الوجبات السريعة وراء الأجنة العملاقة
تحذر منها: أميمة رشوان
<="" p="" border="0">
Bookmark and Share
المرأة الحامل تحتاج إلي عناية خاصة طوال فترة الحمل سواء علي المستوي النفسي أو الصحي حتي تمر فترة الحمل بسلام كما تعتبر التغذية السليمة أحد العناصر التي تحقق حملا آمنا للأم والجنين ولكن من الأخطاء الشائعة في تغذية الحامل الاهتمام بتناول كمية كبيرة من الطعام دون الاهتمام بنوعه اعتقادا منها أن ذلك سوف يساعدها علي إنجاب طفل مكتمل الصحة
فنجدها تتناول الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون المشبعة مثل رقائق البطاطس والأطعمة الجاهزة مما يؤدي إلي زيادة وزن الأم والأخطر زيادة حجم الجنين وهو ما يشكل خطرا كبيرا علي الاثنين معا وهذا ما حذرت منه دراسة أمريكية, حيث وجد باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية أن النساء اللاتي يتناولن خلال حملهن المأكولات السريعة الغنية بالدهون غير المشبعة التقابلية ينجبن مواليد أكبر حجما.
ولم تبرهن الدراسة علي أن هذه الدهون وحدها تعزز نمو الجنين الذي قد تكون تداعياته خطيرة علي الأم والجنين, لكن الباحثين وجدوا رابطا بين حجم المولود ومستويات الكوليسترول عند الأم التي تتأثر بالدهون غير المشبعة.
وذكر العلماء الذين شملت دراستهم 1400 حامل أنه مع كل زيادة نسبتها 1% في معدل الدهون الموجودة بالزيوت المهدرجة يزيد خطر كبر حجم الأجنة إلي درجة قد تكون قاتلة في بعض الأحيان.
وتوجد الدهون التقابلية إلي جانب الأطعمة السريعة في رقائق البطاطس والبطاطا.
وحول المخاطر التي يسببها كبر حجم الأجنة للأم والجنين تحدثنا د. صباح عبد البصير عبدالله استشاري النساء والولادة فتقول زيادة وزن الجنين في بطن الأم تمثل نسبة 2% من عدد المواليد ويصل الوزن إلي 4 كيلو ونصف الكيلو فما فوق والأطفال الذين تكون أوزانهم 4 كيلو أو أكثر يمثلون نسبة 10% وطول الجسم والأطراف له علاقة بزيادة هذا الوزن ويلاحظ أن الزيادة في وزن بعض الأجنة تختص بها بعض الشعوب فمثلا وجدأن الأطفال ذوي الأوزان من 5 إلي 7 كيلو أكثر انتشارا في الولايات المتحدة الأمريكية والتغذية السليمة وغير السليمة تؤديان إلي زيادة هذا الوزن وتضيف د. صباح من الأسباب الرئيسية أيضا التي تسبب زيادة وزن الأجنة زيادة وزن الأم أكثر من 25% من وزنها الطبيعي ويرجع ذلك إلي التغذية غير السليمة التي تتناولها الأم أثناء فترة الحمل مثل الأغذية المشبعة بالدهون مثل اللحوم المصنعة والأغذية الجاهزة التي انتشرت في الآونة الأخيرة والأم التي يزيد وزنها خلال الحمل علي كيلو ونصف الكيلو في الشهر, كذلك هناك بعض الأمراض التي قد تكون الأم مصابة بها وتؤدي إلي زيادة حجم الأجنة مثل داء السكري وكذلك الأم التي يتكرر إنجابها لأطفال أحجامهم كبيرة وأيضا اذا ماتأخرت الولادة حتي وصل عمر الحمل إلي 294 يوما في حين أن الوقت الطبيعي من 265 إلي 280 يوما وأية زيادة في عدد الأيام تؤدي إلي زيادة حجم الأجنة.
