السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية الحديث: سنتحدث اليوم عن موضوع من أهم المواضيع ألا وهو ترتيب الحياة, كثير من الناس يعتنى بإدارة الوقت , فى بداية القرن العشرين ابتدىء علم إدارة الوقت بقضية جداول الأعمال, وباختصار أن الانسان يحدد ما يجب عليه أن يفعل , ليس من الأمور الروتينية, وإنما من الأمور الغير الروتينية, ويقسمها إلى أقسام, شىء يتعلق بالبيت, وشىء يتعلق بالعمل, وشىء يتعلق بالنواحى المالية, ويحدد ماذا يجب عليه أن ينهى من أعمال, وأن عمل ينتهى يحذفه من الجدول, وأى عمل يضاف يضيفه إلى الجدول, وهذا هو الجيل الأول من إدارة الوقت, ثم جاء الجيل الثانى, وسمى بجدول الزمن, أى ان أخذ هذه الأعمال ثم أوزعها على الأوقات, ماذا سأفعل هذا الصباح, العصر, الساعة السابعة, وهكذا أوزع أعمالى على أوقاتى المتاحة, هذا هو الجيل الثانى, ثم جاء بعد ذلك الجيل الثالث, وسمى بإدارة الأولويات, وباختصار نظروا فى جدول الأعمال ووجدوا أن الأعمال ليست فى نفس الدرجة من الأهمية, أى كيف أبدأ بالأهم قبل المهم , ثم جاء الجيل الرابع وسمى بإدارة العمر, بمعنى أن حياتنا نفسها لابد ان تتجه فى اتجاه واضح, والأهم بدلا من أن ابرمج ساعتى , كما يقول ستفين كوفى, هو أن ابرمج بوصلة حياتى, يعنى فى أى اتجاه أريد ان أسير, أما ما سأطرحه اليوم هو تشكيل استفدته من كوفى ومن آخرين فى دراستى لإدارة الوقت, ومن تجربتى الشخصية فى الحياة وأحببت أن أسميه رتب حياتك, وهو خلط للجيل الثالث والرابع بطريقة أعتقد أنها أكثر عملية من الطرق النظرية المتاحة, واسمحوا لى أن أعتبر كتاب "إدارة الذات" للعدلونى الذى فيه تلخيص لكتاب إدارة الأولويات لكوفى وغيره من الكتب, اسمحوا لى أن أعتبره مرجعا تستفيدون منه للتعمق فى الموضوع, أما سيرى فى هذه الدورة فسيكون حسب الكراسة العملية التى تحتوى مجموعة تمارين ومجموعة خطوات, وأرجوا ان تفتحوا الكراسة وتستعينوا بالله عز وجل وتطبقوا معى التمارين, هذه الدورة بدون التطبيق العملى لا قيمة لها, ما الذى تسفيده إذا سمعت هذه الدورة إن لم تطبقها فعلا.
ونبدأ بمجموعة أسئلة لابد ان نجيب عليها بوضوح, لاحظت من تدريبى لأعداد كبيرة من الناس , لاحظت بلا مبالغة أن 98% من الناس لا توجد إجابة عندهم على بعض الأسئلة الرئيسية, قد تكون عندهم لكنها غير واضحة, قد تكون عندهم لكنها غير مكتوبة, قد تكون عندهم لكنها غير مبلورة, هذه الأسئلة لا اريدكم ان تجيبوا عليها الآن , استرح , خذ وقتك, وتأمل , وفكر مليا, قبل الإجابة.
الأسئلة العامة
الأسئلة التي نهدف الوصول إليها في نهاية هذه الدورة ( ولا نريد الإجابة عليها الآن ) هي :
1- لماذا أعيش ؟
تعليق : لماذا أحيا, طبعا نحن كمسلمين لدينا إجابة ربانية, الله سبحانه وتعالى ما تركنا سدى, الله سبحانه أرشدنا إلى طريق مستقيم, لا نضيع فيه, وقد حدد لنا الله سبحانه الطريق , إذ يقول سبحانه "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون", نتميز نحن المسلمون أن كلمة العبادة عندنا لها مفهوم خاص, فى الغرب ينظر للعبادة على أنها شعائر, العبادة فى الكنيسة, العبادة يوم الأحد, والحياة لا علاقة لها بالعبادة, بينما المسلم, ينظر إلى العبادة بمفهوم شامل للحياة ولذلك يعتبر أن كل شىء يفعله ممكن أن يكون عبادة, إذا فعل بنية صالحة , وقصد به وجه الله سبحانه وتعالى وطاعته, ولذلك جاءت الأحاديث تؤكد ذلك, وفى الحديث "حتى اللقمة يضعها الرجل فى فم زوجته, له فيها أجرا", حتى المداعبات الزوجية يمكن أن تتحول إلى عبادة ويكون للإنسان له فيها أجر, بل أكثر من هذا, حتى النوم إذا قصد به التقوى على طاعة الله عز وجل والاستعداد مثلا لقيام الليل , سيؤجر عليه الانسان, وهناك كلام جميل للإمام العظيم ابن تيمية فى تعليقه على , من هم أولياء الله؟ فى الآية "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون", ملخص كلامه أن "الأولياء فى ديننا ليس لهم شكل خاص, وليس لهم ملابس خاصة , وليس كما يقولوا رجال دين, ليس هكذا نفهم الدين ونفهم الأولياء, وإنما كما يقول رحمه الله, تجدهم فى كل أصناف أمة محمد صلى الله عليه وسلم", تجدهم فى التجار والصناع والزراع, فى الحدادة, فى كل أصناف أمة محمد صلى الله عليه وسلم, فكيف نميزهم؟ من هم ؟ "الذين آمنوا وكانوا يتقون", إذن المؤمن التقى , بغض النظر عن خط سيره فى الحياة, بغض النظر عن وظيفته, ممكن أن يكون وليا من أولياء الله, أى حتى تكون من أولياء الله, ليس المطلوب منك أن يكون لك شكل معين أو وظيفة معينة أو طريقة فى الحياة معينة, سوى أنك تستقيم على الإيمان والتقوى بغض النظر عن وظيفتك , ولذلك الإسلام ما جاء ليغير أعمال الناس إلا ما كان محرما منها, ليس المطلوب منك أن تغير وظيفتك , بل من الممكن أن تسخر وظيفتك لهذا الهدف العظيم, وهو أن تحيا لله رب العالمين, تكون عبدا لله, فى كل مجالات الحياة.
ويبقى السؤال الذى بدأت به, كيف أحيا بحيث أعبد الله عز وجل , ويقول الله سبحانه "هو الذى أنشأكم فى الأرض واستعمركم فيها" , فالانسان المسلم مطلوب منه أن يعمر الأرض, فالذى يحيا على هامش الحياة, على هامش التاريخ, ليس له وزن, ليس له عطاء, ليس له عمران, ليس مشاركا فى إسعاد البشرية, لم يحقق هذا الهدف القرآنى المطلوب وهو استعمار الأرض, للأسف الكفار عندما جاؤا لاستعمار الأمة الإسلامية , استعملوا هذه الكلمة الجميلة, لأنهم تظاهروا بأنهم قد أتوا لعمران الأرض وعمران هذه البلاد المتخلفة, فاستغلوها ومصوا دماءها, لكن نعود إلى المفهوم الأساسى, نحن الذين جئنا لعمران الأرض, نحن الذين جئنا لإحياء الأرض وفق منهج الله رب العلمين.
