لن تقتصر على توفير زمن وطاقة نفيسين، بل ستعطيك هالة شبه قدسية من الكفاءة والسرعة وفي آخر الامر ينسى الناس مساعديك ويتذكرونك انت. فلا تعمل قط بنفسك ما يستطيع الآخرون عمله لك
القاعدة الثامنة
"اجعل الآخرين يأتون اليك – استعمل طعما عند الضرورة "
عندما ترغم الآخرين على التصرف، تكون انت المسيطر. ومن الافضل دائما ان تجعل خصمك يأتي اليك، متخليا عن خططه الخاصة اثناء مجيئه. اغره بمكاسب خرافية – ثم شن هجومك. اذ انك تملك الاوراق
القاعدة التاسعة
" اكسب من خلال أعمالك وليس من خلال النقاش أبدا"
ان أي انتصار خاطف تظن أنك حققته عن طريق النقاش انما هو في الحقيقة انتصار بيروسي باهظ الثمن جدا. اذ أن الغضب والضغينة اللذين تثيرهما أقوى وأبقى من أي تغيير سريع ومؤقت في الرأي. وان من الاقوى لك بكثير ان تجعل الآخرين يتفقون معك من خلال أعمالك دون أن تقول كلمة واحدة. أعط المثل العملي، وليس التفسير الكلامي
القاعدة العاشرة
"العدوى، تجنب التعيس وسيء الحظ "
قد تموت من تعاسة شخص آخر. فالحالات العاطفية معدية كالامراض. وقد تشعر بأنك تساعدالغريق، ولكنك تجعل بكارثة تحيق بك أنت. فذوو الحظ السيء يجبلون الكارثة على انفسهماحيانا وسيجلبونها عليك أيضا. فارتبط بالسعداء والمحظوظين بدلا من هؤلاء