لزوج العصبي يؤدي إلي وفاة زوجته مبكرا.. هذا ما أكدته دراسة علمية بريطانية حديثة, فالزواج من شخص عصبي المزاج يؤثر سلبا علي الحالة النفسية وبالتالي العضوية لزوجته وهو ما يعرف علميا بالأمراض النفسجسمية كالقولون العصبي وارتفاع ضغط الدم والسكر..
وحتي لا تفقدي حياتك مبكرا عليك بالتحلي بالذكاء الاجتماعي والعاطفي بحيث تمتصين عصبية زوجك وتتجنبين الحياة في نكد مستمر لتمر رحلة الزواج بسلام..
أما الدراسة فقد أجراها فريق البحث علي مجموعة من الطيور لأن خصائصها الحياتية تتشابه مع خصائص الإنسان وتستجيب للمؤثرات النفسية نفسها بشكل كبير فقاموا بحقنها عندما كانت صغيرة في السن بهرمونات تساعد علي زيادة معدل التوتر والقلق لمدة أسبوعين ،
وتركت لتعيش حياتها بعد ذلك بصورة طبيعية ولكن في بيئة يملؤها التوتر. وبعد رصد أفعال وتصرفات تلك الطيور وصولا إلي مرحلة البلوغ خصوصا بعد زواجها فقد أثر ذلك بشكل كبير في أزواجها مما أدي إلي وفاة مبكرة للعديد منها ومع مقارنة ذلك بحياة البشر فسوف يتأثرالكثيرمن الأزواج بصورة سلبية إذا ما قضوا سنوات عمرهم مع أشخاص تسيطر عليهم العصبية والحدة .
قد يتصور البعض أن هذه الدراسة لا تنطبق علي البشر لأنها أجريت علي مجموعة من الطيور إلا أنني أود أن أؤكد أن هذا يعد مخالفا للحقيقة لأنه قد سبق لي وقمت بتحرير ملف كامل عن الطيور نشر بمجلة نصف الدنيا وقد اكتشفت من خلال البحث في هذا العالم المثير ومن خلال الأطباء المتخصصين أن حياة الطيور لا تكاد تختلف كثيرا عن حياة البشر فهي تفضل السكني في الأماكن الراقية وتسجل أرقاما قياسية في قطع المسافات الطويلة وصيدها يحرم الانضمام إلي الاتحاد الأوروبي هذا بالإضافة إلي أن هناك بعض الطيور لها صفات خاصة جدا, فالصقر علي سبيل المثال يقتله الذل والطاووس يميل إلي التعدد في الزوجات والعصافير،
تصاب بالاكتئاب ذلك المرض اللعين الذي يصاب به الكثير من البشر والنسور تنتحر رفضا للشيخوخة والمرض وهذه بالطبع جميعها صفات تجمع بين الطيور والإنسان ولذلك أخذنا هذه الدراسة مأخذ الجدية والبحث وتوجهنا إلي الأطباء المتخصصين لمعرفة آرائهم في الدراسة وكانت البداية مع الدكتور محمد عبد الحليم أستاذ بكلية التربية جامعة الإسكندرية وعميد الكلية سابقا فبدأ حديثه قائلا: تطلق العصبية في علم النفس علي الشخص العدواني الحاد في تصرفاته الذي ينفعل سريعا والذي تكون تصرفاته رديئة مع الآخرين نتيجة عصبيته وبالطبع ستكون تصرفاته خاطئة لأنها ارتكبت وقت الانفعال،
ونحن في علم النفس نصف السلوك العدواني بأنه أسوأ أنواع السلوك الانفعالي ولذلك ننصح زوجة العصبي أن تبتعد عنه وقت العصبية حتي يهدأ وبعدها سيكون سويا يمكن التعامل معه وهو بالطبع سيكون مقدرا لتحملها له وهو منفعل أما إذا استجابت له فستنفعل مثله وذلك سيؤثر علي صحتها النفسية والجسدية وبالطبع ستصاب بالكثيرمن الأمراض لأن هناك نوعا من الأمراض النفسية نطلق عليها الأمراض النفسجسمية مثل قرحة المعدة وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم وجميعها أمراض نفسية عصبية يمكن أن تقضي علي حياة أي شخص بسهولة والشخص المنفعل أيضا عرضة للإصابة بهذه الأمراض ولذلك فنحن ننصح الزوج العصبي بضرورة الاسترخاء إذا ما شعر بأنه سيتعرض للانفعال ويتأمل سببه لأنه إذا استجاب له بصورة فورية سيقع الكثير من المشكلات ،
