بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عندما زار قبر أمه آمنة بنت وهب:
.................................................
في الزمان الغابر.. في ربوع مكة شهدت الدنيا اعظم عقد نكاح عرفته البشرية ، لان نتاج هذا العقد المبارك كان خيراً وبركةً على الدنيا كلها .
كان عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي فتى يعد زهرة فتيان قريش وقمر نجومها الزاهر .. فهو الشاب الجميل القسيم قوي البنيان بهي الطلعة تلوح علائم الحسن على وجهه النضر ، اذاً فلا عجب ان يغدوا مطمع الآمال ،
كانت آمنة بنت وهب الزهرية زهرة قريش ودرتها ، وكانت احدى عقيلات بني زهرة اللواتي يضرب بهن المثل في الجمال والكمال الاخلاقي ،
وفكر عبدالمطلب فيمن تكون قرينة لابنه الاثير الوسيم المفدى من الذبح .. فهداه تفكيره الى الحسيبة المعرقة في النسب فتاة بني زهرة ..
وتقدم عبدالمطلب الى وهب بن عبدمناف ، ليخبره برغبته في زواج عبدالله بآمنة ، فرحب وهب وفرح بذلك ، وابلغ زوجته فتهلل وجهها سروراً وغبطةً ؛ وراحت الام تحمل بشرتها الى ابنتها الجميلة ، وطار قلب آمنة فرحاً وطرباً لما سمعت تلكم الكلمات العذاب وهي تنبعث من فم امها : ياآمنة ان عبدالمطلب سيد قريش قادم ليزوجك لابنه عبدالله .. وانتشر النبا العظيم في انحاء مكة كلها ..
وجاء الموعد المحدد لعقد اعظم نكاح عرفته البشرية وتم العقد في جو مليئ بالفرح والسرور والغبطة الى اقصى حد يمكن ان يصل ؛
وبنى عبدالله بآمنة .. ولم تشهد الدنيا كلها بمثل هذا البناء..
نعم .. لقد كانت ليلة بناء عبدالله بآمنة ليلة لها قدرها ، وما من احد قدر عظم تلك الليلة الا الواحد الاحد .. فقد كانت بحق ليلة مباركة متفردة من ايام الزمان ، بل لم يجد الزمان من قبل بمثلها .. ليلة قدر لها بان تكون مبدا من سيجعله الله رحمة العالمين ، كانت ليلة طيبة العبير ، ندية الاريج ملا شذاها ارجاء الدار ، بل ارجاء الدنيا كلها ، اذ حملت آمنة بنور الهدى والرحمة المهداه محمد صلى الله عليه وسلم .
وتمر الايام على عبدالله وآمنة كاعذب واندى ايام تمر على عروسين حبيبين .. ويستعد عبدلله للخروج مع قومه للتجارة ..
وحانت ساعة الرحيل ودق جرس الفراق .. وودع عبدالله زوجته الحبيبة التي ملكت كل كيانه ، ولم يدر عبدالله ان هذا هو الوداع الاخير ؛ وخرج عبدالله من بيته بعد ان القى نظرة حانية على زوجته العروس ؛ وانطلق عبدالله حيث العير ، واذا بابيه عبدالمطلب يحف به ابناءه كالقمر ومن حوله النجوم . وودع عبدالله ابيه واخوته , وسبقت دموع عبدالمطلب على وجنتيه لشيئ ما احسه .
مرت الايام ثقيلة على نفس آمنة وكانها اعوام ، وهي ترقب من حين لاخر عودة الزوج الحبيب .. واقترب موعد العودة .. وهاهي قافلة قريش تدنو من الحرم كان الليل قد نشر سرباله الاسود على مكة وغابت نجوم السماء تاخذ مضاجعها ، وهجع الكون ، وانتشر السكون ، الا نسوة كن ساهرات ، لم تعرف عيونهم النوم .. وهناك بالقرب من الحرم راحت آمنة بنت وهب ترقب القادمين خافقة القلب ، هاهي القافلة اخذت طريقها داخل مكة ، واقتربت من الحرم وحط الرجال رحالهم ، .
عند ذلك خفق قلب آمنة بين اضلاعها ، ودق دقات عالية .. وتسابق رجال مكة لاستقبال العائدين ، وخرج عبدالمطلب وابناءه لاستقبال عبدالله ، اين عبدالله .. وارتفع صوت عبدالمطلب وهو ينادي عبدالله . عبدالله . اين عبدالله؟؟
ولكن فتى قريش الغض اليافع الوسيم لم يكن بين جموع العائدين ......
