في علوم البرمجة اللغوية، والعصبية مصطلح يسمى ب " خريطة الذهن " وهذا المصطلح يشير إلى كون أي إنسان في هذه الحياة يحمل بداخله مجموعة من الأفكار ،والمواقف والمشاعر، والمنطق تجاه موقف محدد أو شخص معين ، وهذه الخريطة الذهنية تحدد في الغالب السلوك الإنساني، وتوجه ردود الفعل تجاه المواقف والأشخاص، وهذه الخريطة الذهنية غالبا ما تكون بخلاف الحقيقة والواقع ومن هنا تنشأ ردود الفعل المتناقضة والمفاجئة وكذلك سؤ الفهم والخلاف والاختلاف .
يحكى أن سيدة شابة كانت تنتظر طائرتها فى مطار دولى كبير.. لأنها كانت ستنتظر كثيرا – إشترت كتابا ً لتقرأ فيه وإشترت أيضا علبة بسكويت..بدأت تقرأ كتابها أثناء إنتظارها للطائرة.. كان يجلس بجانبها رجل يقرأ فى كتابه..عندما بدأت فى قضم أول قطعة بسكويت التى كانت موضوعة على الكرسى بينها وبين الرجل فوجئت بأن الرجل بدأ فى قضم قطعة بسكويت من نفس العلبة التى كانت هى تأكل منها ..بدأت هى بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة فى وجهه لقلة ذوقه.. كل قضمة كانت تأكلها هى من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضا ً.. زادت عصبيتها لكنها كتمت فى نفسها
عندما بقى فى كيس البسكويت قطعة واحدة فقط نظرت إليها وقالت فى نفسها ”ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن“ لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف.. قالت فى نفسها ”هذا لا يحتمل“ كظمت غيظها أخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة.. عندما جلست فى مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها .. وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هى مغلفة بالحقيبة !!
صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد .. أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت فى شنطتها وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !!
أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها .. وقاسمها فى علبة البسكويت الخاصة به بدون أن يتذمر أو يشتكى !!
وإزداد شعورها بالعار والخجل.. أثناء شعورها بالخجل لم تجد وقت أو كلمات مناسبة لتعتذر للرجل عما حدث من قله ذوقها !........
هذه الحكاية المؤلمة التي تفتح الجرح ثم لا تخيطه وتنثر عليه الملح ولا تضمده ..فكم من زوج ظلمناه وجرحناه لأننا لم نفهمه ولم نعرف سبب تصرفه وسلوكه فذبحناه من الوريد إلى الوريد واتهمناه بالغدر والخيانة .. كم من صديقة غالية تركناها في طرقات الوحدة والوحشة لأننا اكتفينا بخريطتنا الذهنية التي تكونت لدينا ،ولم نلتمس لها العذر ورميناها برصاص كلمات الإساءة، وعبارات الإهانة والتجري