2- ماذا سأحقق في حياتي؟
تعليق : ولكى تجاوب على هذا السؤال, أريدك أن تتخيل ونفسك , وعمرك 80 سنة إن شاء الله, وتسأل نفسك هذا السؤال, أريدك أن تسأل نفسك وأنت تنظر إلى تاريخ حياتك, كم أنجزت؟ ماذا تركت ورائى؟ ما هى الآثار التى سوف أشارك بها فى الحياة, المسلم والمؤمن بل حتى الانسان الطموح ولو لم يكن مسلما لا يمكن أن يحيا بغير انجاز, انجاز يلقى به الله عز وجل إن كان من المؤمنين, إذن تخيل نفسك أنك تقول وعند 80 سنة , الحمد لله , الذى تمنيته حققته, فكر , لا تكتب , أريدك أن تتخيل, فقط, تخيل, تخيل شكلك, أشكالنا مقبولة, والجسم مازال لم ينحنى, والوجه مازال به بعض الشباب, اجلس وفكر, هل هى حياة أنت فخور بها, هل انت من الذين حققوا انجازات عظيمة؟, أم أنك تشعر أنها ضاعت, أنا أريد كل واحد وهو يقف هذا الموقف ويعيد شريط حياته, أن يكون وهو يستعرض هذه الحياة يشعر بالرضا, رضا أنه حقق هذه الطموحات التى يتمناها, أنه كان له أثر فى الحياة وفى صنع الأرض واستعمارها وبنائها وفق ما يرضى الله عز وجل, ويشعر برضا الله سبحانه أنه عاش لله.
3- هل أنا سعيد؟
تعليق : هذا السؤال هو نتيجة لكل هذا ويبنى على كل هذا, ومعظم الناس لا يفكرون بهذا السؤال أصلا, وبعض الناس إذا سألته هذا السؤال لن يكون فى منتهى الصدق, وتتبين حقيقة الإجابة على هذا السؤال , عندما يكون الانسان وحده, عندما لا يكون لديه أى مشاغل, جالس يفكر فى نفسه, فى حياته, فى علاقاته, كثير من الناس يمثل أنه سعيد, يضحك , يبتسم, ولكن عندما يجلس بينه وبين نفسه, يشعر أنه يريد أن يبكى, من شدة التعاسة والألم, لو جاوبت على هذا السؤال للناس , قد تخدع الناس, وإذا سألتك هذا السؤال ستخدعنى, لكن لن ينفعك هذا بشىء, أنا أريدك أن تفكر لنفسك ولأجلك, هل أنت سعيد؟ هذا السؤال ينبع من الأسئلة السابقة, لماذا نحيا؟ كيف نحيا؟ ما الذى سننجز؟ , كل ما كانت الحياة واضحة والإنسان يسير وفق مبادىء وقيم وأهداف, كل ما كانت السعادة أعمق وأعلى, هذا السؤال يتطلب وضوح وصراحة مع النفس , وأرجو أن الواحد يجلس جلسات تأمل وخلوة ذاتية, لا زوجة ولا أولاد ولا تليفزيون ولا محمول, أجلس على الأقل ساعتين, لا تجلس 5 دقائق, اجلس وتأمل فى حقيقة ذاتك, فى حقيقة تفكيرك, فى مدى ارتياحك, فى مسار حياتك, إلى أين تتجه؟ أين كنت؟ اين وصلت؟
4- هل أنا صادق ( مع نفسي وفي علاقاتي ) ؟
تعليق : هل أنت صادق فى كل علاقاتك, هل أنت صادق فى كل ما تقول, أم تخفى أحيانا بعض الحقيقة, أو تتجاوزها أو تغطى عليها, هل أنت صادق فى تعبيراتك, فى عواطفك.
هذه هى الأسئلة الرئيسة فى أولويات الحياة, دعونا نفكر فى الإجابة على هذه الأسئلة, بل دعونا لنفعل أكثر من ذلك, أن نضع خطة للوصول إلى إجابات صحيحة ومريحة عن هذه الأسئلة, ألا ترغب أن تعرف بوضوح لماذا تحيا؟ وتعرف كذلك , ماذا ستحقق فى حياتك؟ وتكون سعيد وصادق, إذا كنت تريد ذلك, فأكمل معى, أنا لا أريدكم أن تجيبوا على هذه الأسئلة الآن, هذه تجيبوها بينكم وبين أنفسكم , تراجعوها باستمرار, تقفوا عندها باستمرار, تتأملوا بها, فى كل يوم من أيام حياتكم, أنا أريدكم أن تسيروا معى فى خطوات مدرجة لإدارة الحياة وإدارة الأولويات وإدارة الذات,واريدكم أن السؤال الذى أطلب منكم الإجابة عليه, إذا كانت له إجابة واضحة اكتبوه, وإذا لم تكن له إجابة واضحة لا تستعجلوا, بل اجلسوا جلسة تأمل, وأحيانا جلسات تأمل حتى تجيبوا على السؤال وتكملوا معنا المشوار, عندها سنستطيع أن نطور حياتنا ونطور ترتيب أولوياتنا.
1- ما هو مجال عملى ؟
تعليق : سأعطيك مثلا , لعله يوضح شكل هذا السؤال, مرة واحد من الشباب دخل إلى واحد من التجار الكبار , ولديه مشروع من المشاريع الخيرية, فشرح له المشروع بكل تفاصيله وبحماس شديد, وأخذ يشجع التاجر على التبرع لهذا المشروع, وقال للتاجر "أنت اللى محتاج هذا المشروع" , فاستغرب التاجر وقال لماذا ياولدى؟ قال لأن هذا يدخلك الجنة, طريقك إلى الجنة, فضحك التاجر وقال ياولدى, "هناك ألف طريق إلى الجنة غير هذا" , طبعا تبرع للمشروع, لكن نبه هذا الشاب إلى شىء, أن الله سبحانه وتعالى يسر الجنة لمن أرادها, وهناك آلاف الطرق إلى الجنة,وتعجنى كلمة قالها الإمام مالك, تدور حول رسالة جاءته من أحد العبَّاد, يقول فيها للإمام مالك "أراك انشغلت بتعليم الناس عن العبادة, فلو التفت للعبادة وانشغلت بنفسك, لعل هذا أفضل لك", فرد الإمام مالك برد عجيب, والإمام مالك هو الأعلم, خلاصته "أن الله سبحانه وزع الأرزاق, والأرزاق ليست الأموال فقط, وأنما حتى القدرات, منهم من أعطاه الله سبحانه حب العبادة, ومنهم من أعطاه الله سبحانه حب الجهاد والقدرة على الجهاد, ومن من أعطى العلم, ومنهم من أعطى المال وحب الخير للناس, وهكذا أرزاق وزعت بين الناس, وكل ميسر لما خلق له, فكما أنك تبتغى الجنة بالعبادة, أنا أبتغى الجنة بنشر العلم ",ولذا أريدك أن تسأل نفسك ما هو العمل الرئيسى الذى أمارس فيه حياتى وسيكون طريقى إلى الجنة؟ طبعا بالإضافة إلى العبادة والعمل الخيرى, وبر الوالدين وتقوى الله,اختر أى شىء, عبادة , فكر , جهاد, عمل خيرى, هندسة, طب, رياضة, فن, سياسة, اقتصاد, إدارة أعمال, علم نفس, دراسة تاريخ, دراسة جغرافيا, وعشرات المجالات, إذا التزم الإنسان فيها بشرع الله عز وجل وبالنية الصالحة, ممكن تكون طريقه إلى الجنة, وممكن الواحد يقول أنا سأخدم نفسى, أهلى , مدينتى, أمتى من خلال 5 مجالات, الدراسات تثبت أن الذى يتشتت فى مجالات كثيرة لن ينتج إنتاج فعال, أنا لا أريد عدة مجالات, وأعرف أنه يوجد أناس يستطيعون أن يعملون فى عدة مجالات, ولكن أضغط عليكم لتختاروا مجالا واحدا فقط, الذى كتب جواب خير , والذى ما كتب, مثل الانسان ماشى ولا يعرف الطريق, تخيل أنك ماشى فى طريق سفر, ووجدت إنسان ماشى وقد رأيت الشمس ساطعة عليه والعرق يتصبب منه, وتوقفت له رحمة به وسألته يأخى تحب أوصلك, فقال لامانع, وعندما سألته إلى أين يذهب, يأتيك الجواب العجيب, لا أدرى إلى أين اذهب, كيف تستطيع أن تساعد مثل ذلك الإنسان, ممكن يكون الطريق الذى يريده ورائه, وهناك كثير من الناس يسيرون فى الحياة لا يدرون بأى اتجاه يريدون أن يسيروا, لا يدرى ما هو المجال الذى يسير عليه ويحقق من خلاله ما يريد, إذا حاول الإنسان أن ينتج فى كل مكان, فى الغالب لن ينتج, وإذا لم يكن يعرف ما هو المجال , فى الغالب سيكون ضائعا, وفى المثل "من يحاول أن يفعل كل شىء , لن يتقن أى شىء", اختر يأخى مجالا واحدا, إذا لم تكن الإجابة واضحة الآن, لا بأس, ستتضح بعد إجابتك على الأسئلة التالية التى ستعين إن شاء الله على بلورة الحياة, وستعين على التأكد أن المجال الذى اخترناه هو فعلا المجال الذى يجب أن نسير فيه, لأنه الانسان ممكن يكون كتب جواب خطأ.