واقبل زعيم القافلة فتوجه اليه عبدالمطلب كالسهم هو واولاده وقال له : اين عبدالله ؟ .. سؤال محرج غاية الاحراج جعلت نفس الرجل تذهب شعاعاً .. ولكنه تصنع الهدوء وقال في نبرة حزن : لقد خلفنا عبدالله عند اخواله بني النجار مدنفاً..
وقعت الكلمة على نفس عبدالمطلب واخوته كالصاعقة , وشعر عبدالمطلب بان يدا قوية تجذب قلبه وتهصره, وتذكر زوجة ابنته آمنة بنت وهب فكادت تنهار عزيمته , ....فماذا يقول لها ؟؟!
وعاد عبدالمطلب وبنوه الى دار عبدالله ، حيث تنتظر آمنة عودة الحبيب ، وقلوبهم تتجاذبها مشاعر شتى من الرحمة والحزن والاسى والاشفاق والشوق لعبدالله ، ولما راتهم آمنة وعبدالله ليس معهم اشتد وجيب قلبها ، وزاد خفقانه ، وتدفقت مشاعر متباينة الى نفسها ، ولفها خوف شديد لما رات عبدالمطلب باسر الوجه ... فارتسمت على وجهها علامات الذهول والرعب ، ولمح ذلك عبدالمطلب في محيا آمنة ، وقال لها :
لاتخافي ياآمنة ان عبدالله بخير .
قالت : اين عبدالله .
قال : هو بخير عند اخواله بني النجار في المدينة .
قالت : ولم لم يعد مع العائدين ؟
قال : انه مريض هناك .
واراد عبدالمطلب ان يمزق السكون البغيض الذي حل بدار عبدالله ، ويغرس مكانه الطمانينة في قلب آمنة فقال لها : سارسل اخاه الحارث الى المدينة كيما يعود بزوجك عبدالله بعد شفاءه .
وفي صبيحة تلك الليلة ، كان الحارث بن عبدالمطلب يسير نحو المدينة مودعا ابيه واهله وذويه ، والسنتهم تلهج بالدعاء كي يشفى عبدالله من مرضه ....
وما ان وصل الحارث الى المدينة حتى علم ان اخاه عبدالله قد مات غريبا وقبر في دار النابغة احد بني عدي بن النجار , ... عاد الحارث ادراجه قافلا الى مكة كسير النفس مهيض الجناح ، ... وصل الحارث مكة وحطت ناقته بفناء الكعبة ..... ووصل الخبر الاليم الى آمنة ، فاثار الحزن والاسى في نفسها ... وراحت ترثي زوجها وحبيبها وتقول :
عفا جانب البطحاء من آل هاشم ... وجاور لحدا خارجا في الغمائم(الاكفان)
دعته المنايا دعوة فاجابها ... وما تركت في الناس مثل ابن هاشم
عشية راحوا يحملون سريره ... تعاوره اصحابه في التزاحم .
نعم ... مات عبدالله هناك في بقعة من الارض بعيدة ... بعيدة ... " وماتدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت " سورة لقمان : 34 .
حزنت آمنة بنت وهب حزنا شديدا كان يؤدي بها الى الهلاك .. ولكن تداركها الله بواسع رحمته فصبرها ... ومن ثم كان هناك شيئا آخر يخفف عنها شلوعة الحزن ومرارة الاسى ، ويستل بعض كآبتها اذا كانت قد حملت من عبدالله بسيد هذه الامة صلى الله عليه وسلم وقد ادخرها قدر الله لاعظم امومة قد عرفها التاريخ .. وسمعت بها الدنيا وتوالت عليها الرؤى والبشريات بجلال قدر هذا الجنين الذي الذي يتحرك في احشائها ، فرأت فيما يرى النائم حين حملت به انه خرج منها نور اضاء الارض ، وبدت منه قصور بصرى من ارض الشام ، , علاوة على انها ماشعرت اثناء حملها بسيد البشر صلى الله عليه وسلم من الالام والاوجاع التي تشعر بها النساء اثناء الحمل .
وتقدمت اشهر الحمل بالسيدة الشريفة آمنة بنت وهب .... ولقد بقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بطن امه تسعة اشهر كاملة ...
وبلغ الكتاب اجله ، فبعد تسعة اشهر ، اذن الله للنور ان يسطع وان يظهر الى الوجود ، وللنسمة المباركة ان تخرج الى الكون لتادي اسمى واعظم رسالة عرفتها الدنيا في عمرها الطويل.
ففي ليلة طاب هواؤها ، وصافحت نسماتها الوجود ، والقمر يوشك ان يكون بدرا ، واليوم الاثنين 12/ من ربيع الاول / عام الفيل . لم يكن في دار عبدالله سوى آمنة بنت وهب ، وجاريتها بركة الحبشية ، وكانت تلكم الليلة هادئة خاشعة ، وملات روح آمنة روائح اطيب من المسك لم تدر مامبعثها ، وسرت في الغرفة نسمات من الرحمة لامست وجه آمنة التي كانت هادئة ساكنة ، وان كانت تهم ان تضع حملها..
