..ويبقي الشعر
وأحسست أنك يوم ارتحلت
أخذت مفاتيح قلـبي
فما عاد يهفو لطيف سواك
وما عاد يسمع إلا نداك
وأنـك حين ارتـحلـت
سرقـت تعاويذ عمري
فصار مباحا.. وصار مشاعا
وأني بعدك بعت الليالي
وفي كل يوم يدور المزاد
أبيع الحنين.. أبيع السنين
وأرجع وحدي.. وبعضي رماد
وأني أصبحت طفـلا صغيرا
تشرد عمرا
وصار لقيطـا علي كل بيت
وصار مشاعا علي كل صدر
وصار خطيئة عمر جبان
وأحسست أنـي تعلمت بعدك
زيف الحديث.. وزيف المشاعر
تساوت علي العين كل الوجوه
وكل العيون.. وكل الضفائر
تساوي علي العين لون الوفاء..
وزيف النقاء..
ودم الضحايا.. ودم السجائر
تساوت علي القلب كل الحكايا
وقلنا كثيرا
وعدت أفتش في مقلتيك
وألقي رحالي علي شاطئيك
وأبحرت.. أبحرت في مقلتيك
لعلي أري خلف هذي الشواطيء
وجهي القديم الذي ضاع منـي..
وفتشت عنـه السنين الطوال
لقد ضاع مني منذ ارتحلت
رأيتك وجهي الذي ضاع يوما
بنفس الملامح.. نفس البراءة
نفـس البكارة.. نفس السؤال
وقلنا كثيرا.. وعنـد الصباح
رأيتـك في الضوء ذرات شوق
أبت أن تضيع
لمحتك في الصبح أيام طهر
تراجع فيها نداء الخطايا..
وزهرة عمر أبت أن تزف لغير الربيع
فما زلت أنت الزمان الجميل
وكان الوداع هو المستحيل
فيا شهرزاد التي فارقــتني
وألقت علي الصبح بعض الرماد
تري هل قنعت بطيف الحكايا ؟
تري هل سئمت الحديث المعاد ؟
وقلنا كثيرا.. وعند الصباح
رجعت وحيدا ألملم بعضي
وأجمع وجها تناثر منـي
وفوق المقاعد تجري دمايا
وعدت أسائل عنك المقاهي
وأسأل رواد هذا المكان
فيصفع وجهي حزن كئيب..
ولم يبق في الصمت إلا ندايا
فما زال عطرك في كل شيء
وما زال وجهك خلف الجدار
وبين المقاعد.. فوق المرايا
تري كان حلما ؟
علي كل ركن تئن البقايا
فما كنت أنت سوي شهرزاد
وما كان عمري.. غير الحكايا
من قصيدة ما بعد الليلة الأخيرة سنة1990[b]