قصة أحمد و الحصان
كان الليل دامساً حينما عاد "أحمد" الى بيته...ولكنه لم يكن وحده...كان قد وجد حصاناً.ولما عاد الى منزله توسل الى ابيه لكى يحتفظ بالحصان.قال والده إنه م الممكن له إبقاء الحصان لهذه الليلة فقط حيث إن من المتوقع أن يبحث صاحبه عنه...ثم استطرد الأب:"فى الصباح سأقول لك ماذا تفعل"..ء
لم ينم أحمد أبداً هذه الليلة...وكان همه قضاء أطول فترة ممكنة مع الحصان..ولما ذهب والده إلى الفراش كانت الشمس قد أشرقت واستيقظ الجميع فى البيت...وجاء الأب ليرى ابنه وقال له:"أعتقد أنه عليك الآن أن ترجع الحصان إلى صاحبه".وقال أحمد "ولكن ياوالدي لست أدرى أين يقيم صاحب الحصان..لا أدري كيف أرجعه"..فنظر الأب الى ابنه ببتسامة وديعة فترة ثم ثال:"أحمد..سر الى جانب الحصان ودعه يفتح لك الطريق"..ء
ارتدى أحمد ملابسه للرحيل وهو غير مقتنع بما سمعه ولكن بعد خروجه من المنزل فعل مثلما قال والده ومشى الى جانب الحيوان الجميل..وتعجب الولد حينما رأى الحصان يلف الى اليسار ثم الى اليمين-بافتخار..وتابع أحمد الحصان..أخيراً وصل أحمد مبتسماً وفرحاً الى قرية ولما رأى القرويون الحصان أتوا راكضين وشكروا أحمد لإرجاعه الحصان وأعطوه هدية.ولما عاد أحمد الى منزله..سأله والده إذا كان أرجع الحصان..فهز أحمد رأسه قائلاً:"فعلت مثلما قلت لي ووجد الحصان طريقه إلى صاحبه". وبعد فترة من التفكير أضاف :"أتدري يا أبي هناك شىء أريد أن أقوله لك-حينما وجدت الحصان أمس كنت سعيداً وكان عندى امل أنك ستسمح لي بإبقائه معى ولكننى الآن أكثر سعادة لاننى وفقت فى مساعدة هؤلاء الناس فى القرية-لكن يا أبي..أعرف أنك طلبت مني إرجاع الحصان لسبب". فقال الأب مبتسماً:"إن السعادة تنبع يابنى من العطاء والمساعدة وحينما ساعدت هؤلاء الناس شعرت بالسعادة وهذا هو الدرس الأول لك.ودرسي الثاني هو أنه عندما سرت بالقرب من الحصان وجد سبيله إلى صاحبه بدون أى تأثير منك...يابني يجب أن تتقبل الناس على أحوالهم ولا تحاول تغييرهم بل غير ذاتك".ء
إذا أردت أن يتقبلك الناس..تقبلهم كما هم وإذا أردتهم أن يحترموك فاحترمهم أنت وإذا أردت أن يبتسموا لك فابتسم لهم وإذا أردتهم أن يحبوك أحبهم-إذا أردت أن تأخذ فأعط دون انتظار أى مقابل وسوف تعطي عشرات المرات بالزيادة من الله سبحانه وتعالى.ء
عملاً بنصيحة والده إزداد أحمد إدراكاً وتفهماً ومع الوقت أصبح أستاذاً فى الإتصال.أنت أيضاً بمقدورك عمل الشىء ذاته-ابدأ اليوم فى التأثير على نفسك لأنك إذا حاولت التأثير على الآخرين سوف تشعر باليأس والتعاسة-كما قال غاندى:"كــــن التغيير الذي تريد حدوثه فى العالم"..آمن بقوة أنك معجزة وأن لا أحد يشبهك تماماً لا هنا ولا فى أى مكان آخر..تقبل الآخرين..أحبهم..أعطهم وركز على نواياهم...إنى أضمن لك ليس فقط أنك سوف تعتبر من أعظم رجال الإتصال فى التاريخ بل أيضاً أنك سوف تعيش حياة مليئة بالفرحة والسعادة
توقيع
فيلسوف الحياة