2- ما هى اهتماماتى فى الحياة؟
لا تعليق.
3- ما هى أهم المبادىء التى أعيش وفقها ؟
تعليق : وجدت من خلال تجربتى فى تدريب الناس, أن السؤال عند كثير من الناس مستغرب, كثير من الناس ما يسأل , ماذا تقصد؟ أقصد ما هى المبادىء التى تلتزم بها ؟ ما هى القيم التى تعيش بها؟ كيف تحيا حياتك؟, فإذا كنتم من هذا النوع الذى استغرب السؤال, فهذا طبيعى, رغم أن هذا السؤال بديهى إلا أن أغلب الناس ما فكروا فيه سابقا, أو جوبهوا به سابقا, اكتب 5, 10, 20 مبدأ.
هذه الأسئلة مقدمات وليست الخطوات الفعلية لإدارة الأولويات, ولو استمررت معى لنهاية البرنامج سيكون لديك خطة واضحة لترتيب حياتك, وهذا الترتيب لعله أهم ترتيب فى حياة الانسان, أهم ترتيب عندما يرتب الانسان أهدافه , أولوياته, أدواره, إنجازاته, وعطائه, ولكن لا تقلقوا إذا كانت الإجابات غير مقنعة, أو غير واضحة, لا بأس, مازلنا فى بداية الطريق.
4- ما هى أهم المشاريع التى أنجزتها فى حياتى حتى الآن؟
تعليق : أتمنى أن يستطيع الإنسان أن يكتب, أنا استطعت أن أعمل مستشفى خيرى, أو ساعدت كذا يتيم, أو أصدرت كذا كتاب, أو عملت كذا برنامج تليفزيونى, أو أسست كذا شركة, مرة كنت فى أحد الدورات عملت تجربة وكان الحضور حوالى 200 واحد, طلبت أن الذى لديه ثلاثة إنجازات أو أكثر يستطيع أن يكتبها يرفع يده, رفع عدد من الناس أيديهم, ثم سألت, إذا كانت إنجازاتكم فخورون بها؟ خلوا أيديكم مرفوعة, من 200 واحد بقى حوالى 7 الذين ظلت أيديهم مرفوعة, وهؤلاء من النخبة فى المجتمع, الحريصين على الثقافة والفكر وحضور الدورات, يعنى حوالى 3% فقط, مصيبة أكثر الناس ما لديهم أى إنجازات, وإذا كانت لديهم إنجازات, فإنجازاتهم بسيطة, لا تدعو الى الفخر ولا تشعر الناس بالسعادة. الانسان يحصل على الرضا الداخلى, طبعا بالإخلاص لله عز وجل أساسا, لكن أيضا بالإنجاز, الشعور أنه فعل شيئا, خدم نفسه, خدم أهله, قدم شىء للناس, قدم شىء للأمة, قدم شىء للدين, قدم شىء للحياة, ومن يسمع هذه الأشرطة, إذا كانوا يقبلوا أن يقيسوا أنفسهم بمقاييس عامة الناس, ليس لهم اثر فى الحياة, إنتاجهم محدود, مشاركتهم محدودة, إنجازاتهم محدودة, مشاريعهم لا شىء, عندها تكون مصيبة, لا نقبل أن يستمر هذا الوضع, أنا أتمنى أن اساهم مع إخوانى وأخواتى فى بلورة حياتهم, حتى يحققوا مشاريع عظيمة لعلى أشاركهم فى الأجر النهائى إن شاء الله, وهم تكون لهم الدرجات العلى ورفعة الشأن فى الدنيا والآخرة, كثير من الناس مشاركاتهم, صناعتهم للتاريخ , للحياة محدودة, إذا الانسان أخلص وأتقن فى الأداء وأنجز سيكون راضى, أنا أريد إنجازات عالية, إنجازات عظيمة, إنجازات تترك أثرا فى الحياة , فى البشر, كما قال الشاعر "وكن رجلا إذا أتوا بعده يقولون مر وهذا الأثر", انظروا الى المتميزون فى التاريخ , انظروا الى المتميزون اليوم, هؤلاء هم الذين يصنعون الحياة , ويصنعون التاريخ , هل من يصنع الحياة والتاريخ , موظف عادى ؟ أم من يصنع الحياة والتاريخ الناس الغير عاديين , أصحاب المشاريع , أصحاب الإنجازات.
الذى لم يكتب شيئا , يشعر أن حياته عادية, لا بأس, إذا كان جزء من عمرك قد فات بلا إنجاز, أرجو أن تساهم هذه الدورة ألا يستمر العمر بدون إنجاز, أرجو أن تساهم هذه الدورة فى بلورة ماذا تريد أن تحقق؟ وكيف فعلا ستحققه على أرض الواقع؟ سيأتى سؤال خامس, الذى أنجز ويريد أن ينجز أكثر, أو الذى لم ينجز, أريده أن يفكر , لماذا لم ينجز؟ بالتأكيد هناك أشياء لو توافرت لديه , سيكون لديه قدرة على الإنجاز أكثر, وهذا هو السؤال الخامس.
5- ماذا أحتاج من قدرات وإمكانيات للأحقق مشاريعى المستقبلية ؟ (الأدوات)
تعليق : أنا مثلا أريد أن ابنى مستشفى خيرى, ولا أملك المهارة, القدرة, المال, الخبرة الفنية, لأفعل هذا, إذن سأحتاج مال, علاقات, خبرات فنية, وعى لطبيعة المشروع واحتياجاته ودراسة الجدوى, إذن السؤال ماذا احتاج لأحقق مشاريعى؟, طبعا مشاريعنا تختلف, كل واحد فينا لديه أهداف ومشاريع وطبيعة فى الحياة تختلف عن الآخر, هذه المشاريع الكبيرة, الطموحة , العالية , التى ستنفعنى وتنفع أهلى وأمتى , بل البشرية كلها, هذه المشاريع التى أطمح إليها وأتمناها, ماذا احتاج الآن حتى أصل إليها؟ سنبحث عن الأدوات, سأعطيكم أمثلة على بعض الأدوات الرئيسية, بالتأكيد كثير من المشاريع, وليس كل المشاريع, تحتاج إلى أموال, وأنا لا أملك الأموال, فيقول بعض الناس أنا أريد أن أعمل كذا وكذا , لكن ما عندى فلوس, مع ذلك اكتب وقول لو كان عندى مال, سأفعل هذه المشاريع, بعض الناس يقول أنا ليس لدى وقت كاف, لو عندى وقت أكثر لفعلت ولفعلت, إذن اكتب, لكن هناك أشياء أخرى, بعضها يحتاج إلى علاقات, أنا احتاج رخصة والرخصة محدودة فى بلد معينة, وبالتالى سأحتاج علاقات حتى يسهلوا لى هذه الرخصة, بعضها يحتاج إلى قدرات معينة, تعلم مهارات معينة, احتاج أحيانا فريق, هذا المشروع لا أستطيع أن أقوم به وحدى, وبدون هذا الفريق لا أستطيع عمله, ومشكلتى الرئيسية أننى لم أحصل هذا الفريق, هذه بعض الأمثلة للإمكانات والقدرات التى ستحتاجها لتحقق مشاريعك المستقبلية, أنا أريد أن يفكر الانسان فى طموحات كبيرة. بعض الناس لا يفكر فى طموحات بسبب العوائق , لكن افترض إنك كسرت هذه القواعد , أو قد وفر لك المال أو الوقت أو القدرات أو المواهب أو الفريق , لو تخيلت نفسك ولديك هذه الإمكانيات, هل ستتغير حياتك؟ بالتأكيد, ستتغير , ستنجز إنجاز غير عادى, إذن خليك طموح , خليك صاحب أحلام, قول أنا احتاج القضايا التالية لأكون من أصحاب العطاء والإنجازات.
