أطباء نفسيون: «مبارك» بدا غير مصدق لما يحدث.. وظهوره خلف القضبان تسبب فى اختلال التوازن العاطفى للمصريين
كتب هدى رشوان ووفاء يحيى ٤/ ٨/ ٢٠١١
أرجع أطباء نفسيون حالة الانقسام التى شهدها الشارع المصرى، إثر رؤية الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه، داخل قفص الاتهام، إلى «التربية الأبوية» التى نشأ عليها معظم المصريين، موضحين أن العائلة الرئاسية السابقة حرصت على الظهور «الأنيق» داخل القفص للإيحاء بأنهم لم يتأثروا كثيراً بما حدث.
قال الدكتور أحمد عكاشة، رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، إن الرئيس السابق، حسنى مبارك، بدا هو ونجلاه، أثناء أولى جلسات محاكمتهم، أمس، فى حالة من «اللامبالاة، والاندهاش، وعدم التصديق وكأنهم يشاهدون فيلم إثارة سينمائياً».
وأضاف أن العائلة الرئاسية السابقة حرصت على الظهور فى قفص الاتهام، بمظهر «مهندم وأنيق، يعكس رغبتهم فى الإيحاء بأنهم متماسكون» مؤكداً أن هذا شىء طبيعى لعائلة فقدت كل سلطتها وقوتها.
وأوضح «عكاشة» أن الصورة التى ظهر عليها الرئيس السابق لا تتماشى مع ما صورته وسائل الإعلام عن «مرضه الشديد»، مؤكداً أن حالته الصحية بدت «عادية لمن هم فى سنه».
وأشار إلى أن صورة مبارك فى القفص أكسبته تعاطف الكثير من الفئات، خاصة النساء والأمهات، ومن تربوا تربية أبوية، تقوم على أنه مهما أخطأ الأب فهو الصحيح، موضحاً أن هؤلاء يشاهدون الصورة بقلوبهم، ويقولون لأنفسهم: «إنه مسن وضعيف ولا يستحق ذلك».
واعتبر الدكتور مصطفى شاهين، أستاذ علم النفس بكلية طب قصر العينى، أن انقسام صفوف المصريين بين متعاطف وسعيد بالمحاكمة أمر طبيعى، موضحاً أن ظهور مريض على سرير المرض خلف القضبان يثير شفقة أى إنسان، وفى الوقت نفسه محاكمة قاتل لشعبه أمر يثير سعادتهم، مؤكداً أن هذا سبب اختلالاً فى التوازن العاطفى للشعب المصرى.
وأوضحت الدكتورة نجية إسحاق، أستاذ علم النفس الجنائى بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن الشعب المصرى متسامح وينسى الإساءة سريعاً، خاصة أن هناك بعض الأفراد الذين لم يضاروا من حكم مبارك، والبعض لم يصدق التهم المنسوبة له حتى الآن، بالإضافة إلى أن وجود «مبارك» على سرير المرض أدى إلى إثارة مشاعر بعض معارضيه لكونه مريضاً بغض النظر عن منصبه السابق.
[b]