وعليه أيضا أن يبتعد عن الأشياء التي تؤدي به إلي العصبية كالتدخل في الشئون الداخلية للمنزل والتدخين وعليه أن يجلس في غرفة بمفرده حتي يهدأ ويتحكم في أعصابه وبما أننا في مجتمع ذكوري فيجب علي الزوج أن يتعامل مع زوجته علي أنها شريكته في الحياة وليست قائمة علي خدمته فقط أي يتعامل معها بنوع من الإنسانية ويعلم أن لها رأيها القابل للصواب والخطأ وأنا أقول ذلك لأن المنفعل دائما ما يكون أحادي الرؤية يعتقد أنه هو الصواب دائما وهذا بالطبع يخلق مشكلات جمة بين الزوجين وينصح الدكتور محمود المنسي الزوجة قبل الاستجابة لانفعالات الزوج أن تقدر عواقب رد فعلها،
و بأنها يمكن أن تعرض حياة أسرتها للخطر فلابد أن تتسم بالحيطة والحذر والذكاء الاجتماعي وتوقف الحوار مع الزوج لكي تبعد عن التوتر. فالإنسان لديه نوعان من الذكاء ذكاء اجتماعي وذكاء وجداني و عاطفي ومعني الوجدان أن أفهم مشاعر الطرف الآخر وهو يفهم مشاعري وأعرف ما الذي يستثيره والمواقف التي تجعله منفعلا أما الذكاء الاجتماعي فمعناه أن أعلم متي أبدأ معه الحوار ومتي أنهيه ومتي أتوقف عن الحديث برمته. وفي النهاية لابد أن يغير الإنسان سلوكه وتصرفاته باختلاف المواقف والظروف حتي تستقيم الحياة الزوجية وهذا الكلام يجب أن يتبعه الزوج و الزوجة للقضاء علي الخلافات الزوجية لأنها إذا زادت علي حدها ستؤدي إلي الطلاق.
ويؤكد الدكتور محمد نجيب الصبوة أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة أن الرجال بشكل عام يتصفون بشخصية أكثر عصبية وحدة واستثارة من النساء وبالتالي فهم أكثر قلقا من النساء ولكن الإناث أكثر اكتئابا من الرجال وتجدر الإشارة إلي أنه لم يتبين في ثقافتنا أن عصبية الزوج أدت إلي وفاة زوجته ولا كآبة المرأة أدت إلي وفاة زوجها وبالتالي ماجاءت به من نتائج لا يتسق ولا يتفق بأي حال من الأحوال مع البحوث التي أجريت في مصر علي الأزواج والزوجات المصريين أو المصريات ولكن أجريت لدينا دراسة علي عينات ضخمة من الأزواج متزوجين منذ فترة زمنية تتراوح ما بين سنة إلي خمس عشرة سنة وانقسمت العينة إلي ثلاثة أنواع النوع الأول أزواج متزوجون ويقيمون معا في المكان نفسه النوع الثاني أزواج منفصلون عاطفيا فقط 'أزواج لا يعيشون مع بعضهم،
ولكنهم فضلوا عدم الطلاق لمصلحة الأبناء فقط ' النوع الثالث وجد أن الطلاق هو الحل الأمثل للقضاء علي كافة مشاكلهم وأثبتت هذه الدراسة أن هذه العوامل التي تؤثر في العلاقة الزوجية وتؤدي بها في النهاية إلي الطلاق الشرعي أو الانتحار أوالوفاة ولذلك أطلقنا عليها عوامل الاختلال الأسري هي: أولا البخل المميت هذا العامل المؤثر الرهيب الذي يهدم البيوت ولكنه لا يؤدي إلي الموت 'الحالة التي تؤدي إلي قتل أحد الزوجين للآخر هي حالة الخيانة العظمي أو المرض العقلي أو اتفاق الزوجة مع عشيقها علي قتل الزوج' العامل الثاني هو تغيير الديانة, العامل الثالث التجاهل الشديد من قبل أحد الطرفين للآخر,
العامل الرابع جفاف الحب والتعاطف, العامل الخامس الصمت المميت 'الخرس الزوجي' العامل السادس عدم احترام أحدهما للآخر خصوصا أمام الناس وهناك عامل موجود في ثقافتنا بكثرة وهو النكد الدائم من قبل أحد الزوجين للآخر فهذا النكد يصيب الإنسان بالضغط والسكر والأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب ويولد أحيانا أفكارا انتحارية.
[b]