قبل أن ننطلق إلى السؤال السادس, الأسئلة الخمسة الماضية, هى الأسئلة الرئيسية التى سننطلق منها, والتى يجب أن نجيب عليها, ولكن حتى نكون عمليا أكثر, سواء أجبتم على الأسئلة الخمسة الأولى أم لم تجيبوا, يحتاج الذين أجابوا إلى أن يعيدوا النظر فى إجاباتهم, قد تكون إجاباتهم خطأ, فيها خلل, أحيانا الواحد لأنه ما عنده خبرة فى ترتيب الأولويات وإدارة الحياة, يجاوب إجابات عامة , وبعض الناس يكون ما جاوب على بعض الأسئلة الأسئلة أصلا, ما عنده وضوح إلى أين يريد أن يسير, وفى نهاية الدورة, سنصل إلى خطة للإجابة على الأسئلة السابقة , بل الأسئلة العامة التى بدأنا بها.
6- ما هى الأعمال التى أستمتع عند القيام بها ؟
تعليق : ما هى الأعمال التى عندما أعملها أكون سعيد, مسرور, مرتاح, أشعر بالمتعة؟, كثير من الناس عندما يذهب إلى العمل, يذهب وهو كاره, ويتمنى لو كان اليوم يوم عطلة, لماذا؟ لأنه كاره لشغله, يشعر أنه مغصوب على هذا العمل, رايح للعمل فقط لأجل المال, ليس لأنه محب لهذا العمل, مستمتع به, لكن مستحيل على الانسان أن يحب كل شىء, ودعونى أعطيكم مثال, من مشاكل المربين مع المراهقين, أحيانا تضغط عليه عشان يدرس, سوف تجد أنه يهمل الدرسة, ينام كثيرا ويسهر بالليل, لكن لو تأملنا سنجد أن هذا المراهق لديه أشياء يحبها, ويستمتع بعملها ويمكن يفز من النوم أو الفراش من أجل ألا تفوته, أنت كولى أمر, كمربى, لازم تعرفها, لازم تعرف ماذا يحب, وإلا لن تستطيع أن توجهه توجيه صحيح, وإلا ستضغط عليه أن يعيش فى حياة لا يحبها, لازم نحاول أن نفهم هذه المسائل, وإلا سنبوء بالفشل, حاول أن تستغل ما يحب للوصول إلى النتائج التى تريد, والتى يجب أن يعيش الإنسان وفقها, أحيانا الإنسان يضغط على نفسه , ويعمل أشياء لا يحبها ليصل الى ما يحب , أحيانا لازم أدرس وأتعب وأعمل الامتحانات صح , لماذا؟ عشان أحصل على الشهادة اللى ها تفتح لى أبواب تحقق لى أن أعمل ما أحب وأعيش فى ما أحب, ولو ما درست وتعبت الآن, يمكن ما أصل أبدا الى الحياة التى أريدها وأحبها. إذن لنسأل أنفسنا هذا السؤال, ما هى الأعمال التى استمتع عند القيام بها؟ عندنا مشكلة كبيرة فى العالم العربى, اسمها "مشكلة التعليم", ومن ضمن مشكلة التعليم, أن الإنسان ما يعطى فرصة لاستكشاف ما يحب , فى التعليم الأمريكى, عندهم نظام جميل, فى المرحلة الثانوية وخاصة على نهايتها يعطى الطالب مواد كثيرة متنوعة, إدارة , سياسة, علم نفس, .., أشكال وألوان من المواد العلمية التى هى تخصصات فى الحياة, ليس هو بحاجة إليها , لكن يسمونها "Exploratory Courses"أى "مواد استكشاف" , حتى عندما الانسان يدرسها , يشوف هل يحبها أم لا؟, عندنا بالعكس خريج الثانوية, عندما يخرج من الثانوية يحتار, لا يعرف أى تخصص يختار, واحد يقول له, روح سياسة, وواحد يقول إعلام, وواحد ثالث يقول له علاقات دولية, وواحد يقول له هندسة ميكانيكية, يبدأ يحتار فى الاختيارات, وأنا أقول للشباب الذين يسمعون هذا الكلام والذين ما قرروا تخصصهم بعد الذين , مازالوا فى المرحلة الثانوية بالذات, أقول انتبه يأبنى, انتبهى يابنتى, كل إنسان سينصحكم بما يحب هو, الذين قال لك إدارة , أو الذى قال لك علم نفس, هو يحب هذا, انتبهوا لا تسيروا وفق حياة الآخرين, اختاروا تخصص أنتم تحبونه, وهناك معيارين لاختيار التخصص, أولا لا تدرسوا شىء لا تحبوه , لأن الأنسان لن يبدع إلا إذا تخصص فيما يحب وعمل فى ما يحب, أما الشرط الثانى ادرسوا مجال يمكن أن تحصلوا فيه على عمل بعد ذلك, عندنا واحد شاب كويتى درس وتخرج فى هندسة الغابات, أخذ بكالوريوس من أمريكا فى هندسة الغابات ورجع على الكويت, أين سيعمل؟ بماذا سينفعه هذا التخصص, يمكن يكون أثناء الدراسة استمتع, لكن بعد الدراسة ماذا سيعمل؟ وبالتالى لابد أن يعمل الانسان فى مجال يحبه ويدرس مجال يحبه, وإذا كان الانسان فى بداية الدراسة واكتشف إنه المجال الذى فيه لا يحبه, غيره قبل أن يفوت الأوان, وإذا اشتغل فى مجال يحبه خير, أما إذا عمل فى وظيفة بعد التخرج فى مجال لا يحبه, إذن لابد أن يعيد النظر, إذا أنا درست هندسة واكتشفت أنى لا أحبها, من الخطأ أن أكمل في هذا المجال, إذا كان جزء من حياتى قد مضى تعيسا, ليس المطلوب أن تبقى بقية حياتى تعيسة, إذن أعيدوا النظر فى التخصص, ما هى المواد التى فعلا أحببتموها, وهل تخصصك الحالى تحبه, وهل تخصصك الذى تخرجت منه فعلا تحبه, هل العمل الذى أنت فيه تستمتع به, الحياة جميلة جدا , ممتعة جدا للذى يعيش فيها صح, فى اليوم الذى أعمل فيه فقط من أجل المال وأعيش حياة أنا غير مستمتع بها , أصبح عبدا , وأبيع حريتى من أجل المال , أنا لا أبيع حريتى ولا أبيع عقلى على الإطلاق, عقلى ليس للبيع, قدراتى ليست للبيع , حريتى ليست للبيع , أنا أعمل فيما أحب, واستمتع بعملى لأنى أحبه , أما الذى يعمل من أجل المال فقط ويعيش فيما لا يحب , يعيش سجين, والذى يقول يأخى أنا مضطر, عندى عائلة وعندى أولاد ولازم أعيشهم, ولا أستطيع أن أغير, أقول له "على عينى وعلى رأسى, لكن سأعطيك مهلة 5 سنوات تغير مجال عملك, وتعمل فيما تحب, 5 سنوات لا تستطيع أن تغير فيها حياتك وتعيد بنائها من جديد, إذن أنت عاجز, لا تعجز , حاسب نفسك , حاسب قدراتك , حاسب ميولك, حاسب إنجازاتك , دائما فكر فيها , والعمل الذى لا تحبه , لا تعمل به والتخصص الذى لا تحبه لا تعمل به ."
