قلوب تحت العشرين
لعبة الشيطان!
17/02/2012 07:45:37 م
تقدمها : نــــــوال مصطفى
إذا أحسست برغبة في الكلام والبوح.. أو شعرت بحاجة إلي صديق مخلص تودعه أدق أسرارك. إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة تؤرقك..فاكتب إلينا.. وستجدنا دائما في انتظار رسائلك الخاصة جدًا
رغم صغر سني- سيدتي- فإنني تعرضت لصدمة كبيرة وكارثة بكل المقاييس، وقعت فريسة بين أنياب ذئاب لا ترحم قلبي الصغير. واستباحوا جسدي بدافع الحب والشهوة، أنا فتاة أبلغ من العمر ٨١ عاما، وقعت في خطأ كبير وجرح لا تداويه السنون، كنت وقتها في الثانية عشرة من عمري، طفلة بريئة مثلها مثل أي فتاة تمر بمرحلة المراهقة، وما اسميها أنا المرحلة »المشئومة« في حياتي بدأت أري الأشياء بعيون مختلفة وبقلب تدفعه عواطفه المتأججة وراء نزواته.
مشكلتي الأولي- سيدتي- أنني انجذبت لأحد أقاربي رجل متزوج يكبرني بعشرين عاما، لكنه يتسم بالفكاهة والوسامة والجاذبية »هذا ما كنت أراه« كنت اعتبره مثل أخي أعامله بطريقة تلقائية وطبيعية إلي أقصي الحدود، لكنني وجدت نفسي انجذب إليه، في الوقت الذي لاحظ هو تغير جسدي الذي باتت تظهر عليه علامات الأنوثة، مرت الأيام والشهور وأنا مغيبة أراه فتي أحلامي وفي يوم صرح لي بحبه الشديد.
تغيرت.. الطفلة الرقيقة الصغيرة في عينيه! كان يقول لي إنني أصبحت أنثي بكل ما تحمل الكلمة، انتابني شعور إنني لم أعد طفلة صغيرة، مما زاد انجذابي إليه.. لكن سرعان ما تطورت العلاقة بيننا إلي علاقة الزوج بزوجته وبدون ما أشعر فقدت ما كنت أملكه، استمرت علاقتنا حتي سن السادسة عشرة من عمري، لا أعرف ماذا أفعل؟.
لكن عندما بدأت أنضج شعرت بالذنب تجاه نفسي وزوجته، التي أعرفها جيدا، رغم أنه أقسم لي أنه أصبح لا يستطيع معاشرتها. أقسم لك- سيدتي- إنني حتي سن السادسة عشرة كنت اتساءل هل فقدت عذريتي أم لا؟ كنت طفلة صغيرة سيطر عليها الحب! وكما تعرفين أن الحب يلغي جميع الحواس، ويفرض سيطرته علي الأبدان.. جعل الإنسان يتصرف بدوافع عاطفية بحتة، لا يحركه شئ سوي قلبه وهو تمكن من ذلك، واستغل هذه النقطة بأسوأ ما يمكن . كانت الصدمة قاسية علي، لكني قررت أن أكتم ذلك ولا أبوح به لأحد. أما مشكلتي الثانية.. منذ عامين تقريبا، تعرفت علي شاب يكبرني بخمسة أعوام وبدأت أقيم معه نفس العلاقة الآثمة، لا أكذبك القول.. فقد كنت أعلم ماذا يحدث لكنني كنت ضائعة ليس لدي من يسمعني أو يوجهني، لكن سرعان ما أحسست معه بالضياع والضيق، وأن مستقبلي وكل شئ انهار أمامي.. كل ذلك في سن لا يتجاوز العشرين عاما.
وقتها قررت أن أتوقف عما أفعله وبالفعل توقفت وتبت توبة نصوحاً، لكني فوجئت بهذا الشاب يتصل بي ويطلب مني أن يراني، وعندما رفضت فاجأني أنه التقط لي صورة معه دون علمي.. ويريد أن أذهب إليه ليريني إياها ثم يمسحها.. لكنني الآن تبت عما فعلت وندمت، ولا أريد أن أرجع لهذا الطريق مرة أخري فقد خسرت الكثير.
سيدتي.. لقد أصبح يهددني بهذه الصورة لكي أذهب إليه.. أرجوك ساعديني فأنا لا أدري ماذا أفعل؟
المعذبة »هـ.. م«
<< الكاتبة:
لاشك أنك تعيشين الضياع بكل معني الكلمة! أين أمك؟ أين والدك؟ أين إخوتك أو اخواتك؟ أين أصدقاؤك الصالحون؟ ألم تجدي في حياتك كلها شخصا يقودك إلي شئ اسمه الأخلاق.. الحلال.. الضمير.. مراعاة الله في سلوكنا الظاهر منه والباطن؟!
لنقل أنك كنت صغيرة، وأغواك الشيطان في المرة الأولي مع هذا القريب الذي يكبرك بعشرين عاما، المتزوج الذي أخذ يلهو بك، ويعبث بغرائزك المتوهجة في سن المراهقة.. ولأنك علي ما يبدو بلا سند معنوي أو سلطوي في صورة أم أو أب فقد تركت نفسك للشيطان يقود حياتك ويملك قلبك وجسدك.. وعندما أفقت علي تلك النكبة التي نكبت نفسك بها وجدت أن الوقت قد فات لاصلاح ما أفسده الشيطان. وبدلا من أن تتقربي إلي الله، وتتوجهي إليه بالتوبة، بالغت في الضياع، وتماديت في معصية الله عندما مارست الخطيئة مع شاب ثان! فأي شيطان سلط عليك أيتها الفتاة؟!
والآن.. تصارعين قوتين الأولي: قوة التوبة بمطلب المغفرة من الله، والتوقف عن ممارسة ما حرمه الله من خطيئة رهيبة، وقوة تهديد هذا الشاب المنحل الفاسد الذي يهددك بصورتك وأنت في وضع مشين معه!
ماذا أقول لك؟! انه موقف كل فتاة تتهاون في حق نفسها، ولا تحترم كرامتها وجسدها، وتستسلم لغرائزها واهوائها بلا رادع أو رقابة من ضمير. الآن.. ليس أمامك إلا أن تتمسكي بالقوة الأولي وهي: التوبة والاستغفار إلي الله، وعدم الرجوع إلي المعصية أو الخضوع إلي هذا الشاب المستهتر خوفا من تهديده.. استعيني بالله.. ربما راجع هذا الشاب نفسه أمام اصرارك علي التوبة وعدم استسلامك لتهديده.. ربما استيقظ ضميره، ودفعه إلي التوقف عن مطاردتك لأنك أخيرا عرفت باب التوبة والمغفرة.
قاومي كل تهديد.. وتمسكي بالفضيلة والتوبة.. وثقي إن الله.. الخالق الأعظم يقف دائما إلي جانب عباده التوابين، ولا يخذلهم.
[b]