يقول مثل انجليزي : دعنا ننتظر ونرى!
أنا من قراء أنيس منصور وواحدة من المواظبات علي عموده يوم الجمعة علي وجه التحديد حيث أتابع بشغف إنسانياته الجميلة «ومواقفه» من المرأة وطرحه الشيق لأفكاره، واحدة من عباراته قرأتها أكثر من مرة رغم أنها من ثلاث كلمات ولكنها قنبلة. الزوج المخلص.. ممل!
ووجدت نفسي أفكر مليا في العبارة فهل إخلاص رجل لي.. هو الملل؟ هل تريد المرأة رجلا يعبث بمشاعرها ويضعها دوما علي فوهة بركان حتي لايتسلل إليها الملل؟ صديقة لسانها طويل ومتحدية الآخرين تقول لي «الست ماتحبش الفتور» وعايزة دايما حركة في عواطفها والرجل المخلص جدا جدا ممل لأنه لايعطيني فرصة للشك والغنوة بتقول «الشك يحيي الغرام». صديقة أخري وهي كاتبة رصينة تقول (أجمل مافي رجل أحبه إخلاصه وتفانيه فقد كان إحسان عبدالقدوس يقول «الحب مسئولية» ومعني كلام إحسان أن الحبيب يخلص وأنا أخلص له وهذه مشاعر تتسم بالمسئولية فالحب هنا مسئولية). زميلة في الحياة تقول لي «المصيبة أهون من الشكوك لأن الشك يدمر خلايا الإنسان، وأنا إذا قضيت عمري ألهث وراء حبيب أو زوج خائن!! فـ.. بلاها حب وجواز»!
تساءلت هل الأفضل أن يعبث زوجي - أشرف السقا - بمشاعري ويجعلني دائما أفتش في داخله عن موقعي ومكاني ومكانتي وهذا من طقوس الحب واشتعاله الدائم؟ ثم هل الرجل الذي يثير غيرتي متعمدا ذلك ليختبر مدي حبي أفضله علي رجل مخلص يحترم مشاعري؟ بالقطع لا. فأنا أعتقد أن اللعب بالمشاعر كاللعب بالنار من الممكن أن تؤدي الحريقة إلي القضاء علي كل شيء.
لعل أنيس منصور كان يهدف من وراء عبارته إلي أهمية «تحريك المشاعر وألا تكون هادئة تماما مطمئنة تماما وتصل إلي حالة الركود». وأن ركود المشاعر يصل بها إلي (مقبرة الحب)! وأظن أن أنيس منصور يمجد قيمة الإخلاص في الحب حتي وهو في عز ولعه بالمذهب الوجودي الفلسفي. ثلاث كلمات تفتح حوارا شهيا عن «نفسية» المرأة. هذه المليئة بالمتناقضات العائمة فوق بحر التناقضات الخاضعة للمزاج (بكسر الميم) التي تلفحها رياح الهوي وعشق التجارب الجديدة!