يتخذ بعض الناس الصيام في شهر رمضان كعذر مشروع لاطلاق العنان لغضبه وانفعاله حتي لأبسط الأشياء وبعد أن يفرغ كل شحنة الغضب الموجودة بداخله يقول الجملة الشهيرة اللهم إني صائم أو مش عايز أفطر عليك,
و هو ما دفعنا لسؤال مدربة المهارات البشرية رغداء السعيد عن كيفية التحكم في الغضب في شهر رمضان الكريم تقول رغداء إن الفكرة المترسخة في أذهاننا والتي تربط بين العصبية والصيام- فكرة خاطئة تماما, فالصيام يساعد علي الاسترخاء والتحكم في الغضب, والدليل علي ذلك أننا ننصح المتدربين في دورة التحكم في الغضب بالصيام علي الأقل ساعتين قبل حضور الدورة حتي يتسني لهم التحكم السليم في طريقة التنفس والتأمل المطلوب.
وأكثر المشاحنات نجدها في الشوارع وتحدث لأتفه الأسباب, وتؤكد ضرورة تهيئة أنفسنا كل صباح قبل مغادرة المنزل عن طريق الاختلاء بالنفس لمدة5 دقائق نسبح خلالها دون تشتت مثل سبحان الله لأن ذلك يساعدنا طوال اليوم علي الشعور بالهدوء واتخاذ قرارات سليمة. كما أن عدد ساعات العمل أقل في رمضان وموعد الافطار متأخر, وبالتالي لدينا وقت أطول للعبادة والنوم. وأثناء اليوم نحاول التركيز علي التفكير الايجابي دون الانخراط فيما يحدث حولنا, فيمكننا سماع الراديو أو التسبيح أو شئ آخر لنبعد أنفسنا عن أي توتر. وإذا حدث أي اشتباك أو ما شابه نلجأ دائما لمهارات اللباقة والذوق حتي نحرج من أمامنا ونفوت فرصة احتدام الموقف. أما فيما يتعلق بمحيط العمل, فتري رغداء أن تجنب الأشخاص العصبيين قدر الامكان هو الحل الأفضل, فيمكن تأجيل أو إرجاء الأمر لبعد الافطار أو ارساله بالبريد الالكتروني قبل الانصراف. أما إذا لزم المواجهة نحاول جذبه ناحية هدوئنا عن طريق خفض نبرة الصوت علي الأقل حتي نمتص غضبه.
الزوجان لهما نصيب أيضا في ذلك, حيث نلاحظ ارتفاع نسبة الخلافات والمشاحنات بينهما في رمضان ولأسباب تافهة جدا, وتري أن الزوجة عليها دور كبير في الحد من هذه المشاكل وتنصحها بتأجيل أي مناقشات لبعد الافطار. وتعلمنا عدة تدريبات تساعد علي التحكم في الغضب لأن الغضب يمكن تشبيهه بالبخار, إذا تم كبته بالداخل يؤدي لقرح و ضغط عال وقولون عصبي وغيرها من الأمراض, لذلك يجب التحكم فيه. ومن هذه التدريبات: العد إلي الرقم عشرة أو خمسة عشر حتي نهدأ, لأن أخطر وقت في الغضب هو رد الفعل الأول أي أول عشر ثوان كما أن عمل تمارين التنفس مهمة جدا وهي 4 شهيق و4 زفير ثم 8 شهيق و8 زفير, ومن أهم الطرق أيضا تغيير الوضع الحالي فإذا كنت جالسة قفي والعكس أو فرغي الطاقة في الكتابة أو سماع الموسيقي أو الغناء أو التسبيح أو المشي المنتظم حتي نشتت الطاقة السلبية الموجودة داخلنا.
وتؤكد في النهاية أن الشخص العصبي دائما يضيع حقه, لذلك تؤكد ضرورة استغلال الصيام للتدريب علي ضبط النفس.
[b]