الرؤية.. فرحة أول عيد بعد الثورة هلال شوال فاجأ الجميع.. وتحدي علماء الفلك
محمد عمر
الثلاثاء 30 أغسطس 2011
جاءت رؤية هلال شوال الليلة الماضية مفاجأة للمصريين حيث كان يتوقع الجميع أن يكون أول عيد الفطر المبارك غداً الأربعاء كما أكدت الحسابات الفلكية لكن اختلف الأمر هذا العام ليكون أول عيد بعد الثورة بالرؤية وليس بالفلك.
أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية أن توحيد رؤية هلال شهر رمضان بين الدول الإسلامية أمر مستبعد بسبب اختلاف المطالع وعدم اكتمال مشروع القمر الاصطناعي الإسلامي.. لذلك فإننا نعتمد المنهجين العلمي والشرعي في تحديد بدايات الأشهر.
أضاف المفتي أن المسلمين مطالبون شرعاً بالصوم وفقاً لرؤية هلال رمضان وبالافطار وفقاً لرؤية مشدداً علي أن مخالفة هذه الرؤية يشق وحدة البلد الواحد ويزرع بذور الفرقة فيه.
أكد د.جمعة أن الرؤية الشرعية هي الأصل في إعلان بداية الشهر المبارك مصداقاً لقوله سبحانه وتعالي: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه" وما روي عن النبي الكريم صلي الله عليه وسلم "لا تصوموا حتي تروه" محذرا من مغبة مخالفة هذه الرؤية وتداعياتها السلبية علي وحدة الصف الإسلامي لأبناء البلد الواحد وغرس بذور الفرقة بينهم.
أشار مفتي الجمهورية إلي أنه من الخطأ التوقف عند المعني الحرفي للرؤية وقصرها علي الرؤية البصرية في ظل التقدم العلمي الذي حققته البشرية ولا يتصادم مع الشريعة حيث يمكن أن تتم الرؤية من خلال الاعتماد علي الأقمار الصناعية والمراصد والحسابات الفلكية اليقينية والقرآن الكريم يشير لذلك في قوله تعالي: "الشمس والقمر بحسبان" ومن اعجاز الحق جل شأنه أن الشمس والقمر يسيران بحساب دقيق لا يتقدم أي منهما علي الآخر. معه نستطيع أن نحسب ميلاد الأهلة.
يقول د.أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق إنه لا يوجد ثمة خلاف بين الحساب الفلكي ورؤية الهلال بدليل أننا نقم الصلوات الخمس يومياً بالحساب لافتا إلي وجود رأيين في هذه المسألة يجب ترجيح أحدهما حيث يقول الرأي الأول إنه إذا رؤيي الهلال في بلد يشترك مع بلد آخر في جزء من الليل فيجب اتباع ذلك البلد والصيام مع أهله.. والرأي الثاني يقول إنه لابد من كل شخص أن يري الهلال كما ورد في حديث النبي صلي الله عليه وسلم وبالتالي فإننا نرجح الرأي الأول وذلك من أجل وحدة المسلمين في مناسباتهم الدينية وخاصة عيدي الفطر والأضحي وهذا ما يمكن أن يمهد لوحدة العالم الإسلامي.
اتجاهات متعددة
يقول د.محمد رأفت عثمان عضو مجمع البحوث الإسلامية والعميد السابق لكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر إن اختلاف الأهلة لا يتعارض مع الشريعة.. فهذه مسألة لا تسبب الخلاف والشقاق بين الأمة فهي إحدي المسائل الكثيرة جداً التي احتوتها كتب الفقه الإسلامي وبينت فيها اتجاهات متعددة وليس عيباً الاختلاف في الرؤي لأنه مبني علي الاختلاف في فهم النصوص والاستدلالات العقلية في كثير من المسائل.
الدكتور عبدالحكم الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر يري أن اختلاف الرؤية في بلد عن الآخر يحدث نوعاً من البلبلة لدي جماهير المسلمين خاصة لأولئك الذين يحرصون علي الصيام التطوعي في التقرب إلي الله بالطاعة لما ورد في فضل العمل الصالح في هذه الأيام.
أضاف د.الصعيدي أن التضارب في شيء أساسي يهم المسلمين يكون ذريعة لأعداء الإسلام كي يتشدقوا بالهجوم والادعاء بأن المسلمين مفككون حتي في أبسط الأمور.. محذرا من خطورة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية والتي تتطلب تضافر الجهود من أجل التغلب عليها حتي تتفرغ للبناء والسعي للنهوض الحضاري المنشود واستعادة مكانتها الرائدة بين أمم العالم مشيراً إلي أن الفرقة والخلاف المذهبي من أشد هذه التحديات خطراً وهي سلاح الغرب الأول لتمزيق الصف الإسلامي وجعل بأس الأمة بين أبنائها بدلاً من أن يكون علي أعدائها.
من جانبه يؤكد الدكتور مسلم شلتوت أستاذ علم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية علي أن الحساب الفلكي أصبح قطعياً وعلماً يقينياً صحيحاً والرؤية أصبحت ظنية وإذا غلب القطعي علي الظني يؤخذ به مشيراً إلي أن هذا الرأي أخذ به علماء الفلك والشريعة في كثير من المؤتمرات الإسلامية التي عقدت.
وهناك اتجاه آخر هو أن يكون غروب القمر بعد غياب الشمس بحوالي 20 دقيقة حتي يمكن للعين البشرية أن تميز الهلال الجديد الذي يكون لمعانه ضعيفاً مقارنة بضوء شفق الغروب وقد أقر هذا المبدأ المؤتمر الإسلامي الذي عقد في اسطنبول عام 1978 ويسير علي هذا المبدأ بعض الدول الإسلامية ومنها تركيا.
أكد د.شلتوت أن الحسابات الفلكية لا تختلف أبداً مع الرؤية الشرعية الصحيحة للجان المصرية التي تقوم برصد الهلال الجديد وهي لجان مشكلة من علماء من دار الافتاء ومرصد حلوان وهيئة المساحة.
[b]