السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعرف رأيكم فيما ظهر هذه الأيام مما يعرف بالتنمية الذاتية، والتي تصور أن الإنسان لا يمكنه النجاح والسعادة إلا بحضور دورة في هندسة النجاح أو الممارسة أو ... كتب كثيرة وآراء كثيرة عندما تقرأها تعجب بها وتحس أنك تتلمس نفسك لكن من كثرتها لا أعرف ماذا أطبق وماذا آخذ؟! فكل يوم يخرج لنا بعض المؤلفين بإصدار بالإضافة إلى المكتبات التي تضج بالكتب التي تتحدث عن كيف تكون ناجحا،كيف تحقق ما تريد،كيف تصبح غنيا،كيف تغير عاداتك، فأفيدوني لأني أشعر بالتشتت!!
وأرجو أن توضحوا لي ما هي الكتب التي تكفل لي النجاح والسعادة والثقة بالنفس والقوة، من وسط هذا الزخم الرهيب من الكتاب والمفكرين العرب والغربيين!!
والأمر الثاني، أني أحس أن هناك شيئا ينقصني ولا أدرى ما هو؛ لذلك لجأت منذ فترة إلى قراءة كتب تتحدث عن الثقة بالنفس والسعادة، وعن التغيير لدرجة أني أصبحت في فترة أسيرا للبرامج التي تتحدث عن النفس في بعض القنوات لعلى أسمع شيئا يريح قلبي ويخرجني من التشتت !! كنت عندما أرى كتابا من التي تهتم بتنمية الذات أبذل قصارى جهدي لكي أحصل عليه، وكأن هذا الكتاب هو المنقذ!! علما أنني في بداية حياتي كنت أشعر بنوع من التعب من مواجهة الناس والتأقلم معهم، ولا أستطيع أن أجاريهم،أو أنى لا أستطيع أن أستجمع الرد المناسب في التوقيت المناسب !!
لقد قررت أن أواجه، قررت أن أعتلى المنبر للخطابة، وفعلا نجحت وكان هذا له أثره في تحسني، ولكني الآن أشعر بأنني لا أستغل إمكاناتي بشكل صحيح، فمثلا قد يؤدى حرصي الزائد إلى خطئي، أيضا لا أستطيع أن أعرض نفسي فقد أشعر بثقل على صدري عند مواجهة بعض الناس!!
سم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فواضح بحمد الله تعالى أنك شاب لديك الحرص على الرقي بنفسك وعلى تحصيل معالي الأمور لها، فأنت بحسب طبيعتك ميَّال إلى تحصيل أعلى المراتب وأفضل ما يمكنك تحصيله، فطبيعتك طبيعة الهمة عالية التي لا ترضى بالدون وتبحث عن تكميل النفس والسعي في تحصيل المراتب العليا لها، وهذا قد يسبب لك همًّا وحرجًا وضيقًا في النفس إذا وجدت أنك لم تسلك السبيل المناسب للرقي بنفسك وتكميل أمورها.
وأيضًا فإن الذي لديك هو بحمد الله تعالى ليس بالخلق المذموم وليست بالصفة السيئة، ولكن ومع هذا، فإنه لابد لك أن تعلم أن التوفيق في بناء النفس وتكميل فضائلها لا يكون بالإغراق في مطالعة الكتب التي تتكلم عن بناء النفس والشخصية وتحقيق الثقة فيها على هذه الصورة؛ خاصة وأن هذه الكتب منها ما هو صحيح مستقيم في معناه ومنها ما هو فاسد المعنى مخالف للصواب؛ لأن هذه الكتب إنما تعبر في الحقيقة عن آراء مؤلفيها وتسرد توجهاتهم، فعندما تنظر في كتاب من هذه الكتب إنما تنظر لفكر مؤلفها واتجاهه وتجاربه ونتائجه التي وصل إليها، وهذا لا يخفى عليك أنه جهد إنساني قابل للصواب وقابل أيضًا للخطأ، فالإغراق في مطالعة مثل هذه الكتب يوقع لا محالة في هذه الحال التي وصلت إليها من التشتت والشعور بالتيه النفسي!
نعم! إنك تشعر بأنك كالتائه في وسط هذا الخضم المتلاطم من الكتب والنظريات والوسائل والتي تجعلك متحيِّرًا لا تدري وجهتك التي تسير عليها، وأنت بنفسك تقر وتشعر بأنك لو استمعت لنفسك وتأملت في قدراتك لوجدت الحلول الكثيرة ماثلة أمامك.. إذن فأنت بحاجة إلى أن تعيد النظر في أسلوب بناء الثقة في نفسك، وفي أسلوب التعاطي مع هذه النظريات وهذه الكتب.
