لم يتخيل أحد في مدينة المحلة الكبري أن يصل الحجود والجفاء والنكران إلي هذه الدرجة حيث استيقظت المدينة علي مأساة مفزعة هزت مشاعر الجميع
رجالا ونساء كبارا وصغارا بعد أن كشفت مصادفة انفجار ماسورة مياه عن وفاة أحد المواطنين بمنزله منذ ست سنوات حتي وصل الأمر إلي تحلل جسده إلي هيكل عظمي دون أن يعلم أحد من أفراد أسرته خاصة أولاده الثلاثة بخبر وفاته والذين لم يعيروه أي اهتمام ولو حتي مجرد اتصال هاتفي أو زيارة عابرة في المناسبات والاعياد طيلة هذه المدة, كما اصيب أهالي منطقة منشية أبو راضي التابعة لدائرة قسم أول المحلة بالذهول والصدمة التي سيطرت عليهم فور اكتشاف الجثة وكأن المتوفي كان يعيش داخل كهف بمنطقة منعزلة عن العالم حيث لم تلفت رائحة الجثمان بعد تحللها ومرور نحو6 سنوات علي وفاته انتباه أحد من أهالي المنطقة وقد صب أهالي المنطقة غضبهم علي أولاده الثلاثة الذين قرروا مقاطعة والدهم طول هذه السنوات برغم علمهم بإصابته بأمراض عديدة ومزمنة خاصة انه كان يعيش بمفرده داخل منزله وفي عزلة تامة بعد وفاة زوجته, مما يكشف عن غلظة قلوبهم تجاه والدهم العجوز.
وتبدأ الواقعة عندما اكتشف الجيران ارتفاع منسوب الصرف الصحي داخل منزل المتوفي وامام تضررهم خشية امتدادها إلي منازلهم الملاصقة لمنزله وتعرضها للانهيار.. قام الجيران بالاتصال بنجل المتوفي ويدعي هشام عبدالله عبدالخالق32 عاما موظف بمستشفي المحلة العام. حيث تم استدعاؤه علي الفور لايجاد حل لمياه الصرف الصحي التي اغرقت المنزل, وعندما نجح في الدخول إلي المنزل كانت المفاجأة التي أذهلت الجميع عندما عثر علي جثة والده عبارة عن هيكل عظمي داخل غرفة نومه وفي حالة تحلل كامل.
تم اخطار اللواء مصطفي باز مدير أمن الغربية الذي أمر بإعداد فريق بحث وتحر لمعرفة اسباب وملابسات الواقعة تحت اشراف العميد أشرف عبدالقادر مدير مباحث الغربية. حيث انتقل إلي مكان البلاغ المقدم محمد فتحي رئيس مباحث أول المحلة وتبين ان الجثة لموظف بالمعاش يدعي عبدالله عبدالخالق70 عاما في حالة تحلل كامل وعبارة عن هيكل عظمي داخل غرفة نومه.
تم نقل الهيكل إلي مشرحة مستشفي المحلة العام, وبإجراء الكشف الطبي عليها تبين أن الوفاة تعود إلي نحو6 سنوات ماضية كما اكتشف رجال المباحث أن المتوفي لديه ثلاثة أولاد, وأن آخر زيارة لوالدهم المتوفي تعود إلي عام2004 نتيجة خلافات نشبت بينهم وأنه ظل بمفرده داخل المنزل منذ وفاة زوجته ولم يحظ بزيارة واحدة من أولاده نتيجة الخلافات المذكورة بالاضافة إلي عدم تفرغهم لمتابعة حالة والدهم المتوفي المرضية حيث كان يعاني أمراض القلب والضغط والسكر انقطع علي أثرها عن التواصل بالعالم الخارجي.
تم تحرير محضر رقم6466 إداري أول المحلة وأخطرت النيابة العامة.
[b]