د.أحمد المنزلاوي
تتابعت الأحداث سريعة ومتلاحقة وتوالت الأخبار غزيرة ومتدفقة وباتت العيون دامعة والقلوب محترقة وحارت العقول فيما جري ويجري علي الساحة الوطنية من وقائع سابقة ولاحقة.
تعقدت القضية وكان من السهل حلها من خلال مدير ادارة أو وكيل وزارة أو مندوب من صندوق تعويضات شهداء ومصابي الثورة يذهب إلي المعتصمين في الميدان ويلتقي بهم ويستمع إلي مطالبهم أو ثلاث حافلات تقلهم إلي أي مكان لمقابلة مسئول كبير يرحب بهم ويسألهم عن احوالهم ويستجيب لمطالبهم ويعطي لكل ذي حق حقه أو يحيطه علما بحقيقة موقفه فسينصرف راضيا إلي حال سبيله.
وبدلا من التدخل الهاديء الحكيم تم اخلاء المعتصمين من الميدان بالقوة وبطريقة غير انسانية وتزداد القضية تركيبا وتعقيدا ويتوافد المزيد من الغاضبين المحتجين علي ميدان التحرير وتمتد المظاهرات إلي جميع المحافظات وتتم مواجهتها بنفس الطريقة ويسقط عشرات الشهداء ومئات الجرحي اعادت الاحداث الاخيرة إلي الأذهان احداث الايام الأول للثورة التي سقط خلالها الشهداء والجرحي علي يد قوات النظام السابق.
وقارن المواطنون بين ما جري خال الفترة من السبت 19 نوفمبر 2011 إلي الآن والفترة من الثلاثاء 25 يناير - 28 يناير .2011
ظهرت هيبة الدولة في مواجهة المواطنين البسطاء الكادحين ولم تظهر في مواجهة الفاسدين واللصوص والأفاقين.
توالت الاحداث في الأيام الأخيرة وفي يوم الاثنين 21 نوفمبر 2011 اصدر المجلس العسكري قانون افساد الحياة السياسية وقدمت حكومة الدكتور عصام شرف استقالتها.
ومن المقرر ان تبدأ القوي الوطنية المشاركة في بحث طريقة الخروج من هذا المأزق الصعب العصيب والوصول بمركب الوطني إلي بر الأمان.
ومن يدرك كيمياء الثورات يعرف انها تتفاعل لسنوات طويلة قبل ان تنفجر في وجه الطغاة الظالمين وتطيح بهم وتقوض انظمتهم وتمضي في طريقها رغم العقبات والمؤامرات لاستكمال مسيرتها وتحقيق اهدافها لاقامة دولة العدل والقانون والحرية والديمقراطية. [b]