7- ما هى من وجهة نظرى أهم نقاط قوتى ؟
تعليق : كل واحد فينا لديه قدرات, لديه مزايا, ليس معقول أن يكون إنسان كله عيوب, أكيد لديه مميزات وقدرات, ونقاط قوة, ما هى؟ وأرجو أن تكون الإجابة واضحة, هذه الإجابة بينكم وبين أنفسكم, وأرجو ألا يكون هناك مجال للتواضع, ليس المطلوب تزكية النفس أمام الناس, هذه الإجابة للإنسان بينه وبين نفسه, جاوب على هذا السؤال واعرف جيدا نقاط القوة لديك, الانسان الذى لا يستطيع أن يعرف نقاط قوته , لن يستطيع أن يبنى الانجازات, مثلا الدكتور على الحمادى , يكتب, ما شاء الله كتب كثيرة , كتب أكثر من ثلاثين كتاب , يمكن وصلوا إلى أربعين أو أكثر, نسأل الله أن يبارك له فى وقته وعلمه وجهده, ويخلص له النية, ويجعل شأنه عاليا بها يوم القيامة, لأنه عرف نقطة القوة لديه فاستغلها , عرف قدراته , عرف نقاط قوته واستغلها وبنى عليها.
اكتب على الأقل ثلاث نقاط قوة, الذى يستطيع أن يجيب إجابة فورية خير وبركة, لكن الذى لا يستطيع , لازم يروح, يجلس , يتأمل ويفكر بعمق "من أنا؟ ما هى نقاط قوتى؟"
8- كيف أستفيد من نقاط قوتى فى مشاريعى ؟
لا تعليق
9- ما هى من وجهو نظرى أهم نقاط ضعفى ؟
لا تعليق
10- ما هى أسباب وجود نقاط الضعف لدى ؟
لا تعليق
11- هل هناك طريقة لمعالجة نقاط الضعف لدى مثل (الدراسة – التدريب – تعويد النفس على بعض الطباع)؟
لا تعليق
12- هل استطيع وضع مخطط زمنى لمعالجة نقاط ضعفى ؟
لا تعليق
13- ما هى الصفات التى تعجبنى جدا فى الآخرين ؟
أ) من الشخصيات التاريخية :
ب) من الشخصيات المعاصرة :
تعليق : سنكمل الحديث فى المبادىء الأساسية التى تحكم ترتيب الألويات, حاول أن تحدد إجابتك بدقة , بالتأكيد أن هناك أناس يعجبونك , لا يعقل أن يكون كل الناس لا يعجبونك, أكيد فيه أناس يعجبونك, قد يكونوا فى التاريخ , قد يكونوا فى العصر الحاضر . لكن هؤلاء الذين يعجبونك وترتاح إليهم, ما الذى يعجبك فيهم؟ ما هى الأخلاق؟ أو ما هى القدرات؟ أو ما هى الصفات؟ ما هى المزايا التى فيهم وأعجبتك؟ حدد الإجابة, صحيح هى صفات فى الآخرين, لكن جميع الدراسات تثبت أن الإنسان يحب فى الآخرين ما يحبه فى نفسه , أنا أسال عن الآخرين, لكن فى الحقيقة أنا اسألك عن نفسك, وحتى يكتشف الانسان نفسه , لابد أن يفكر فى الآخرين , يقول نعم أنا يعجبنى فى هذا الانسان أنه لا يغضب , ومعنى ذلك أنك تحب هذه الصفة وقد تكون موجودة أو غير موجودة عندك , والسؤال هل يستطيع الإنسان أن يكتسب الصفات التى ليست موجودة عنده؟, القاعدة بناء على دراسات كثيرة تقول , "أن الإنسان إذا تجاوز عمره سبع سنوات يصبح تغيير الصفات صعب , وكلما كبر الانسان كلما صارت أصعب" , ولذلك أهم تربية وأعمق تربيه هى التى تعمق فى أول سبع سنوات من حياة الانسان, هناك تُصنع الأخلاق والقيم و المبادىء والعلاقات والشخصية تبنى فى تلك الفترة , إذن عندما نفكر فى الصفات التى تعجبنا فى الآخرين , نحن فى الحقيقة نفكر فى الصفات التى فى أنفسنا وبعضها موجود فينا وبعضها غير موجود, والذى غير موجود فينا نحن قادرين على اكتسابه وإن كان أصعب, كلما كبرنا فى السن, لكنه يحتاج إلى جهد, يحتاج إلى إرادة, ولذلك دعونا نقسم هذا السؤال الى سؤالين , من هم الأشخاص الذين أعجب بهم ؟ اكتب ثلاثة أشخاص من التاريخ, طبعا أكيد النبى صلى الله عليه وسلم, والأنبياء عليهم الصلاة والسلام, لكن من غيرهم, الأنبياء لا شك, هم القدوات والأنبياء فيهم الكمال البشرى وبالتالى يصعب علينا أن نصل إلى هذا الكمال البشرى, لأن فيهم كل القدرات وكل المواهب, فى غير الانبياء , كل واحد يتميز بشىء معين, أنا لاحظت فى خلال حديثى مع الشباب, لاحظت أن بعضهم يحب عمر بن الخطاب حبا شديدا أو على بن أبى طالب رضى الله عنهم حبا شديدا, يتعلقون بشخصية معينة, لماذا؟ يمكن لأنها شخصيات فيها قوة, فيها شدة , فيها حماس, فيها مواجهة للباطل, هذه صفات يحبها الشباب, أنا شخصيا لما كنت أدرس فى التاريخ الإسلامى, والسيرة النبوية , كنت وأنا صغير متعلق جدا بعمر بن الخطاب رضى الله عنه , وأتمنى أصبح مثله, ودائما أضرب به المثل, وعندما كبرت , بدأت أنضج أكثر وأصبحت قدوتى فى أبو بكر الصديق رضى الله عنه, لعله بلينه وسماحته ورقته, لعله توافق معى أكثر, فى فترة الشباب والحماس الإنسان يتعلق بشىء معين, ربما عندما ينضج يبدأ يفكر فعلا بما يتناسب معه فعلا على مدى أطول, ليس خطئا أن يقتدى الإنسان بـعلى ,عمر ,عثمان ,خالد, أو طلحة, ولكن السؤال الذى نريد أن نصل إليه, ما الذى يتناسب معك؟ ومع طبيعتك أكثر؟ أريدك أن تتأمل فى التاريخ , فى غير الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم, لأن الانبياء اكتملت فيهم صفات البشر, من فى التاريخ يعجبك؟ سواء فى التاريخ القديم أو التاريخ الحديث, وثلاثة أشخاص من الحاضر مازالوا أحياء , تعرفهم معرفة مباشرة , أو تقرأ عنهم وتسمع أخبارهم؟ هذا السؤال سيعيننا على الدخول فى عمق ماذا تريد؟ وعمق من أنت؟ والشق الثانى من السؤال لماذا أنت معجب بهم ؟ ماذا يوجد لديهم من صفات جعلتك تعجب بهم ؟ ما هى الصفات المميزة لكل من هؤلاء ؟ ما هى الصفات المشتركة بينهم ؟ هذه الصفات هى الأقرب إلى نفسك , ستجد أن كلهم يشتركون فى أمور معينة , كأن يكونوا كلهم مجاهدين أو كلهم علماء أو كلهم مفكرين أو كلهم بارزين فى العطاء والخير, إذا كان فيهم شىء مشترك , فإن هذا سيساعدك على معرفة المجال الذى يناسبك, لأن الإنسان أحيانا يجيب إجابة خاطئة على السؤال , ما هو المجال الذى أريد أن أكرث حياتى له؟. أحيانا نجد بعض الناس يمثل المرونة والتسامح , لكن لما تشوف قائمة الأشياء التى يعجب بها , وقائمة الأشخاص ستجدهم أنهم كلهم مجاهدين (خالد بن الوليد , عمر المختار , عبد الله عزام ) , تجد أنه فى قرارة نفسه متعلق بالجهاد رغم أنه يحاول أن يمثل المرونة , إذن يجب أن يعيد النظر فى نفسه , وقد يكتب أن الاشخاص الذين تتعلق بهم مثل بن عباس , بن حنبل , وأستاذ عنده فى الجامعة , إذا هذا الشخص الصفة التى تعجبه ويتعلق بها هى صفة العلم , إذا هذا لابد أن يعيد النظر ويتوجه فعلا نحو العلم , هناك صورة نمثلها للناس , ولكن الصورة الحقيقية تكتشفها أنت من خلال هذه الأسئلة , وبالتالى يصل إلى اكتشاف المجال الذى يستطيع أن يبدع فيه.
