تقول ناديه عابد جاءت بدون موعد سابق، قدمت نفسها: طبيبة شابة تخصص أطفال، العمر لا يهم. تجاربى العاطفية ثلاثة الأول: كرهته لأنه كسب رهانا من أصدقائه للاقتراب منى، الثانى: طلع نصاب كان يستدين منى نقودا ليبنى مشروعا وثبت لى أنه يشترى بانجو! الثالث: اشترط علىَّ أن أكون «منقبة» وأخفى معالمى وأقدم استقالتى لوزارة الصحة! الغريب أن الثلاثة الشبان لديهم القدرة على التمثيل والظهور بمظهر «الولد المودرن» ويملكون أسلوبا غريبا فى ادعاء الخجل والذوق، ولكن هذه القشرة الزائفة سرعان مازالت لتخفى بؤرا من السوء لا نظير له.
تقول لى الطبيبة الشابة تخصص أطفال: حان وقت الزواج ولست أعلن ذلك لكننى أضمره ولا أحمل يافطة تقول «عايزة أتجوز» على طريقة هند صبرى لكننى فقط أتكلم عن حق من حقوق الأنثى تستطيعين أن تقولى إنى معقدة من الرجال وربما كانت مشكلتى أنى أريد الارتباط وليس التسلية ولم أقابل رجلا يملأ عقلى، كلهم يبحثون عن إرضاء ذكورتهم فالذكورة فى أولويات احتياجاتهم. لا أدرى ماذا أفعل.. أنا حائرة بشكل يصعب عليك فكلما استمعت إلى رجل فى العمل أو فى لقاء أصدقاء أو فى حفلة خاصة كدت أصرخ فى وجهه «هات من الآخر» وكلما أمعن شاب فى الحديث بصوت منخفض ليعطينى إحساسا لتحضره ويبعد سحب الدخان عن وجهه بضيق إذا كان أحد يدخن بجواره كدت أقول «يا ممثل» ذلك أن الرجل اللى هرانى سلف كان يدعى أنه يكره التدخين ثم اكتشفت أنه مدخن بانجو! وحين يظهر أحدهم عصريته بشكل مبالغ ليقنعنى أنه مستنير يملؤنى الشك والحذر فالشاب الذى عرفته كان يبدى إعجابه بشعرى ويهمس بحنان «أوعى تقصيه» وكان يهدينى أدوات الماكياج التى يفضلها «!!» هو نفسه الذى اشترط لارتباطنا أن أكون منقبة وأستقيل من عملى كطبيبة!
تعبت من التحليل والغوص فى أغوار البشر ولا أريد الارتباط على طريقة البطيخ «حمرة واللا قرعة»! ولا أريد المضى فى أى علاقة حتى اكتشفها وأعرف حقيقة الرجل فهل أقبل أول زوج يتقدم لأسرتى ويأتى الحب أو حتى الإعجاب المبدئى بالعشرة بعد الزواج وماذا لو ثبت لى أن الحياة مع هذا الطارق المجهول مستحيلة والطلاق خير حل لهذا جئت أقول ليك «مش ضامنة الرجالة» ولهذا لن أعطي فرصة للإنجاب ولا أريد أن أكون بنت صايعة أحصل على طفل وأقول لأبيه بعد الطلاق «أباه كلمنى شكرا» ماذا أفعل لأجنى حياة سوية[b]