وتشير إلي أن تشخيص حالات زيادة حجم الأجنة يتم من خلال الكشف علي الأم وتقول نلاحظ أن حجم الرحم أكبر من عمر الجنين وكذلك من خلال عمل الموجات فوق الصوتية ونجد أن قياس الرأس أكبر من 10سم في هذه الحالات ويتم قياس بطن الطفل وطول عظمة الحوض ومن ذلك نستطيع أن نحدد وزن الطفل وإذا تأكدنا من زيادة حجم الجنين ووزنه نقارن حجم الجنين بحجم حوض الأم لتحديد نوع الولادة في هذه الحالة, وهنا يجب التحضير لإجراء عملية ولادة قيصرية تحسبا لتغير وضع الجنين أو أية مضاعفات أثناء الولادة ثم نعيد تقييم نوعية الولادة المتوقعة بعد 42 أسبوعا وبعد إتمام عملية الولادة يتم الكشف علي المولود ومعرفة علاقة حجم الطفل بوزنه وحجم الرأس والأطراف حتي يتم التشخيص ما إذا كانت زيادة حجم الطفل طبيعية أم مرضية وكذلك يتم تقييم نشاط الطفل وتضيف الدكتورة صباح عبد البصير وهنا نتوقع زيادة نسبة الصفراء للطفل وقلة نسبة الكالسيوم ونسبة السكر ويتم فحص عظام الطفل بعد الولادة لاحتمال وجود كسر في عظمة الترقوة أو شد في حزمة الأعصاب تحت الإبط ولابد أن نتابع نشاط هذا الطفل حتي نتأكد من عدم وجود تجمعات دموية بالمخ نتيجة تعثر الولادة الطبيعية نتيجة كبر حجمه وحتي لا يصاب الطفل بعد ذلك بالصرع أو التخلف العقلي البسيط ويمكن تفادي هذه المضاعفات قبل حدوثها بأن تلد الأم ولادة قيصرية إذا تأكدنا من كبر حجم الجنين.
وعن المخاطر التي قد تصيب الأم نتيجة كبر حجم الجنين تقول د. صباح إنه يمكن أن يحدث تعثر في الولادة فتصاب الأم بإعياء شديد قد يودي بحياتها وقد تصاب أيضا بنزيف رحمي بعد الولادة بسبب إجهاد الرحم ويمكن أن يحدث تهتك بأنسجة المهبل أما الطفل فقد يحدث له اختناق أثناء الولادة نتيجة خروج الرأس وعدم خروج بقية الجسم وهذا يؤدي إلي وفاته بأسفكسيا الاختناق ومنعا لحدوث كل هذه المخاطر تنصح د. صباح عبد البصير الحامل بعدد من الإجراءات منها ضرورة عمل متابعة دورية مع الطبيب بمجرد حدوث الحمل وضرورة أن تفصح الأم عن أية أمراض وراثية لديها للطبيب حتي يتثني للطبيب اتخاذ اللازم.
ولكن كبر حجم الجنين لا يقتصر علي مرحلة الجنين أو بعد ولادته بفترة وجيزه ولكنها مشكلة قد تستمر معه بعد ذلك مما يجعل هذا الطفل أكثر عرضة للإصابة بالبدانة ويدخل في دائرة المشكلات المتعلقة بهذا المرض وهذا ما تحدثنا عنه د. نهي أبوالوفا أخصائي طب الأطفال حيث تقول إذا أصيب الطفل بالبدانة فسوف يعاني من مشكلات عديدة فسوف يعاني مستقبلا من أمراض عضوية عديدة كآلام المفاصل واعوجاج العظام والأنيميا وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكبد والكلي وبعض أمراض الجهاز التنفسي وقد ثبت علميا أن السمنة عند الطفل تعتبر عاملا أساسيا لإصابته بارتفاع ضغط الدم ونسبة الكوليسترول وأمراض القلب مستقبلا وتضيف كما أن هناك نوعا من السمنة يسمي opesity morbid وهذا النوع من السمنة تتراكم فيه الدهون بالجسم بصورة كثيفة مما يؤدي إلي خلل أو إصابة أي عضو بداخل جسم الطفل وبالتالي يؤدي إلي مشكلات صحية مزمنة له أما بالنسبة للأعراض النفسية والسلوكية فهي عديدة فالطفل يشعر بأنه مثار انتباه الآخرين بالإضافة إلي عجزه عن ممارسة بعض الألعاب الرياضية والشعور السريع والدائم بالتعب والإرهاق من أقل مجهود مما يجعل الطفل يفقد الثقة في قدراته وقد يؤدي به ذلك إلي الإحباط والعزلة والاكتئاب وقد يؤدي في بعض الأحيان إلي إصابته بالعدوانية كما أن التحصيل الدراسي له سيكون أقل لأن عامل التركيز غير كامل نتيجة لما يعاني منه هذا الطفل.