فإن قلت: فما الصواب الذي أتمسك به؟ فالجواب أن تعلم أن بناء النفس بناءً سليمًا متكاملاً على الوجه الذي يحقق سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة كل ذلك موجود ومبين أتم البيان في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكل من تناول النفس الإنسانية بالشرح والبيان والتعرض لبنائها وسعادتها ومثالبها وأمراضها فأمره دائرٌ بين حالين اثنين:
إما أن يستقي ذلك من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فيجعل كلامه خاضعًا لهذا الأصل العظيم، فحينئذ يهتدي الهدى الكامل ويحصل له التوفيق التام.
وإما أن ينفرد بنفسه ويعرض عمَّا جاء به هذا النبي صلوات الله وسلامه عليه فيتخبط تخبطًا عظيمًا ويحصل له الشتات في كثير مما يقرره، وإن أصاب في بعض أقواله وتقريراته فلابد أن هذا الصواب في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يغني عنه، ويجعله مطرحًا أمام الإحكام الكامل في هذا الوحي العظيم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا أردت أن تبني نفسك بناءً عظيمًا راسخًا فتأمل في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كانوا قبل إسلامهم همجًا رعاعًا لا وزن لهم يُقام ولا فكر لهم ينتظم، ثم لما أخذوا بهذا الدين وعملوا بهدي هذا النبي الأمين صلوات الله وسلامه عليه حصل لهم الفلاح والكمال في العقل والمعارف وقوة النفس حتى سادوا الأمم وخضعت لمعارفهم الدنيا بأسرها، فهذا هو السبيل وهذا هو الهدى الأكمل، فإذا أردت بناء نفسك بناءً قويًّا فلتتبع هذه الخطوات المستقاة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم:
1- الاستعانة بالله والتوكل عليه؛ فإن صلاح النفس من توفيق الله وقد كان من الدعاء العظيم الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهدني لأحسن الأخلاق وأحسن الأعمال لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيء الأخلاق والأعمال لا يقي سيئها إلا أنت).
2- الحرص على طاعة الله وتكميل النفس بفضائل القرب من الله جل وعلا؛ فإن لطاعة الله ثباتًا في القلب ورسوخًا في النفس وبصيرة تجعل المسلم يسير على هدىً ونور من ربه، قال تعالى: ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا *وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما* ولهديناهم صراطًا مستقيمًا} ففي طاعة الله الهدى كله والنور كله والبصيرة الكاملة والسعادة في الدنيا والآخرة والطمأنينة في النفس، فإن رأس الحكمة مخافة الله وتقواه والعمل بمرضاته، فأطع الله تكن من أحكم الناس.
3- الحرص على الصحبة الصالحة؛ فإن للصحبة الصالحة تأثيرًا عظيمًا في بناء النفس؛ فإن الإنسان مدني بطبعه يتأثر بمن حوله، وكل قرين بالمقارن يقتدي، وقال صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) رواه أبو داود.
4- عدم محاسبة النفس والتدقيق عليها بإفراط، فالمطلوب معاملة النفس بتوسط واعتدال، فأنت تريد لها الكمال والكمال عزيز، ولكن خذ نفسك برفق وهدوء وجنبها معصية الله، فإن وقع منها خطأ في جانب طاعة الله فعالجه بالتوبة، وإن وقع منها خطأ في جانب الناس كوقوع تصرف لا تحمده فخذها برفق وقل لنفسك: اليوم أخطأت فاستفدت من خطئك وأنت كل يوم تتعلمين درسًا جديدًا، فاجعل خطأك عظة لنفسك وارفق بها وخذها بلطف دون تعسير عليها، فلا إفراط ولا تفريط.
5- النظر إلى قدراتك نظرة الاعتدال والتوسط، فلا أنت بالرجل الذي يضخمها ليصل إلى الغرور ولا أنت بالذي تهون من قدراتك حتى تخرج إلى ضعف الثقة بالنفس؛ فكن بين هذا الخلق وذاك، واعرف لنفسك حقَّها وعاملها على هذا النحو.
6- ترتيب الأولويات؛ فإن مشاغل الدنيا كثيرة؛ فقدم الأهم فالأهم وخذ بالأولى، وإن فاتك شيء فقل لنفسك أيضًا: يعوض بإذن الله بالعزيمة الصادقة وقبل ذلك بالاستعانة بالله.
7- النظر في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام؛ فإنهم أكمل الناس دينًا وخلقًا بل وخَلْقًا أيضًا وعقولهم أكمل العقول وهممهم أشرف الهمم، فكن مصاحبًا لهم بروحك معاشرًا لهم بفكرك، واجعلهم أسوتك وقدوتك، وانهل من هذا المعين الصافي الذي لا كدر فيه.
