ما الرضا؟
الرضا هو أن تشعر بالارتياح لما يختاره الله لك. الذي ضاق رزقه،وأحس بقلة المال، هل يملأ قلبه بالمرارة أم يرضي عن الله سبحانه وتعالى؟
بين الطموح والرضا
س. ألا يتعارض ذلك مع فكرة الطموح؟
لا.. هذا لا يتعارض مع الطموح. أن ترغب وتسعى إلى تحسين أحوالك المعيشية والوظيفة، هذامعنى مطلوب إسلامياً. لكن من داخلك أنت تشعر بالضيق، وتحس بالمرارة. لماذا لا تجدإنساناً يشعر بالرضا عن عمله؟
90% من الموظفين غير راضين عن وظائفهم. شئجميل أن يطور الإنسان عمله. نصف المتزوجين غير راضين عن زوجاتهم. هذه الزوجة القسمةالتي أختارها الله لك. فكيف لا ترضى بها؟.. كل هؤلاء لا يشعرون بالرضا.الذي ابتلاهالله بابن يعاني من مرض مزمن، والذي ابتلى من الله بمرض شديد، أو بعاهة من العاهات. نصف الذين يركبون عربات، غير راضين عن عرباتهم. الشاب المرفه يريد أن يغير التليفونالمحمول، ويتشاجر مع أمه يومياً لكي تقنع أباه بشراء محمول جديد له.
لا أحديرضى عن أزيائه من البنات والشباب أو بعد المسافة بين بيته ومحل سكنه. لا أحد يرضىعن الشقة التي يسكنها. أنت راضٍ أم غير راضٍ؟!..
هذه عبادة شديدة الأهمية،عبادة الرضا. هل أنت راضٍ عن رزقك؟.. كل هذه الأشياء تتدرج تحت كلمة "الرزق".
الزوجة رزق، والعيال رزق وأيضاً الملبس والسيارة والشقة.
لماذا نشعر بالهم؟
الرد على كل ذلك، جاء في الحديث القدسي: " عبدي.. خلقتك لعبادتي فلا تلعب. وقسمت لك رزقك فلا تتعب إن قل فلا تحزن. وإن كثرفلا تفرح. إن أنت رضيت بما قسمته لك، أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محموداً. وإن لمترض بما قسمته لك، أتبعت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً. وعزتي وجلالي لأسلطن عليكالدنيا، تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة، فلا يصيبك منها إلا ما كتبته لك".
ابن عطا الله يقول :"إياك والهم بعد التدبير، فما فما قام به غيرك عنك ، لاتقم أنت به لنفسك". أنت أديت واجبك ، واتقنت عملك ، فلماذا تشعر بالهم؟
البنت التي لا تحمل قسمات جميلة .. هل هي راضية أم غير راضية؟! البنت التيتأخرت في زواجها. هل هي راضية أم غير راضية؟ الأم التي وصل سن ابننتها إلى 30 سنةولم تتزوج.. هل هي راضية؟
الناس المتعبة المكتئبة... يقول ابن عطا اللهلهم:" أرح نفسك من الهم بعد التدبير ".. ثم يقول: " فما قام به غيرك عنك، لا تقمأنت به لنفسك". الله سبحانه هو الذي قام به عنك، فلماذا تشغل به نفسك؟ أليس هو الذيقال: " وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والأرض إنه لحق، مثل ما أنكمتنطقون "
الأعرابي عندما سمع هذه الآية الكريمة، سأل الصحابي: ما الذي يجعلالله يقسم؟
نحن نصدق أن الرزق في السماء، هل هناك عاقل لا يصدق؟!
أرح نفسك من الهم بعد تدبير، فما قام به غيرك عنك، لا تقم أنت به بنفسك،وتفرغ للعبادة. فبدلاً من أن تقضي الليل شارد الذهن بلا نوم، تفكر في الربحوالخسارة. أرح نفسك من هذا الهم، وقم لتصلي.." خلقتك للعبادة فلا تلعب، وقسمت لكرزقك فلا تتعب. إن قل فلا تحزن. وإن كثر فلا تفرح".
إن أنت رضيت بما قسمتهلك: أرحت بدنك وعقلك، وكنت عندي محموداً. وإن لم ترض بما قسمته لك، أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموماً
منقول