14- من هو الشخص الذى كان له أكبر الأثر فى حياتى ؟ (شخص كان لك احتكاك به )
تعليق : لا تعطونى شخص من التاريخ, بالتأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم هو صاحب أكبر تأثير فى حياتنا, لكن أنا أقصد هنا التأثير المباشر الذى عايشتموه, صحيح قد يكون هناك ناس متقاربين, لكن اختار واحد, فكر, قد يكون أستاذ, قد يكون والدك, قد يكون والدتك, قد يكون أحد اقاربك, قد يكون صديق لك, قد يكون شيخ, قد يكون سياسى كبير مشهور احتكيت به, اكتبوا جواب باسم واحد فقط.
15 – لماذا كان لذلك الشخص ذلك التأثير الكبير فى حياتك ؟
تعليق : ماذا أثر فيك؟ ماذا أثر فى حياتك؟ ماذا اكتسبت منه؟ لماذا هذا الشخص بالذات من بين باقى الناس كان له هذا التأثير؟, اذا كتب شخص أبوه, لماذا أبوه وليس أمه؟ واذا كتب الأم, لماذا الأم وليس الأب؟ لماذا هذا الشخص بالذات؟ ما هو التأثير الذى تركه عليك؟ هذه أسئلة عندما تجاوبها بعمق, أنت فى الحقيقة تكتشف ذاتك, تكتشف قدراتك, تكتشف حتى أهدافك, أولوياتك, والمجال الذى يناسبك, فيما بعد سنفصل هذا, لكن أنا أريد الانسان أن يفهم نفسه وكلما كان واضحا مع نفسه كلما كان أقدر على تحديد خطة وترتيب لألوياته وحياته, كثير من الناس عندما يجاوب على هذه الأسئلة ويفكر فيها لأول مرة فى حياته, طبعا نحن مشترطين إنك لازم تجاوب, بعض الناس يمسك الأسئلة ويقرأها, لن تنفعك بشىء, لازم تتوقف وتفكر وتكتب وتتأمل تأمل عميق, هذا التأمل العميق يتحول إلى شىء محدد قابل للكتابة, لازم تكتب, لازم تجاوب , هنا يبدأ الانسان فى التفكير, سيجد أنه فعلا هناك أناس ما كان لهم تأثير كبير فعلا عليه, عندما يفكر تبدأ الصورة فى التبلور بشكل أوضح . فى نهاية هذه الأسئلة يستطيع الانسان من خلالها أن يحدد فهم أعمق لنفسه وفهم أعمق لحياته.
16 – متى كانت أسعد لحظات حياتك ؟
تعليق : فكر فى حياتك , بالتأكيد كان فيها لحظات سعادة, حين يفرح الانسان فرح غير عادى, انا لا اتكلم عن الفرح العادى , عندما يستمتع متعة غير عادية , متى كانت هذه اللحظات السعيدة؟ يمكن كانت مع أصدقائك, يمكن لما جاءك ولد, أو يمكن لما استلمت شهادتك, أو يمكن لما انتهيت من مشروع كنت تعمل فيه لعدة سنوات ثم أنجزته وافتتحته, فى هذه اللحظة كانت أسعد لحظات حياتك, فكروا , استعرضوا تاريخ حياتكم, استعرضوا هذا الفيلم, وقفوا وانظروا كم موقف كان فيه سعادة شديدة, ثم اختاروا من هذه المواقف موقف واحد تعتبرونه أسعد موقف, واكتبوه فى الإجابة.
17- ما هو السبب كونها لحظات سعيدة ؟
تعليق : لماذا اعتبرت هذه اللحظات أسعد لحظات حياتك؟ ما هى الأسباب التى جعلتها سعيدة؟ ما الذى تحقق فيها وأسعدك؟ فكروا, لماذا كانت لحظة الولد مثلا هى أسعد اللحظات؟ أو لماذا كانت لحظة التخرج أو لحظة الزواج؟ فكروا بعمق, خذوا وقت, كلما عرف الانسان ما يحب وما يسعده, كلما كان أقدر على تحديد مجال عمله, وأولويات حياته فى المستقبل, نحن نسأل عن الماضى , نعم , لأن الماضى سيحدد لنا المستقبل, سيكشف لنا من نحن؟ حتى نسير وفق أولويات صحيحة فى المستقبل.
18- لو كانت لدى موارد غير محددة . ما هى الأعمال التى سأختار القيام بها؟
تعليق : لو كان عندك مليارات من الدولارات أو الدنانير , ماذا ستعمل بها؟ انا أرجو ان تكتبوا أربعة أشياء تريدوا أن تعملوا بهذه المليارات الآن, هنا تكتشف حقيقة نفسك,فلو قلت أنا اريد أن افعل بها كذا وكذا , إذن هذا الشىء هو جزء من أهداف حياتك.
