يأتي العلم المتطور ليفاجئنا كل فترة من الفترات بإنجاز علمي متطور أو تكنولوجيا حديثة يستطيع الإنسان عن طريقها أن يتغلب علي عوائق تواجهه في الحياة آخر هذه المفاجآت استبدال لبن الأمهات بلبن الأبقار..
ونظرا لأن الإنتاج الحيواني يعتمد بالدرجة الأولي علي انتخاب سلالات لها قدرة إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض وكذلك تتحمل الظروف البيئية المختلفة. ولأن الطرق التقليدية في الانتخاب الطبيعي تأخذ وقتا طويلا ولا تحقق كل الصفات المطلوبة في أغلب الأحيان فقد ظهر حديثا استخدام طرق الهندسة الوراثية في تحسين وتطوير السلالات النباتية وبدأ تطبيقها أيضا في مجال الإنتاج الحيواني وهو ما يعرف بالأغذية المهندسة أو المعدلة وراثيا.
فهناك خطوة جديدة محتملة للأغذية المعدلة وراثيا, حيث يمكن في يوم من الأيام للرضع شرب الحليب مثل لبن الأم تماما ولكنه مستمد من قطعان الأبقار الحلوب المعدلة وراثيا, والتي يقول العلماء إنها يمكن أن تكمل وتحل محل حليب الأم و حليب الأطفال. لقد طور العلماء الصينيون مؤخرا حوالي 300 بقرة معدلة وراثيا بحيث تنتج الحليب مع بعض من خصائص حليب الأم البشري, بما في ذلك الليزوزيم, والذي يحارب البكتيريا و يحسن المناعة للرضع في أيامهم القليلة الأولي من الحياة.
ويقول د. عبدالستار عرفة باحث علم الفيروسات ورئيس وحدة التحليل الجيني بالمعمل القومي للرقابة بمعهد بحوث صحة الحيوان: أدخل الباحثون في الصين الجينات التي تعبر عن الليزوزيم البشري وغيره من البروتينات البشرية إلي أجنة الماشية من نوع هولشتاين, وتم زرع الأجنة في الأبقار البديلة. وعندما تكبر هذه الأبقار المعدلة وراثيا وتبدأ في الحلب تدر اللبن وبه الليزوزيم البشري واثنان من البروتينات البشرية الأخري. وباستخدام عملية تنقية خاصة لهذا اللبن يمكن أن يصبح مذاق هذا الحليب مماثلا للبن الأم تماما مع زيادة محتواه من الدهون وتغيير كميات من المواد الصلبة .
و من المعروف أن لبن الأم يحتوي علي جميع العناصر الغذائية التي تكفي لاحتياجات الرضيع مع سهولة الهضم وسرعة الامتصاص, ولكن الحليب البقري أصعب في الهضم أو امتصاص العناصر الغذائية. وبالتالي إذا أمكن إنتاج حليب بقري ومنتجات ألبان مماثلة للبن الإنسان فإن ذلك يعطي ميزة نسبية في الإنتاج التجاري بكميات كبيرة.
و علي الرغم من الفوائد التي يقدمها الليزوزيم البشري للرضاعة الطبيعية للرضع فيمكن استخدامه في حالات طبية خاصة كما في حالات نقص لبن الأمهات وأحيانا حالات منع الرضاعة لأي سبب آخر, وبالتالي فإن تطوير مصادر بديلة الليزوزيم البشري سيكون مفيدا لصحة الأطفال الرضع في هذه الحالات. ويعتقد الباحثون أن حليب الأبقار المعدل وراثيا بهذه الطريقة يمكن أن يكون أفضل بديل من حليب الأطفال الصناعي.
