أغرب قضية أمام محكمة الأسرة
الزوجة الخائنة خرجت من السجن لتطالب بحقوقها الزوجية
أسامة كمال - القاهرة
ربما أثارت هذه القضية دهشة الجميع، خاصة أنها الأولى من نوعها أمام محكمة الأسرة في مصر. في ظاهر الأمر قد تبدو قضية عادية: زوجة تطالب بالطلاق ونفقة المتعة، ولكن المثير أن هذه الزوجة خرجت لتوها من السجن، بعد الحكم عليها في قضية خيانة زوجية، ولم تكتف بما فعلته بزوجها بعدما شوهت سمعته، لكنها وبكل جرأة بدأت تطالب بما تسميه حقوقها.
المحكمة ما زالت تنظر في القضية بكل أبعادها، واستمعت إلى وجهة نظر الزوجة الخائنة التي كانت تفكر بأسلوب غير مسبوق بعدما اعتقد الجميع أنها ستتوارى خجلاً. لكنها لم تهتم إلا بالبحث عن حقوقها القانونية.
قبل الاسترسال في تفاصيل القضية المثيرة، طرحت المحكمة سؤالاً مهماً مر على أذهان الجميع: لماذا لم يطلق الزوج زوجته بعد ما حدث؟ وأجاب الزوج في أوراق القضية مؤكداً أنه قرر معاقبتها لخيانتها وتعليقها حتى لا تتزوج مرة أخرى، إلا بعد جولة مع المحاكم. وعاد ليواصل حياته بشكل عادي محاولاً أن يطوي هذه الصفحة من حياته تماماً، ولكنه اكتشف أن المحامي تقاعس عن إنهاء إجراءات الطلاق وخرجت الزوجة من السجن لتبدأ فصول هذه القضية الغريبة.
الأحداث بدأت قبل سنوات عندما ارتبط حازم بالحسناء لبنى. ولم يشعر أبداً بعد زواجه منها أنها تحبه أو حتى تحمل له أي مشاعر إنسانية، رغم ذلك فإنه لم يسئ معاملتها ولم يدخر وسعاً في سبيل إسعادها وإضفاء الفرحة على حياتهما.
كان يتمنى أن تتغير مشاعرها، وظن أن العشرة وسنوات الارتباط ستغير زوجته. اعتقد في البداية أن خطوبتهما القصيرة وزواجهما المفاجئ هما سبب تحفّظ لبنى. ولكن مع مرور الأيام اتسعت الفجوة بينهما، وكان يشعر بأنها تبتعد عنه أكثر وأكثر.
لم تكن تتحدث معه إلا نادراً، فهي دائماً شاردة مشغولة عنه، تمضي وقتها ما بين قراءة المجلات ومشاهدة التلفزيون، ولا تهتم بالسؤال عنه إذا تأخر في العودة إلى منزله. وغاب دورها تمامًا كزوجة تحب زوجها أو حتى تهتم بأمره.
حاول حازم كثيراً أن يكسر الحاجز النفسي بينه وبين زوجته، وكان يدأب على تقديم الهدايا اليها، ولكنها لم تكن تبدي أي رد فعل أمام هذه الخطوات التي كان يقوم بها زوجها لإذابة الجليد بينهما، ولم تهتم أن تقدم له أي عبارة شكر على تقديره.
المصارحة
حاول حازم أكثر من مرة أن يفتح قلب زوجته ويسألها عن سبب هذا الجفاء، وكانت لبنى صريحة للغاية، اذ لم تنكر حقيقة مشاعرها تجاهه، وأكدت له أنها لم تكن تحبه، ولكن أسرتها هي التي أرغمتها على الزواج منه باعتباره مهندساً ناجحاً ميسور الحال، وأي أسرة تعتبره عريسًا مناسبًا.
واصلت الزوجة حديثها الصريح لزوجها مؤكدة أنها كانت مرتبطة عاطفياً بشاب آخر، لكن أسرتها رفضت إتمام ارتباطها به لأنه غير جاهز مادياً وليس مستعداً للزواج.
حاولت لبنى أن تقنع أسرتها بالموافقة على زواجها من هذا الشاب، لكن رد والدها كان قاطعاً، وأكد لها أن حبيبها ما زال في بداية حياته ولن يستطيع أن يوفر لها الحياة الكريمة التي تتمناها.
كانت كلماتها أشبه بالصاعقة التي أصابت حازم، ودمرت كل أحاسيسه. ظن في البداية أنه واهم، أو أنه يعيش كابوساً مريعاً لكنها كانت الحقيقة المريرة.
1
2
[b]