بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارض عن ربك
• قال – صلى الله عليه وسلم - : { ذاق طعم الإيمان : من رضي بالله رباً .. وبالإسلام ديناً .. وبمحمد - صلى الله عليه وسلم – رسولاً }
• من لوازم السعادة يا أخي أن ترضى عن ربك .. فترضى بأحكامه وترضى بقضائه وقدره .. خيره وشره .. حلوه ومره ..
1-أعظم الراضين:
فها هو أعظم الراضين على الإطلاق – ص - مع أنه عاش مرارة اليتم ولوعته فقد كان راضياً .. افتقر حتى ما كان يجد التمرة فيربط على بطنه حجراً من شدة الجوع .. قل المال في يده حتى اقترض من اليهودي راهناً درعه – ص - عنده .. نام على الحصير حتى ظهر أثر ذلك في جنبه .. كل هذا والرضا عن خالقه يملأ قلبه .. وما حفظ لنا التاريخ كلمة سخط نطق بها .. بل كان أعظم الراضين على الإطلاق - صلى الله عليه وسلم –….
2- محرومٌ من الرضا :
• الرضا .. راحة البال .. سكينة الفؤاد .. سلام مع النفس
أن ترضى عن يومك .. وتُوقن بغدك ..
ترضى عن ربك فترضى عن نفسك وترضى عن الكون كله .. أليس كل هذا غنيمة روحية نفسية لا يملكها إلا المؤمن وفقط ..
أما غيره فهو في سخط .. سخط على نفسه .. سخط على كل ما حوله .. لماذا جاء إلى الدنيا؟! ..
وهاك رجلٌ حرم من الرضا ( أبو العلاء المعرى ) يقول في فترات شكه :
هذا جناه أبى علىِّ ........ وما جنيت على أحد
انظر إليه وهو يعتبر ميلاده بلية أصيب بها .. ويعتبر أباه وأمه جنيا عليه بذلك .. فيقبح هذه اللذة التي ينالها الآباء والأمهات فيأتون بالأبناء إلى هذه الدنيا الملعونة عنده .. ولذا هجر الزواج حتى لا يجنى على أحد كما جني عليه .
3- في جنة الرضا :
يقول الإمام الشافعي :
أنا إن عشت لست أُعدم قوتاً.. وإذا مت لست أُعدم قبراً همتي همة الملوك ونفسي ... نفس حر ترى المذلة كفراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري ... فلماذا أهاب زيداً وعمراً
• وهنا الإمام الشافعي يصور لنا جنته .. جنة الرضا التي يعيش فيها .. فهو إن عاش لن يعدم قوتاً .. فعلام الحزن إذاً .. فالقوت مضمون..
وإن مت لست أعدم قبراً فأي حفرة يدفنوني فيها .. إنه موقن بأن العيش مضمون والرزق مقسوم .. والقناعة كنز لا يفتى ..
فلماذا الخوف إذن .. ولماذا الحزن إذن ؟ّ!
4- أفلا أرضى بما رضي الله به لي؟!:
• قال الأصمعي : رأيت بدوية من أحسن الناس وجهاً لها زوجها قبيح الوجه .. فقلت لها : أترضين أن تكوني زوجة هذا ؟!
فقالت : لعله أحسن فيما بينه وبين ربه فجعلني ثوابه .. وأسأت فيما بيني وبين ربى فجعله عقابي .. أفلا أرضى بما رضي الله به ؟!
5-رضيت عن الله ؟
• لما السخط ؟! .. لما التضجر ؟!..
لما تكثر من قول أين كذا ؟!..و أين كذا ...؟!
تفكر وتأمل من حولك فكم من نعمة أنعم الله بها عليك وأنت تجحدها ومع ذلك لم يحرمك منها
منحت عينين ترى بهما وغيرك ولد أعمى تساوى عنده الليل والنهار
ومنحت لسانا ناطقا وسمعا ,فتخيل لو أنك أبكم أو أصم
ومنحت رجلين تسير بهما إلى حيث تشاء ,فكيف يكون حالك ,انت عاجز قابع في حجرة لاتخرج منها
ومنحت عقلا وغيرك مجنون
فقبل أن تسخط وتجحد نعم ربك تذكر كل هذه النعم واعلم أنه أعطاك الكثير وما منع عنك إلا القليل
فلك الحمد إلهي على ما أعطيت ولك الحمد على ما منعت ولك الحمد إلهي حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضي ولك الحمد ملأ السماوات والأرض وملا ما شئت من شيء بعد