بسم الله الذى يفتح باسمه كل امر
ايتها النساء الفضليات العفيفات المؤمنات المسلمات
اردت ان اقص على مسامعكم قصة تحمل بين طياتها العجب العجاب
وانما كتبتها هنا لتكون تذكرة لأولى النهى والألباب
هى فتاة تبلغ من العمر زهرته ومن الجمال غايته ومن الشباب رونقه
نشأة فى أسرة بسيطة بين اب سكران يشرب الخمر يخرج فى الصباح ولا يعودالى الفجر
وأم أعتادة التغيب خارج البيت الساعات الطوال لا يعرف اين ذهبت وان عادة تغلق على نفسها باب غرفتها ولا تمل من كثرة الكلام فى الهاتف
ونشأة هذه الفتاه وهى لا تعلم وقت تكلم فيه أباها الثمل من كثرة الخمر ولا أمها التى تقضى الوقت خارج البيت ولا يعرف اين ذهبت ولا من اين جائت وملت الفتاه من الفراغ بدون رفيق ولا ناصح مرشد يرشدها معالم الطريق
فعتادت الخروج من البيت وتعرفت على الرجال و احبت الحديث معهم والتقرب منهم فى الخلوات والذهاب معهم الى المنازل الخاصة بهم ولكنها كانت على عفتها حريصه و على كرامتها التى يعرف بها شرفها ومحل بكارتها ولا تشرب الا القليل من الخمر فى الحد الذى لا يثملها ولا تفقد معه الوعى حتى جاء اليوم الموعود ذالك المشؤم وكانت جالسة مع بعد الرجال وهم مخمورون لا يدرون بما يدور حولهم حتى دار الكأس ووصل اليها ولا تكاد ان ترفعه الى فمها حتى قام احد الرجال مخمورا ووقف امامها وقال لها انى قد زنيت بأمك الباغيه فما ان ارتطم ذالك الكلام بأذانها حتى فار دماها واغتل جسدها واغتاظ قلبها وفقدت الوعى من شدة التعصب فقامت الى مطبخ المنزل الذين هم فيه و حملت السكين وانهالت على ذالك الرجل بالطعنات فى متفرق جسمه حتى اردته قتيلا وفر باقى الرجال من امامها خائفون منها وتفرقوا يمينا وشمالا وما ان ادركة و عاد لها الوعى حتى رأت ذالك الشاب غارقا فى براكين دمائه فرقدت على رجليه مندهشه خائفه منفزعه وما ان قامت لتهرب حتى وجدت رجال الشرطه يلقون القبض عليها و ذهبت الى السجن وقابلها هناك احد ضباط السجون وسألها عن سبب القبض عليها فقصت له ما كان من ابيها وأمها سبب تعاستها و حسراتها وما ان سمع منها الضابط حتى تفاعل معها و قال لها انا بجوارك فلا تخافى وسلمها الى ضابطة سجن النساء واوصاها ان ترفق بها وتنقل له اخبارها بتقريرات عنها اولا باول واخذتها الضابطه حتى ألقت بها فى السجن وما أن دخلت السجن حتى نظرت فوجدت النساء يقفون ويجلسون فى هيئات مختلفه فقالت للضابطه ما هذه الحركات الغريبه التى يقومون بفعلها فتعجبت الضابطة وقالت لها هل انت مسلمه فقالت نعم فقالت الضابطه الم ترين هذه الافعال والحركات من قبل فقالت لا فقالت الضابطه انه هذه الحركات التى تقول عنها غريبه واول مرة تنظرين اليها انها الصلاة وهؤلاء النساء الان يصلون فبكت الفتاة بكائا حارا و امسكت بيد الضابطة وقالت لها استحلفكى بالله ان تعلمين كيف اصلى فاخذتها الضابطه وعلمتها الصلاة بعد القرآن وامور الشريعة والدين وبعد مرور أيام فى السجن أصبحت هذه الفتاه داعيه الى الله وملتزمة دينيا وحريصه كل الحرص على الصلاة فى وقتها والقران والصوم ورفعت الضابطة تقريراتها الى الضابط عن الفتاة ومدى التزامها واستقامتها الدينى وحسن خلقها وادبها ففرح الضابط واستبشر خيرا وبعد مرور ايام قليلة استقبل الضابط جواب من المحكمة بخصوص قضية هذه الفتاه المتهمه فيها بالقتل العمد مع الاصرار فلما قرأة وجد حكم المحكمة على الفتاه بان يذهب بها الى