وجاءها المخاض وهي في ناحية من غرفتها ، ورأت الجارية الحبشية مانزل بسيدتها فانسلت من الدار مهرولة نحو قابلة قريش ، وسرعان مااتت وبصحبتها الشفاء بنت عوف _ ام عبدالرحمن بن عوف _ .
ودنت الشفاء من آمنة ، وكانت قابلة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فحضرت مولده وتشرفت به .
وفي هذا الجو طاف بآمنة نعاس ، فسمعت هاتفا يهتف بها ان تسمي مولودها محمد .
وتنفس صبح تلك الليلة المباركة ، فارسلت آمنة الى عبدالمطلب تبشره ... وانطلق عبدالمطلب يحمل الحفيد الحبيب الى الكعبة .
لقد سعدت الدنيا بمولد هذا المولود النبي الكريم صلى الله عليه وسلم .
وتنفس محمد صلى الله عليه وسلم نسيم الحياة يتيما ، فارسل الى البادية وذلك لنقاء الجو وصفاء الطبيعة وفصاحة اللهجة .......
واستمر النبي صلى الله عليه وسلم عند حليمة حتى بلغ عمره سنتين ؛ وتقول حليمة : فوالله مابلغ السنتين حتى كان غلاما جفرا(استغنى عن الرضاع) فقدمنا على امه ، ونحن اضن شيئ به مما راينا فيه من البركة .
وما ان وصلت حليمة وزوجها الحارث ومعهم محمد صلى الله عليه وسلم الى مكة حتى وقفوا امام بيت آمنة ، ودقت حليمة الباب ، وفتحت آمنة الباب ، فما هي الا ان رأت حليمة وزوجها وابنها الحبيب محمد ، فأخذته آمنة وضمته الى صدرها ، وراحت تقبله ، وقد تهلل وجهه البريء بالفرح ، ولف الحبيب الصغير ذراعيه الطاهرتين حول عنق امه آمنة ، وهو سعيد ، واستسلم لنفحات الامومة التي غمرته بها ..
وفرحت آمنة بعودة الحبيب ابنها اليها بعد غياب دام سنتين من الزمن وكانت حليمة تحب النبي صلى الله عليه وسلم حباً ملك كل جوارحها وكانت حريصة بان يعود معها ، لما راته من اثر بركته ، ومازالت حليمة ترجو آمنة في ان تدع اليها محمداً حتى وافقت آمنة ،،، ورجعت حليمة بمحمد الى ارض بني سعد وقلبها يتراقص طرباً بين جوانحها ، واستمر النبي صلى الله عليه وسلم فترة من الزمن بعيداص عن امه آمنة .. حتى كانت حادثة شق الصدر ، فخافت عليه حليمة وارجعته الى امه آمنة بعد ان قصت اليها ماحدث ، فقالت لها آمنة : لاتخافي عليه ان ابني هذا سيكون له شأن .
ورجع النبي صلى الله عليه وسلم من بادية بني سعد في كنف جده العطوف ، الذي كان يحبه حباً لم يكن لاحد بعده . فقد كان يتوسم فيه كل خير . وكان يجد فيه عوضاً عن احب ابنائه اليه .
وكذلك كان صلى الله عليه وسلم ينعم بالعيش مع امه الرؤوم التي كانت تفيض عليه نسائم حنانها . وبلغ النبي صلى الله عليه وسلم 6 سنوات وكان به قوة على تحمل السفر ، فقد كانت عند امه آمنة رغبة ملحة في ان تذهب به الى يثرب لزيارة قبر ابيه ، فاعدت آمنة عدة السفر وحملته ومعهما ام ايمن بركة الحبشية حاضنته ، وخرجت آمنة من مكة وابنها الحبيب مع ام ايمن . ثم يممت آمنة وجهها شطر يثرب بعد ان القت نظرة عابرة على ام القرى ، ولم تكن تعلم ان هذه النظرة الاخيرة ، وهذه الرحلة هي بداية رحلتها الى الآخرة .
وسرت القافلة في هذا الكون الواسع وانسابت بين النخيل في الواحة الخضراء وتابعت القافلة المسير حتى وصلت يثرب واحطت رحالها وكان المقام في دار النابغة من بني النجار ، واخذت آمنة محمداً وازارته اخوال جده عبدالمطلب . ومكثت هي وابنها وام ايمن شهراً كاملاً . وزاروا الحبيب الثاوي في قبره هناك ..
