النفس عابرة سبيل مدير المنتــدى الاســلامى
عدد المساهمات : 2684 نقاط : 4123 تاريخ التسجيل : 01/08/2009 العمر : 34
| موضوع: الرحمة الى اين تذهبين الجمعة 13 نوفمبر 2009 - 10:54 | |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة الرحمه الى اين تذهبين
الرحمه أسمى أنواع الطباع والمشاعر مشتق الاسم من الرحم(ذلك الوطن الدفين لكل جنين**ذلك الحضن الأمن لكل ضعيف)
*************************
من الصفات التي اتصف بها نبينا محمد هذه الصفة وهي صفة (الرحمة) وهو بها أهل، فلقد وصفه الله سبحانه وتعالى بذلك؛ فوصفه بالرحمة على الخلق والعطف عليهم
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله )
ويمتن الله سبحانه على المسلمين أن بعث لهم هذا الرسول صاحب القلب الكبير الرحيم
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ).
و أخبر سبحانه وتعالى أن رسالته رحمة للعالمين أجمع (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). بسم الله الرحمن الرحيم لقد كان الدعاء بالرحمة قاسمًا مشتركاً بين جميع الأنبياء والرسل بل وبين جميع الخلق منذ بدء الخليقة وحتى يومنا هذا وإلى قيام الساعة .
والرحمة في حق المخلوق هي الرقة والتعطف أي رقة القلب وعطفه، ومن الرحمة يشتق اسم الرحمن والرحيم وهما من أبرز أسماء الله الحسنى وأشهرها بعد لفظ الجلالة (الله) وقد ورد ذكرهما في القرآن الكريم في جميع فواتح السور (بسم الله الرحمن الرحيم) ماعدا سورة التوبة التي نزلت بدون البسملة ، كما ذكر اسم الرحمن واسم الرحيم منفصلين في الكثير من الآيات القرآنية ، والمصلي يردد هذين الاسمين في صلاته المكتوبة ما لا يقل عن أربع وثلاثين مرة في اليوم ، فهو كلما أدى ركعة قرأ فاتحة الكتاب (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم) وهي سبع عشرة ركعة في الصلوات الخمس المفروضة على المسلم في يومه ، فإذا أدى السنن زاد عن ذلك .(1)
والرحمن أخص من الرحيم وأكثر مبالغة منه ولذلك لا يسمى به غير الله تعالى قال تعالى (قُلْ اَدْعُوْ اللهَ أَو ادْعُوْ الرَّحْمن) سورة الإسراء آية 110
وقال الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى (أنا الله وأنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي فمن وصلها وصلته ومن قطعها قطعته) رواه الترمذي .
ومعناه ذو الرحمة لا نظير له فيها وهي أبعد من مقدورات العباد ، ورحمة الرحمن تعم العالمين مؤمنهم وكافرهم، صالحهم وطالحهم ، بارهم وفاجرهم أي تعم الخلق جميعًا ، ورحمة الرحيم تخص المؤمنين لقوله تعالى (وَكَانَ بــِالْمُؤْمِنِيْنَ رَحِيْمًا) سورة الأحزاب آية 43
وقيل الرحمن من ستر في الدنيا والرحيم من غفر في العقبى، وقال عبد الله بن المبارك (الرحمن) إذا سئل أعطى و (الرحيم) إذا لم يسأل غضب،
وقال السدي (الرحمن) يكشف الكروب و (الرحيم) يغفر الذنوب .(2)
والرحمة هي قاعدة قضاء الله تعالى في خلقه ، تشملهم وتحيطهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ،
قال تعالى في سورة النور آية 14 (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُه فِيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِيْ مَا أَفَضْتُمْ فِيْهِ عَذَابٌ عَظِيْمٌ)
وقد كتبها الله على نفسه قال تعالى (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلـٰـى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) سورة الأنعام آية 54
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما قضى الله الخلق -وعند مسلم لما خلق الله الخلق- كتب في كتاب فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي) وعند البخاري في رواية آخرى (إن رحمتي غلبت غضبي)
وإنه لفضل عظيم من الله أن يجعل رحمته لعباده مكتوبة عليه ، كتبها هو على نفسه وجعلها عهدًا منه لعباده ، كما أن إخباره لعباده بما كتبه على نفسه من رحمته والعناية بإبلاغهم بهذه الحقيقة وعلمهم بها ، هي تفضل آخر من الله عز وجل حيث تبعث الاطمئنان في كل ما يمر بالمؤمن من ابتلاءات بأنها ليس غضب من الله عز وجل عليه أو طرده جل شانه من رحمتـه وإنما تخفى ورائها الخير كله للمؤمن ، كما أنها تضفي الثقة في أن كل زلة للمسلم سيغفرها الله إن شاء برحمتـــه فلا ييأس أو يقنط من ذنوبه بل يجدد توبته ويزيد من استغفاره ليعود إلى سالف عهده . | |
|