السياف ليقطع رقبتها اقامة لحدود الله و اخذ بالقصاص العادل فاستقبل الضابط الحكم بالحزن وقال فى نفسه لا اقطع رقبتها بعد توبتها وتأكدى من برأتها ووضع الجواب الذى يحمل أمر القصاص فى احد ادراج مكتبه و كتم الخبر وبعد ايام قام هذا الضابط بجوله فى السجوب ليلا ليتفقد احوال المساجين وكانت جميع عنابر السجن مظلمه ولكنه راى امرا أندهش له رأى نورا يشع ضوئه من اسفل باب السجن الذى بداخله الفتاة فقال يا ترى من اين اتى هذا النور فأسرع نحوه وفتح باب السجن فوجد هذه الفتاة قائمه تصلى وتتهجن فى جوف الليل و قنديل يخرج منه شعاع نور نازل من سقف السجن ليستقيم على راسها وهى ساجده لربها فاغلق الباب بدون ان يشعرها بحضوره ثم ذهب الى البيت وفى الصباح اتصلت ضابطة سجون النساء به باكرا لتقول له فى لهفه تعالى الى مكتبك بسرعه فان الفتاه بداخل المكتب تصرخ و تقول لا افارق المكتب حتى ياتى الضابط اريده فى امر ضرورى وما ان سمع ذالك القول حتى لبس ملابسه على الفور وأسرع باستقلال سيارته الخاصه الى مكتبه ليجد الفتاه هناك تبكى بكائا شديدا فقال لها فى لهفه ما الخبر فقالت له فى شدة زعر أستحلفك بالله هل جواب الحكم بالقصاص منى اليك قد حضر فاجلوا لى الخبر فقال لها وما شأنك انت به ان جاء فنحن الموكلون بتنفيذه وان لم يأتى فنحن المسؤلون عن تأخره فقالت له أستحلفك بالله هل جواب الحكم بالقصاص منى قد حضر فقال لها أخبرنى عن سبب سؤالك عنه وانا سوف اخبرك عن الجواب حضر او لم يحضر فقالت له انى منذ ثلاثة أيام بعد أن اصلى لله فى جوف الليل وقت السحر أرى بعد أن اغمض عينى مكان موضعى فى الجنه فى المنام وأن أشتقت الى لقاء الله فأن أردت سعادتى فقل لى هل جواب القصاص منى اليك قد حضر
فقام بفتح درج المكتب وأخرج الجواب وقال لها نعم هو قد حضر ففرحت و قالت له انى أريد أن أوصيك بوصيتى قبل القصاص منى فقال لها وما هما فقالت وهى تبكى أما الوصية ألاولى فهى اذا نفخ فى الصور و جمعت رفات الناس يوم القيامة بين يدى الله فانى لا أعرف من الناس فى هذا اليوم الشديد غيرك فاذا جاء وقت وقوفى للسؤال بين يدى الله فسوف استشهد بك عند ربى على انى طيلت حياتى فى الدنيا لم يمسس ضافرى رجل وانى احفظ كرامتى و شرفى ومحل بكارتى ولم أعصى و انت شاهد على توبتى استحلفك بالله ان سألت عنى بين يدى ربى فى القيامه لتقول الحق ولا تبخسنى فعاهدنى فعاهدها ثم قالت ام الوصية الثانيه اذا أقترب السياف ان يضع السيف على رقبتى بدعاء ربى فذكرنى فعاهدها وفى صباح اليوم الثانى جاء السياف ووضع رقبتها ليطير عنقها امام جم غفير من الناس فما ان اقترب بسيفه الى رقبتها حتى اقترب الضابط من اذنها وقال لها وهو يبكى اذكرك بدعاء ربك كما عاهدتك عليه فرفعت أكف الضراعت الى الخالق وقالت لا اله الا الله محمد رسول شهادة ادخل بها قبرى والقى بها ربى ثم أخذت تدعوا على والديها بالعذاب والثبور لتلفظ انفاسها وتودع زهرة حياتها ورونق شبابها ولايحانت قلبها وتفارق احبابها وتودع دنياها و ترحل الى الدار الاخرة صابرة مطمئنه محتسبه مؤمنه تائبه راضيه
يا بؤس من فقد الشباب وغيرت ... منه مفارق رأسه بخضاب
يرجو غضارة وجهه بخضابه ... و مصير كل عمارة لخراب
شيئان لو بكت الدماء عليهما ... عيناى حتى يؤذنا بذهاب
انى وجدت أجل كل مصيبة ... فقد الشباب وفرقة الأحباب
أيها المسلمات المؤمنات العفيفات الشريفات
انى أعظكم بواحده[b][b]