ولما قضت آمنة حاجتها . آذنت بالرحيل الى مكة . ولما كانوا على نحو 23 ميلاً من يثرب ، وقد بلغوا قرية الابواء مرضت آمنة بنت وهب . وذبلت ذبول الموت . وطفرت الدموع من عينيها حارة تسيل على خديها وهي ترى ابنها محمد صلى الله عليه وسلم . قد اضحى وحيداً ازداد يتماً الى يتمه . واخذ محمد صلى الله عليه وسلم يحدق النظر في وجه امه التي اخذت تودع الدنيا ونظرت الى وجهه البريء الجميل وقالت :
بارك الله فيك من غلام يابن الذي من حومة الحمام
نجا بعون الملك العلام فودي غداة الضرب بالسهام
واشتد النزع بآمنة . وغشيها من الكرب والهم مالله به عليم ، ومحمد واقف عند راسها يرى ويشاهد مانزل بامه الحبيبة . ولا يستطيع ان يفعل لها شيئاً . انها ارادة الله . والقت آمنة النظرة الاخيرة الى وجه ابنها ثم قالت وهي تعالج سكرات الموت : كل حي ميت ، وكل جديد بال ، وكل كثير يفنى ، وانا ميتة ، وذكري باق ، وقد تركت خيرا وولدت طهراَ....
ثم فاضت روحها الى بارئها . وتلاشى الصوت الدافئ بين رمال الصحراء . واختفى الى ان يرث الله الارض ومن عليها . وبكاها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بكاء شديدا . فلقد احس بحقيقة اليتم في تلك اللحظات المؤلمة . وفي تلك الارض البعيدة عن ام القرى .
وفي الابواء دفنت آمنة . دفنها هناك ابنها الحبيب محمد . وحاضنته ام ايمن دفنت امام عينيه . ... بعيدا عن مكة ... بعيدا عن عبدالمطلب . لقد اخذت آمنة منه . وتوارت تحت اكوام التراب ...
ويعود الركب الى مكة . ولكن بدون آمنة ، عاد محمد صلى الله عليه وسلم وهو يذرف الدمع سخياً ساخناً حاراً على فراق امه الرؤوم . عاد الى مكة وقد اضحى يتيما مرة اخرى . عاد الى ذلك البيت الصغير وحيدا حزينا باكيا .. عاد الى ذلك البيت وهو يجول ببصره في اركانه الصامته .. هنا كانت ترقد آمنة .. هنا كانت تعد له طعامه .. وهناك كانت تلاعبه آمنة .. وسعى لاضحاكه عندما تقوده خطواته الصغيرة اليها باكيا .. وهنا كانت تمازحه آمنة .... وهنا .. وهنا ..
ايها البيت الصامت كالحداد .. لم يعد هناك صوت... ايها البيت الصامت ... لم يعد هناك ام .. لم يعد هناك آمنة ... لم يعد هناك حب ولا حنان .. ضاع الحب فلا حب حتى نلتقي ...
ويعلو صوته في نفسه .. اين انت يااماه .. اين انت ياآمنة الحبيبة ..
لقد تعلق محمد صلى الله عليه وسلم بامه آمنة تعلق شديدا .. وظلت ذكريات الطفولة ماثلة في ذهن النبي صلى الله عليه وسلم . لاتمحوها الايام ولاتفنيها الاحداث .. وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ونظر الى دار بني النجار قال : (( هنا نزلت بي امي )).
ومرت الايام والسنين والاعوام والاحداث العظام ولكن لم ينسيه ذلك كله امه آمنة . ففي السنة 6 للهجرة النبوية المباركة . خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعه 1400 من اصحابه متجها من المدينة الى مكة لاداء العمرة . وفي الطريق مر بالابواء . ووقف على قبر امه طويلا وبكى بكاء لم يبكه من قبل . ..
وفي رواية عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه يقول :
(( انتهى النبي صلى الله عليه وسلم الى رسم قبر فجلس . وجلس الناس حوله . فجعل يحرك نفسه كالمخاطب . ثم بكى فاستقبله عمر بن الخطاب رضي الله عنه . فقال : يارسول الله مايبكيك ؟ فقال : (( هذا قبر آمنة بنت وهب . استاذنت ربي في ان ازور قبرها .فاذن لي واستاذنته في الاستغفار لها . فابى عليها . وادركتني رقتها فبكيت . )) فما رايت ساعة اكثر باكيا من تلك الساعة .)) ...
منقول من عدة كتب دينية وأهم هذه الكتب... " عندئذ بكى النبي صلى الله عليه وسلم للكاتب " أبي عبدالرحمن خالد بن حسين بن عبدالرحمن " ...
وأتمنى المثوبة من الله لي ولكم اجمعين ...
اللهم اغفر لوالدينا ...وارزقنا برهم
وصلى اللهم على محمد