19- لو لم يبق من عمرى سوى ستة أشهر ماذا سأنجز فيها؟
تعليق : إن شاء الله هذا ما حدث إلا بعد عمر طويل وصالح عمل , لكن نفترض أن الانسان جاءه الأطباء وأجمعوا وقالوا له الله يرحمك بعد 6 شهور, هذا سؤال صعب على النفس, وإن شاء الله ما يحدث, لكن أنا أحاول أن اضغط على الانسان حتى يفكر, لو تخيلت نفسك فى مثل هذا الموقف, وسألك سائل ماذا ستحاول أن تنجز خلال هذه الستة شهور, طبعا أكيد ستكثر من الصلاة وتروح تعمل عمرة وتقرأ قرءان وتكثر من الأعمال الصالحة والأعمال الخيرية , بالإضافة إلى هذه الأمور, ممكن الانسان سيعمل أشياء أخرى, قد تكون أشياء فى البيت , أشياء فى العلاقات, بعض المشاريع التى لم ينجزها ويريد أن يكملها, ما هى؟ , هذا السؤال يكشف لك حقيقة ما تريد, حقيقة أولوياتك , طبعا يوجد أشياء قد تحتاج إلى أكثر من 6 شهور, بعضها قد يحتاج إلى 5 سنين, لكن أنا ليس عندى إلا 6 شهور, ما هى الأشياء التى يمكن أن أبدا بها ثم أسلمها لغيرى لكى يكملها, وأحاول أن أنجز أكبر قدر منها خلال ال 6 شهور, يمكن الواحد يكتب أنا عندى كم كتاب بدأت فيهم وأريد أن أخلصهم, يمكن هذه أولوية , لكن الإنسان ناسيها ,يمكن الإنسان يقول أنه يريد أن يجاهد فى سبيل الله عز وجل , هذه حقيقة أولوية عند الانسان, لكنه غافل عنها, هذا السؤال يجبر الإنسان أن يجيب على نفسه ويحدد لنفسه ما هى أولوياته, أنا أعرف أنه سؤال صعب , ومن الناحية النفسية أنا آسف أن أضعكم فى مثل هذا الموقف, لكن لو تأمل الانسان سيستفيد استفاده غير عادية من هذا السؤال, لابد أن يبنى االانسان خطته على حقيقة أهدافه, هذا السؤال يقول لى هذه أولوية رئيسية عندى, وهذه أولوية ثانية , وقد تكون أولوية أنا غافل عنها, إذا لم يتبق من عمرى سوى 6 أشهر, من الممكن أن يكون لدى بعض الكتب التى تحتاج إلى شوية تشطيبات وأنزلها لعلها علم نافع ينتفع به, من الممكن أن يكون لدى مدرسة أريد أن أسلمها لأناس ثقات حتى أطمئن أنها ستسير بسير سليم, وهذه إجابة فيها جانب إيمانى , لكن أيضا فيها جانب دنيوى(هناك بعض المشاريع المعلقة, التى أريد أن أوجر من خلالها, سأحاول أن أركز عليها), فديننا دين عظيم يعطينا المجال لنفكر فى أمور الدنيا ونربطها بالآخرة فى نفس الوقت, لو لم يبقى من عمرى سوى 6 أشهر , ماذا سأنجز فيها؟ وإن شاء الله بعد عمر طويل وصالح عمل. خذوا وقت ووفكروا, خذوا يوم , يومين, فكروا بعمق واكتبوا.
20- ما هى أهم ثلاثة أو أربعة أمور فى حياتى ؟
تعليق : طبعا حياتنا فيها أمور كثيرة, فيها العبادة, الوالدين , الأولاد, الأصحاب, الوظيفة, من بين كل هذه الأشياء الكثيرة والواجبات, ما هى أهم ثلاثة أو أربعة أمور؟ , ممكن واحد يكتب , أنه من أهم الأشياء عندى, دينى, صحتى, والدى, .., طبعا نحن نختلف, كل واحد لديه أمور تختلف عن الآخر, وأرجو أن تكتبوا ثلاثة أو أربعة فقط, لأنه لا قيمة للسؤال إذا كتبت أكثر من ذلك, أنا أريدك أن تكتب 3 أو 4 فقط, لأنه هذه الأمور فيها إجابة على ما هى أولويات حياتك, أمور الحياة كثيرة وبينها تنافس شديد, أشد من لحظات السعادة.
21- عندما أنظر إلى عملي الذي أمارسه كل يوم ماهو أهم عمل عملته ؟
تعليق : أريدك أن تفكر فى يوم من أيامك التقليدية, يوم عادى من ايامك , ليس يوم استثنائى, ليس يوم كان فيه نشاط غير عادى, أو يوم كان فيه مشكلة أو سفر, أنا أريدك أن تأخذ يوم عادى من أيامك, وتتأمل وتستعرض قائمة الأعمال اليومية التى قمت بها فى يوم عادى,وتحاول أن تفكر فى كل هذه الأعمال وتسأل ما هو أهمها؟, طبعا هناك بعض الأعمال الانسان يعملها لأنه مجبر عليها , راتبه يعتمد عليها, لكن هناك أعمال الإنسان يعتبرها أعمال مهمة بالنسبة له, فمن بين قائمة الأعمال , ما هو العمل الذى تعتبره هو الأهم فى حياتك؟.
22 – ماهي الأعمال اليومية التي أستمتع بها ؟
تعليق : من قائمة الأعمال المهمة التى حددتها , ما هى الأعمال التى استمتعت بها؟, قد يكون العمل مهم, لكن لا يستمتع به الانسان, وهناك أعمال يستمتع بها استمتاع غير عادى.
23 – ما هي الأعمال التي لها الأثر الأكبر فى حياتى ؟
تعليق : ما هى الأعمال التى أعملها ولها أثر كبير فى البشر من حولى؟, بالتأكيد كل واحد فينا له أثر على الاخرين, قد تكون آثار كبيرة وقد تكون آثار صغيرة , كل واحد فينا له أثر على أهله , على إخوانه , على والديه , على أصحابه, على موظفينه , على زملائه, انا أريد أن نتأمل فى هذه الأعمال , طبعا إحنا نعمل كثير من الأعمال من باب أداء الواجب, يعنى هناك بعض الناس يعمل صلة الرحم, لا يعملها لرغبة, ولا من باب الأثرة عليهم, وإنما حتى لا يأثم, طبعا هناك أعمال يجب عملها , سواء كنت راغب فيها أو غير راغب, سواء كنت مضطر أو غير مضطر, يجب عملها لأنها واجب, وهناك أعمال لا نعملها مضطرين, نعملها راغبين, نعملها لأن فيها أثر على الاخرين, ما هى الأعمال التى فيها أثر على الآخرين, ليست أعمال فقط لأداء واجب, ولكن لآداء أثر وإنجاز, ما هو أكبر أثر فى كل أدوارك على الآخرين.
-
-
-
لقد تسلسلت بنا هذه الأسئلة, ولعلكم بدأتم تكتشفون أنفسكم أكثر وأكثر وصارت الأمور أوضح, على كل حال هذه الأسئلة مازالت فى الجانب النظرى التأملى التحليلى, أرجو ألا تقلقوا, لأننا ما دخلنا فى الأسئلة العملية حتى الآن, سندخل فيها بعدد قليل بإذن الله, لكن دعونا نكمل فى سؤالين ثم سننتقل إلى الجانب العملى.
24 - ما مدى شعوري بالرضى عن مستوى إنجازاتي ؟
تعليق : الانسان له أدوار كثيرة فى الحياة , لديه دور تجاه والديه لأنه ابن , وعنده دور كقريب أو صاحب رحم, وعنده دور كصديق, وعنده دور قد يكون كأب أو كأم , وقد يكون عنده دور سياسى , وقد يكون عنده دور اجتماعى, وقد يكون عنده دور فكرى , ما مدى رضاك عن إنجازاتك فى هذه الأدوار؟, هل رضاك عالى أم رضا عادى؟ , هل أنت فخور بهذه الإنجازات أم فقط راضى, أم لا توجد أصلا أى إنجازات, كما وجدت ذلك للأسف فى كثير من الناس, كثير من الناس يعيشون حياة عادية ليس فيها أى إنجازات, يعيشون على هامش الحياة , هناك أدوار كثيرة لا يؤدونها, وإذا أدوها تكون تأدية ضعيفة جدا ليس فيها إنجاز أصلا, هذا قارنوه بمن عنده إنجازات فى أدوار كثيرة وهذه الإنجازات هو مسرور وفخور بها , اكتب انا فى هذا المجال راضى , فى ذلك المجال فخور, فى ذاك المجال انا مقصر, وهكذا.
