رسائل خاصة جدا
قلوب تحت العشرين
حـــــب الـــــــــــذات
04/02/2012 04:42:05 ص
تقدمها : نــــــوال مصطفى
كم من أزمات تمر علي المرء، والسبب هو الانسياق خلف العواطف دون تفكير! جرح عميق يؤلم قلبي الآن لم يتسبب به أحد غيري، لكن هل فات الأوان؟ هل أصبح الجرح غير قابل للعلاج؟ وهذه هي قصتي..
اعتقد ان مشكلتي يعاني منها الكثير من البنات اللائي يقعن فريسة »الشات« والحديث من خلال »الانترنت«. أنا فتاة أبلغ من العمر ٩١ عاما، علي قدر كبير من الجمال، أدرس بإحدي الكليات المحترمة، تعرفت علي شاب عن طريق »الانترنت«، يدرس بكلية مرموقة، ويكبرني بثلاثة أعوام، التقت حواسنا عبر الشات وبعد وقت ليس بالكثير، قررنا أن نتقابل علي أرض الواقع. وبالفعل التقينا.
تعمقت صداقتنا ثم أحببته، ولأني معتادة علي الصراحة مع أسرتي التي تعودت عليها منذ نعومة أظافري، ولا أخفي عنهم أي شيء فقد أخبرتهم بكل شيء وأن قلبي بدأ ينبض بالحب، قلت لهم انني تعرفت علي شاب محترم ويحبني كثيرا وعلي أتم الاستعداد أن نرتبط، كنت وقتها أرسم له صورة وردية بمخيلتي، بعد أن صارحني بحبه الشديد ونيته في الزواج مني.
سيدتي.. لقد قابلته مرات عديدة كنا نحلم ونرسم المستقبل، كنت وقتها منساقة وراء مشاعري تجاهه، وتجاهلت ابتعاده شيئا فشيء عن فكرة مشروعنا في المستقبل الخطوبة ثم الزواج. كنت كلما فاتحته به يقول لي ليس قبل ثلاث سنوات أو أربع وأحيانا يحاول تغيير الموضوع والهروب منه بكلام آخر. كنت دائما اختلق له الأعذار، حتي عندما قال لي ذات مرة. لا أريد أن أعدك بشيء لا أكون قادرا علي الايفاء به، قد لا تكونين زوجتي، لم أفطن وقتها انه يسحب نفسه من أية وعود بالارتباط الرسمي، وأنه يشعر بأنني مجرد تجربة في حياته.
شعرت بالارتباك عندما أفصحت له بأنني أخبرت أسرتي بعلاقتنا، إذا انه علي النقيض تماما، يعتقد أن علاقته بي »شيء مخز« لا يجب أن يعرفه أحد.
لا أكذبك القول سيدتي.. شعرت بأنني فتاة رخيصة جدا، في هذا الموقف كيف يخجل من معرفتنا، وبدأت معاملته لي تختلف وتصير إلي الأسوأ، عندما أحتاجه لا أجده بجانبي وكلما حاولت الاتصال به أجده يغلق تليفونه ويتجاهلني تماما، ساءت حالتي النفسية حتي أصبحت في الحضيض وبدأ يتأثر مستواي في الجامعة. واجهته.. قلت له انني أريد أن أشعر بالأمان معك.. أين أنا منك؟ هل مازلت تحبني؟
وهددته بأنني سأبتعد أنا عنه لو سار علي نفس نهجه معي، وجدته يقول لي احنا مش مناسبين لبعض وإن شاء الله تلاقي نصيبك مع واحد غيري أنا مش عايز أسيبك متعلقة. لم يمر وقت كثير حتي علمت أنه ارتبط بفتاة أخري يجرب معها حظه. سيدتي.. هل أخطأت الاختيار منذ البداية؟ هل هذا النوع من الشباب غير جاد ويتلاعب بمشاعر الآخرين، أرجوك ألا تهملي رسالتي، وأخبريني ماذا أفعل؟
المعذبة (ن.. م)
<< الكاتبة:
حذرت ـ كثيرا ـ من مشاكل »الشات« علي هذه الصفحة، وقلت مرارا وتكرارا إن الأشخاص الذين نقابلهم علي »الشات« هم أشخاص وهميون، ليس لأنهم غير موجودين بالفعل، لكن لأنهم يرسمون لأنفسهم علي هذا الفضاء الافتراضي صورا تبتعد كثيرا عن حقيقتهم في بعض الأحيان. فنجد بعض الشباب يضع علي صفحته علي »الفيس بوك« صورة لممثل عالمي ويدعي أنها صورته. وتضع فتاة صورة لعارضة أزياء مشهورة وكتب أنها صورتها! ويتحدث بعض الشباب بألسنة فتيات. وبعض الفتيات بألسنة شباب! وندور في فلك علاقات وهمية، خطرها كبير، وخطوط الأمان فيها باهتة وغير واضحة!
الآن.. وقد حدث ما حدث، ليس علينا إلا أن نتعلم من الدرس. وأن ندرك أن التورط في علاقة عاطفية عميقة خطير جدا إذا ما بدأناها علي الشات، مع إنسان لا نعرفه!
أما موقف هذا الشاب المتخاذل منك، فهذا أمر متوقع، ومتكرر في كثير من قصص »الشات« التي تبدأ ملتهبة بقوة الخيال، وسهولة الاتصال »صوت وصورة« ثم تنتهي إلي رماد وحطام ويأس.. ودموع وندم!
لا أريد أن أؤنبك أو أقسو عليك، لكن أرجو ألا تكرري هذا الخطأ مرة أخري.. عيشي حياتك بانطلاق وحرية. لكن ضعي لنفسك خطوط تحدديها باقتناع والتزام داخلي. لا تدعي الآخرين يقتحمون دائرتك الخاصة، واجعلي لحياتك هدفا، وحلما تتمنين الوصول إليه بالمباثرة والاصرار، وتطوير ذاتك حسب امكاناتك وقدراتك وهواياتك وكوني واثقة من نفسك. سعيدة بما حققته حتي يحبك الناس، فالذي يحب نفسه (ليس بمعني الأنانية ولكن الاعتزاز بالنفس) يحبه الناس، ويتمسكون بصحبته، ويسعون إلي الاقتراب منه. [b]