* أطفال
تشير الاحصائيات إلى أن المصدر الأول للمعلومات التي يحصل عليها الأطفال حول العلاقات الجنسية تأتي من خارج الأسرة. تأثير هذا النوع من التربية التجاهلية يتجاوز حدود التربية الجنسية إلى كافة العلاقات الاجتماعية. عندما يبحث الطفل عن معلومات مهمة حول حياته خارج نطاق الأسرة بالدرجة الأولى فهو يقع فريسة معلومات خاطئة ربما تدمر جزءاً مهماً من أحد أهم جوانب حياته كانسان بالغ. كيف يمكن تدارك هذا الأمر؟
التربية الجنسية هي الضحية الأولى للمجتمعات المحافظة التي تتعامل مع هذا الموضوع بتجاهل تام على مبدأ النعامة. طالما أن الجنس لا يدخل في نطاق الأحاديث اليومية فليس هناك داع للخوف. أثناء هذا الوقت يكتشف الطفل عند اقترابه من البلوغ تغيرات مهمة في تكوينه الجسدي يبحث عن تفسيرات لها خارج الأسرة لعدم قدرته على تناول هذا الموضوع مع أبويه.
الأطفال على العكس من الكبار يصدقون بسرعة كل ما يقال لهم. ثقتهم بالآخرين نابعة عن براءة يمكن أن تكون قاتلة في مجتمعات تكثر فيها المعلومات المغلوطة.
عند الصبية تبدأ المشاكل عند الاقتراب من سن البلوغ. فمن المعلوم أن البلوغ يأتي مع فارق زمني بين طفل وآخر. هذا التغير المهم يخلق تفاوتاً في فهم التكوين الجنسي. هذا التفاوت يجعل الطفل ضحية ما يرويه له رفاقه ممن سبقوه في هذا الطريق وهم في كل الأحوال لا يعلمون أكثر منه بكثير سوى بعض الأقاويل مما سمعوه خلسة من الكبار.
عند الفتيات المشكلة أكبر كون الطفلة غالباً ما تقع ضحية ارهاب الأهل من الاقتراب من الذكور. الكبت عند الفتيات يجعلهن ينطوين على أنفسهن ويبتعدن عن كل مراكز الخطر. بالنتيجة تعيش الطفلة حالة ذنب دائم من كونها فتاة. لا تستطيع أن تحتمل تكوينها الجسدي ولا تستطيع التعايش معه.
التربية الجنسية لا تحتاج إلى فن، أو خبرة أكثر من صراحة وجرأة. خوف الأهل من تناول هذه الأحاديث مع أطفالهم غير مبرر. شرح التغيرات الجسدية التي ستطرأ قبل حدوثها يساعد الطفل على تقبلها أكثر. كما أن تقديم الأمثلة حول العلاقات بين البالغين من غير باب الذنب والخطيئة يجعل الطفل (والطفلة) يتعامل مع الأمر ببساطة. والأهم من كل هذه التحدث مع الطفل حول هذه الأمور يجعله يلجأ لأهله أولاً ودائماً عندما يبحث عن معلومات حول أي مسألة تخص الجنس. وهذا بحد ذاته يسمح بمراقبة غير تطقلية لما يمكن أن يقوم به الطفل عندما يصل إلى سن البلوغ.[b]