ولتقليل فرص إصابة الطفل المولود وحجمه كبير بالبدانة تنصح د. نهي أبو الوفا الام في هذه الحالة بالرضاعة الطبيعية أول ستة شهور دون التدخل بأية أطعمة أخري حتي نحصل علي وزن مثالي ونقص أية زيادة وعدم اللجوء إلي الرضاعة الصناعية لأنها تعمل علي زيادة الوزن وتضيف عند بدء التغذية له نعطيه شوربة خضار ولا نعطيه المأكولات التي تزيد الوزن مثل وجبة القمح والعسل والزبادي يكون خالي الدسم ونقلل السكريات في العصائر.
أما د. فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث فيشير إلي دور تغذية المرأة الحامل في إصابة الأجنة بكبر الحجم فيقول الدهون بشكل عام زيادتها في الوجبة الغذائية سواء بالنسبة للحامل أو الإنسان العادي تسبب زيادة الوزن ذلك لأن الدهون ذات كثافة سعرية عالية وبالتالي تتراكم المواد الدهنية في جسم الكائن الحي ويصاب بالسمنة في حالة السيدات الحوامل خصوصا من يتناولن الوجبات السريعة المرتفعة في محتواها من الدهون فإن ذلك يسبب زيادة في الوزن بالنسبة للأم وينعكس أيضا علي الجنين مما يؤدي الي زيادة وزنه وحجمه ويضيف إن السيدة الحامل لها نظام غذائي معين لابد أن تتبعه علي أساس أن تلبي احتياجات الجنين باعتدال فمثلا لابد من زيادة عدد السعرات التي تتناولها الأم في حدود 200 سعر وهذه الكمية من السعرات يمكن الحصول عليها مثلا من زيادة وزن الخبز بمقدار نصف رغيف أو ربع طبق أرز أو حبة بطاطس متوسطة أيضا تحتاج إلي زيادة نسبة البروتينات حتي تلبي احتياجات الجنين في بناء الأنسجة وتحتاج الأم في هذه المرحلة أيضا بصفة خاصة إلي الدهون غير المشبعة طويلة السلسلة والمعروفة بـالأوميجا3 وهذه الأحماض الدهنية ضرورية جدا لتكوين خلايا المخ بالنسبة للجنين ويمكن أن تجد هذه الأحماض الدهنية في الأسماك والزيت الحار وأيضا في بعض المكسرات كاللوز وعين الجمل وتحتاج أيضا إلي الأغذية الغنية بالعناصر المعدنية خصوصا الحديد حتي لا يصاب الجنين بالأنيميا ويضيف ومن أهم هذه الأغذية الكبد واللحوم الحمراء والسبانخ والجرجير ويجب علي الأم أيضا الاهتمام بتناول الخضروات الطازجة والفاكهة ويمكن أن تتناول خمسة أطباق من السلاطة يوميا ثلاثة مع الوجبات الرئيسية واثنين بينها حيث إن الخضروات والفاكهة تحتوي علي مجموعة من الفيتامينات خصوصا الفيتامينات المانعة للأكسدة مثل فيتامين ج ومادة البيتا كاروتين وهذه تحمي الجسم من كثير من الأمراض الناتجة عن المركبات النشطة وبالتالي تحمي الجنين من هذه المشكلة الصحية ويضيف الدكتور فوزي الشوبكي يجب علي الأم أيضا الحرص علي تناول الألبان ومنتجاتها والبيض بمعدل بيضة في اليوم للحصول علي احتياجاتها من عنصر الكالسيوم الذي يساعد علي تكوين الهيكل العظمي للجنين ويمكن للأم أيضا أن تقسم وجباتها إلي خمس وجبات بدلا من ثلاث حتي لا تشعر بالجوع وفي الوقت نفسه تمد طفلها بجميع العناصر الغذائية بشكل منتظم علي مدار اليوم ويجب أيضا علي الأم الحرص علي تناول كمية كافية من الماء لا تقل عن خمسة أكواب في اليوم وبشكل منتظم حتي يحدث إرواء كامل للجسم علي مدار اليوم.
[b]