يحكى أنه في قديم الزمان كان هناك شابا تقياَ فقيراَ، وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع ولم يجد ما يأكله حتى حل به المطاف في بستان مملوء بأشجار التفاح، وكان أحد أغصان شجرة كبيرة منها متدلياَ على طرف الطريق وعليه تفاحة كبيرة، فقرر الشاب أن يأكل هذه التفاحة ويسد بها جوعه.
قطف الشاب التفاحة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه ولما رجع الى بيته بدأت نفسه تلومه على فعلته فهذه التفاحة هي ملك لأحدهم ولا يحق له أكلها دون استئذان، فذهب للبحث عن صاحب البستان حتى وجده فقال له: يا عم
لقد بلغ بي الجوع مبلغاَ عظيماَ بالأمس وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك وأنا اليوم أستأذنك فيها. فقال له صاحب البستان: والله لا أسامحك.
وهنا بدأ الشاب يبكي ويتوسل اليه أن يسامحه وقال له: أنا مستعد أن أقوم بكل ما تريد كي تسامحني على فعلتي. وبقي الشاب واقفاَ أمام باب البيت يبكي ويطلب السماح طالباَ العمل كفلاح بدون أجر طول العمر، ولكن صاحب البستان عرض عليه طلباَ آخر وقال له: أنا مستعد الآن أن أسامحك لكن بشرط.
فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال له: اشترط كما تريد ياعم؟ فقال صاحب البستان: شرطي هو ان تتزوج ابنتي. صدم الشاب من هذا الجواب وذهل ولم يستوعب هذا الشرط، وعندها أكمل صاحب البستان قوله: ولكن يا بني اعلم أن ابنتي عمياء وصماء وبكماء وايضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن وأنا أبحث لها عن زوج أستأمنه عليها ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها فإن وافقت عليها سامحتك.
بدأ الشاب يفكر كيف يمكن أن يعيش مع هذه الفتاة خصوصاَ أنه لا زال في مقتبل العمر، ثم توجه الى صاحب البستان وقال له: يا عم لقد قبلت الزواج بابنتك واسال الله ان يجازيني على نيتي وأن يعوضني خيرا مماأصابني، فقال صاحب البستان: حسناَ يا بني موعدك الخميس القادم عندي في البيت لوليمة زواجك وأنا أتكفل لك بمهرها.
فلما جاء يوم الخميس عاد الشاب متثاقل الخطى مكسور الخاطر حزيناَ يوم عرسه، فسلم على عمه و طلب منه عمه ان يتعرف على خطيبته قبل الزواج فرفض الشاب كي لا يزداد حزنه وغمه أو يغير رأيه.
وبعد إتمام أوراق الزواج تعرف الشاب على زوجته فوجد فتاة رائعة الجمال ممشوقة القوام، وهنا وقف في مكانه يتأملها غير مصدق لما جرى معه ولماذا فعل عمه به ذلك. ففهمت الشابة ما يدور بباله ثم قالت له: نعم، إنني عمياء من النظر الى الحرام، وبكماء من الكلام الى الحرام وصماء من الاستماع للحرام ولا تخطو رجلاي خطوة الى الحرام. وإنني وحيدة أبي ومنذ عدة سنوات وأبي يبحث لي عن زوج صالح فلما أتيته تستاذنه في تفاحة وتبكي من أجلها قال في نفسه أن من يندم عل أكل تفاحة ليست ملكه هو الرجل الأجدر بزوجتي وبالحفاظ عليها، فهنيئاَ بك زوجاَ لي ونسيباَ لأبي.
سيء
لا بأس
جيد
ممتاز
روعة[b]