8- الحرص على الزوجة الصالحة؛ فإن الزوجة الصالحة تعينك على طاعة الله، وأيضًا فأنت بحاجة إلى التنفيس عن مشاعرك وعواطفك، فطبيعتك تحتاج إلى هذا التعبير عن المشاعر والعواطف، فاحرص على الفوز بالزوجة الصالحة وعبر عن مشاعرك لإخوانك وأهلك تعبيرًا صادقًا في وقته المناسب، تخفف الوطأة على نفسك.
9-إجمام النفس بالتسلية المباحة والنزهة البريئة والرياضة اللطيفة، فخذ نفسك برفق وهدوء.
فهذه خطوات إن عملت بها خرجت من هذه المعاناة، وكل ذلك بتوفيق الله تعالى وحسن رعايته، فاحرص عليها واعمل بها، والله يتولاك بحفظه ويرعاك بكرمه.
فكيف أنهى كل هذه البلبلة وأعيش حياة طبيعية ملؤها الثقة والنجاح والتفاؤل، وأحقق الرضا عن نفسي؟؟!! مع التنويه أني أشعر أنه بيدي أن أكون هادئا وسعيدا، وأقول لنفسي أنني لو استمعت لنفسي لحصلت منها على حلول كثيرة ، ولكنى في أحيان كثيرة مشغول وهذا يؤثر على ذاكرتي وقد يؤثر على عملي كمحاسب، والمشكلة هي أنني لم أستطع أن آخذ قرارا لكي أنهي هذه الضوائق رغم قراءة الكتب وسماع الأشرطة الكثيرة، فكيف أجاهد نفسي وأودع هذه الأعراض إلى الأبد؟؟؟ أحس في أحيان كثيرة أنني بداخلي الكثير ولكن كيف القرار والفرار من هذا التشتت؟؟
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أعرف رأيكم فيما ظهر هذه الأيام مما يعرف بالتنمية الذاتية، والتي تصور أن الإنسان لا يمكنه النجاح والسعادة إلا بحضور دورة في هندسة النجاح أو الممارسة أو ... كتب كثيرة وآراء كثيرة عندما تقرأها تعجب بها وتحس أنك تتلمس نفسك لكن من كثرتها لا أعرف ماذا أطبق وماذا آخذ؟! فكل يوم يخرج لنا بعض المؤلفين بإصدار بالإضافة إلى المكتبات التي تضج بالكتب التي تتحدث عن كيف تكون ناجحا،كيف تحقق ما تريد،كيف تصبح غنيا،كيف تغير عاداتك، فأفيدوني لأني أشعر بالتشتت!!
وأرجو أن توضحوا لي ما هي الكتب التي تكفل لي النجاح والسعادة والثقة بالنفس والقوة، من وسط هذا الزخم الرهيب من الكتاب والمفكرين العرب والغربيين!!
والأمر الثاني، أني أحس أن هناك شيئا ينقصني ولا أدرى ما هو؛ لذلك لجأت منذ فترة إلى قراءة كتب تتحدث عن الثقة بالنفس والسعادة، وعن التغيير لدرجة أني أصبحت في فترة أسيرا للبرامج التي تتحدث عن النفس في بعض القنوات لعلى أسمع شيئا يريح قلبي ويخرجني من التشتت !! كنت عندما أرى كتابا من التي تهتم بتنمية الذات أبذل قصارى جهدي لكي أحصل عليه، وكأن هذا الكتاب هو المنقذ!! علما أنني في بداية حياتي كنت أشعر بنوع من التعب من مواجهة الناس والتأقلم معهم، ولا أستطيع أن أجاريهم،أو أنى لا أستطيع أن أستجمع الرد المناسب في التوقيت المناسب !!
لقد قررت أن أواجه، قررت أن أعتلى المنبر للخطابة، وفعلا نجحت وكان هذا له أثره في تحسني، ولكني الآن أشعر بأنني لا أستغل إمكاناتي بشكل صحيح، فمثلا قد يؤدى حرصي الزائد إلى خطئي، أيضا لا أستطيع أن أعرض نفسي فقد أشعر بثقل على صدري عند مواجهة بعض الناس!!
فكيف أنهى كل هذه البلبلة وأعيش حياة طبيعية ملؤها الثقة والنجاح والتفاؤل، وأحقق الرضا عن نفسي؟؟!! مع التنويه أني أشعر أنه بيدي أن أكون هادئا وسعيدا، وأقول لنفسي أنني لو استمعت لنفسي لحصلت منها على حلول كثيرة ، ولكنى في أحيان كثيرة مشغول وهذا يؤثر على ذاكرتي وقد يؤثر على عملي كمحاسب، والمشكلة هي أنني لم أستطع أن آخذ قرارا لكي أنهي هذه الضوائق رغم قراءة الكتب وسماع الأشرطة الكثيرة، فكيف أجاهد نفسي وأودع هذه الأعراض إلى الأبد؟؟؟ أحس في أحيان كثيرة أنني بداخلي الكثير ولكن كيف القرار والفرار من هذا التشتت؟؟