وتم في هذه الدراسة أيضا أخذ عينات من الأبقار المعدلة وراثيا والأبقار العادية لمدة ستة أشهر, ولم يلاحظ وجود اختلافات كبيرة في كمية الدهون والبروتينات واللاكتوز و والمواد الصلبة في هذين النوعين من الحليب. وبدا أيضا أن الأبقار المعدلة وراثيا تصرفت سلوكيا مثل الأبقار العادية غير المعدلة وراثيا. وتم اختبار تأثر البروتين بدرجات حرارة البسترة, وضمان أنه سيمر باختبارات المنظمات الغذائية الدولية مثل منظمة الأغذية والدواء FDA وغيرها. فهل يمكن أن يكون يوما ما أن تباع منتجات الألبان المعدلة وراثيا في محلات السوبر ماركت؟
من جانبها تقول د: عبير رمضان أستاذ طب الأطفال بقصر العيني بداية لابد وأن نكون علي علم بأن لا يوجد بديل للبن الأم مطلقا حتي هذه اللحظة فهو خاصية حبا الله بها السيدات لما به من نعم وبه عناصر ومواد لم تتوافر مطلقا في أي نوع من الألبان الأخري وهنا نقول الأول كيف تعرف الأم أنها ليست لديها مشكلة في اللبن أو لا تعاني من جفاف ثدييها ,وذلك يكون بملاحظة زيادة وزن الطفل من نصف كيلو إلي كيلو إلا ربع الكيلو شهريا وإذا زاد أقل من ذلك فهو يعني أن الطفل لا يكفيه لبن الأم وفي هذه الحالة لابد وأن تشرب الأم كميات كبيرة جدا من السوائل والمياه ويخطئ من يعتقد أن الماء يخفف اللبن فهذه معتقدات خاطئة يتم تداولها بين السيدات وعملية إدرار الحليب في ثدي الأم المرضع تتم من خلال آلية فسيولوجية بالغة الدقة والتعقيد,
وهي هبة الله تعالي لمخلوقاته الصغار .. فالطفل الرضيع عندما يشم رائحة الحليب يدور برأسه باحثا عن مصدر الحليب, وهذا المنعكس يسمي منعكس البحث والتنقي , فإذا لامس خده حلمة الثدي, فتح فمه فورا والتقم هذه الحلمة, وبمجرد ملامسة هذه الحلمة لسقف حلق الرضيع ينشط منعكس آخر هو منعكس المص, وما هو في الحقيقة إلا عملية عصر الجيوب الحليبية في منطقة الهالة فيتدفق منها الحليب إلي فم الطفل, فإذا لامس الحليب فم الطفل بدأ منعكس آخر هو منعكس البلع وهكذا يتوالي تدفق الحليب, وتتم رضاعة هذا المخلوق الضعيف.
ويجب أن يكون معلوما للأم المرضع, بأن أفضل مدر للحليب هو رضاعة الطفل من ثدي أمه بشكل منتظم بحيث يفرغ كامل الثديين, وكلما كانت قدرة الطفل علي المص أكبر, وحاجته للحليب أكثر, كان إدرار الحليب أفضل, ولذلك كلما كبر الطفل وتقدمت عملية الإرضاع كان الحليب أكثر, وبالعكس فالحليب يقل إذا لم يرضعه الطفل وبقي مخزونا في صدر أمه . ولعل من أهم عوامل عدم كفاية حليب الأم هي : فقدان الأم للدعم والتشجيع, وانعدام ثقتها بنفسها, واعتقادها بعدم وجود حليب كاف فيها لإشباع رضيعها (أي عوامل نفسية محبطة) ثم ضعف الطفل نفسه علي مص الحليب وإفراغه من الثديين لأي سبب من الأسباب.
من هنا كانت العوامل النفسية مهمة جدا للمرأة المرضع وخاصة ذات الطفل الأول, فالإيمان والسعادة والهدوء والاسترخاء والثقة, من أهم عوامل إدرار الحليب, والعكس مع الخوف والقلق والتوتر إذ يحدث ما يسمي بجفاف الثدي والأم تقلق وتخاف من أن لا يكون حليبها كافيا وجيدا لطفلها, وتقلق أكثر عندما لا تري أي حليب في ثدييها في الأيام الأولي, ما عدا بضع قطرات من مادة صمغية صفراء, فإذا ما علمت بأن هذا هو السياق الطبيعي للأمور, وبأن هذه المادة الصفراء, التي هي ضرورية جدا لصحة الطفل ومناعته, فإنها ستهدأ وترتاح بالتأكيد.
وكذلك تقلق وتخاف من احتقان الثدي وألم الحلمة الناتج عن التدفق المفاجئ للحليب اعتبارا من اليوم الرابع, وهذا أمر طبيعي أيضا, فالحليب لا يدر إلا بعد إعطاء فرصة لمعدة الطفل أن تتوسع وتلفظ ما فيها من شوائب كان الطفل قد ابتلعها وهو داخل رحم أمه, وبالتالي تكون جاهزة لاستقبال الحليب, ويكون الطفل نفسه مستعدا للرضاعة بعد أن تأقلم مع الوضع الجديد, واستراح من معانات رحلته المريرة. ومن المعروف عن مزايا الرضاعة الطبيعي قلة نسبة الإصابة بالإسهال بين الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية عن الذين يتغذون صناعيا كما تقل نسبة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والأذن الوسطي بين الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية عن غيرهم من الذين يتغذون بالألبان الصناعية.[b]