25- كم الفجوة بين ما أريد وما أنا عليه الآن ؟
تعليق : على كل صعيد من الأصعدة , فى كل دور من الأدوار, لنأخذ العلاقة مع الأولاد , أنا أتمنى أن اكون العلاقة وصلت الى مستوى عالى ,لكن لم أصل اليه بعد ووصلت الى مستوى وسط , إذن هناك فجوة بين ما انا عليه الآن وبين ما اتمنى ان اصل اليه, هل هذه الفجوة كبيرة أم صغيرة؟ , خذ العلاقة إذا كنت متزوج, ووصلت إلى مستوى طيب فى العلاقة , هل هذا كل ما تتمناه؟ ام تتمنى ان تكون العلاقة أقوى وأكبر , فأين وضعك الآن بالمقارنة مع ما تتمناه؟ هذه هى الفجوة, إذن فى كل جانب من جوانب الحياة نحاول أن نحدد هذا المصطلح اللطيف "الفجوة", هذه الفجوة مبنية على أساس طموحات الانسان ليس بعد يوم يومين , طموحاتك بعد خمسين سنة , أو لما يصير عمرك 80 سنة, بعد طول عمر وصالح عمل, ومازلت بقوتك وصحتك وعقلك وعطائك, ماذا تريد ان تحقق وكم وصلت الآن؟ فاذا كانت فجوة صغيرة بين ما تريد ان تحقق عندما يكون عمرك 80 سنة وبين وضعك الحالى فانت انسان غير طموح, مرة أخرى , اذا كانت عندك آمال كبيرة جدا ستجد ان الفجوة كبيرة, واذا كانت الآمال بسيطة ستجد ان الفجوة صغيرة جدا , لابد ان تكون الفجوة كبيرة حتى يكون لدى الانسان همة وإرادة وعزيمة ليصل الى شىء كبير فى كل مجال من المجالات, طبعا ليس المطلوب ان تكون الفجوة خيالية, اذا قلنا مثلا فى جانب المال , ان راتب شخص الشهرى 1,000 وطموحه ان يكون 1,000,000, فهنا الفجوة خيالية, ومعناها انك ما استطعت ان تخطط تخطيط صحيح, اذن ما هى الفجوة الصحيحة؟ الفجوة الصحيحة التى فيها مؤشرات, تقول باختصار انه ضمن الوقت المتاح لى استطيع ان احقق هذه الانجازات, قد تكون صعبة لكن استطيع, انا استطيع ان اضع خطة واضحة للعشرين سنة القادمة من حياتى, فخلال هذه ال 20 سنة أحاول أن اكمل ما أريد , اكمل طموحاتى, فمثلا إذا كنت قد وصلت فى طموحى الى 30 % أحاول فى العشرين سنة القادمة ان أصل الى 80% مثلا, ممكن, عندها تكون الفجوة معقولة, اذن فى كل دور من الأدوار حدد الفجوة وقل انا أريد كذا ووصلت الى كذا, هذه الفجوة لازم تكون كبيرة لكن غير مستحيلة, إذا صارت مستحيلة تصبح خيالية, وإذا صارت صغيرة, معناه الإنسان ليس عنده طموح, اذن حاول ان تحدد فى كل دور من الأدوار التى تريد فيها الانجاز, الانجاز المالى , الانجاز الفكرى , علاقاتى مع والدى , مع أصدقائى, ..., وحدد الفجوة واسعى بجدية الى سد تلك الفجوة.
26- ما هي الإجراءات التي أستطيع وضعها لعلاج هذه الفجوة ؟
لا تعليق.
الجانب التطبيقي
تعليق : بعد ما تكلمت عن الجانب النظرى من الموضوع, وحاولت أن أضغط عليكم حتى أجعلكم تفكرون فى حياتكم, فى اتجاه هذه الحياة, ماذا تريدوا أن تحققوا؟ الآن سنحاول أن نكتب خطة عملية, سنحاول بها أن نحول هذا الكلام النظرى إلى كلام عملى.
27- كيف أرفع مستواي الإيماني والعبادي ؟
تعليق : بالتأكيد نحن وصلنا فى روحانياتنا, فى عباداتنا , فى إيمانياتنا, إلى مستوى معين, هذا المستوى مهما كان جيدا ممكن أن أكون أفضل, ولذلك أريدك أن تسأل نفسك , كيف يمكن أن أصبح أفضل؟ ما هو المستوى الذى أتمناه؟ يعنى مثلا أنا أصلى الفروض , لكن تفوتنى صلاة الفجر أحيانا, فأنا أريد أن أضع لنفسى هدفا الا تفوتنى صلاة الفجر فى وقتها فى المسجد ابدا, اذا كان واحد وصل إلى هذا المستوى وفعلا محافظ على الصلوات الخمس فى أوقاتها فى المسجد, إذن يضع لنفسه هدفا يقول أنا أريد ان أصلى على الأقل 12 ركعة نافلة فى اليوم حتى أحقق حديث النبى صلى الله عليه وسلم "من صلى لله من غير الفريضة اثنتى عشرة ركعة بنى الله له بيتا فى الجنة", اذا كان يصلى 12 ركعة نافلة, يضع لنفسه هدفا ان يقوم الليل على الأقل نصف ساعة يوميا, ولنأخذ مثلا حفظ القرءان, اذا لم تحفظه كله , ماذا تريد ان تحقق من حفظه خلال الفترة القادمة, ماذا تريد ان تحقق من تلاوته يوميا, إذا كنت محافظ على ورد يومى تقرأ مثلا ربع جزء وتقول أريد ان اجعلها نصف جزء مثلا أو اجعلها جزء, وهكذا ضع لنفسك أهدافا واسعى الى تحقيقها, انا لا اريد الصورة المثالية, انا اريد شىء معقول يستطيع الانسان ان يحافظ عليه, يعنى واحد يقول انا اريد ان اختم القرءان كل 3 ايام , هذه صعبة جدا على معظم الناس, لكن قل حاليا اقرأ ربع جزء وأريد ان اجعلها نصف جزء, وأنا اقرأ جزء وأريد أن أجعلها جزء ونصف , ولكن لا تقول أقرأ جزء وأريد أن اجعلها 7 أجزاء , قد تكون كثيرة, ولكن خذها بالتدريج, اذا حافظت عليها واستمريت محافظ عليها شهر, بعد شهر ممكن تعدلها وتضيف لها صفحتين ولا ثلاثة, ولكن ابدأ بشىء تستطيع ان تحققه خلال الشهر القادم, اذا وصلت اليه , ارفع بعد قليل وهكذا حتى تصبح عندك أهداف لبعد 3 سنوات, ممكن تضع أهداف لأسبوع, ممكن لشهر, ممكن تضع أهداف لسنة, ممكن تضع أهداف لخمس سنوات, طبعا تختلف من موضوع الى موضوع, لكن اسأل نفسك حين تصل هذه المدة كم حققت من أهداف؟, اكتب لك أهداف فى هذا المجال وفى كل جزئية فى هذا المجال, فى الصلاة, فى القرءان , فى الصيام , فى الصدقة, وعندما تصل اليها ضف لها أهداف أخرى.
28- كيف أنمي مستواي العلمي والثقافي ؟
تعليق : الآن سنأخذ جانبا آخر, الجانب الفكرى والثقافى, مهما وصلنا من علم وفكر وثقافة , بالتأكيد هى قابلة لأن تكون أفضل, يقول ستفين كوفى , "انه لا يوجد شىء يرفع الثقافة والفكر مثل القرءاة" , يعنى ممكن دورات, محاضرات , أشرطة , تليفزيون, تنفع الانسان, لكن لن تنفعه مثل المحافظة على القرءاة, صحيح بعض الدورات وبعض الأشرطة لها قيمة خاصة وتعطى علم مميز, لكن مع ذلك لا تكفى, لا ينفعك شىء مثل قضية القرءاة, قل لنفسك انا اقرأ كل شهرين كتاب, أحاول أقرأ كتاب كل شهر, والذى يقرأ كتاب كل شهر يحاول أ