لاحول ولا قوه الا بالله
ماذا حدث فى الدنيا
تفاصيل المأساة بدأت علي شاطئ بورسعيد.. سيدة بصحبة صديقاتها هربن من حرارة الجو ولجأن إلي البحر لتنسم الهواء النقي.. ولاحظن فتاة تحمل طفلة مولودة حديثا بطريقة خاطئة.
وبحكم مشاعر الأمومة بادرت السيدة رانيا ـ التي لم ترزق بأطفال بعد ـ وطلبت من الفتاة أن تحمل الرضيعة بطريقة صحيحة.. وما إن كادت تسمع الفتاة هذه الكلمات بعد أن لاحظت علامات الإشفاق علي وجه السيدة وصديقاتها.. فاقتربت مسرعة وألقت بمفاجأة أذهلت الجميع.. إنها أم هذه الوليدة وانها لم تطعمها منذ يومين.. وكان الهزال الشديد واضحا عليها.. الجوع والبكاء لم يفارقا المسكينة التي تخطت الشهرين من عمرها بقليل.. فسارعت إحدي السيدات وقدمت لها بعض الحليب حتي التهمت زجاجتين.
تواصلت الفتاة مع السيدات في الحديث.. واحتفظت برقم هاتف السيدة رانيا.. وتركت معها الصغيرة لبعض الوقت بحجة التوجه لشراء بعض الحاجيات.. لكنها اختفت.. وفوجئت السيدة التي ساورها القلق والخيفة في اليوم الثاني بالفتاة تطلبها هاتفيا وتطلب بصراحة أفجعتها مبلغ30 ألف جنيه مقابل ترك الرضيعة لها.. لأنها لا تريدها بعد أن جاءت من زواج عرفي.. وأصيبت السيدة بالهلع بعد أن هددتها الفتاة بالإبلاغ عنها متهمة إياها باختطاف الطفلة.
لم تنتظر السيدة المصدومة وتوجهت بسرعة إلي مكتب اللواء سامي الروبي مساعد وزير الداخلية لأمن بورسعيد.. الذي استدعي اللواء عز الدين منصور مدير المباحث, والعميد مصطفي الرزاز رئيس المباحث الجنائية وطلب سرعة القبض علي الفتاة.. وتولي العقيد عبدالحكيم عبدالعزيز رئيس مباحث الزهور التنسيق مع السيدة رانيا.. الذي طلب منها مجاراة الفتاة وموافقتها علي دفع المبلغ في المكان المحدد.. واتفق معها علي إشارة بينها وبين رجال المباحث عند حضور الفتاة.. وهي طبع قبلة علي جبين الوليدة.
وفي كمين بمنطقة الزهور نجح النقباء خالد عنين, ومحمد شتا, وشادي فراج, وعمرو يسري معاونو المباحث في القبض علي الفتاة ووالد الطفلة الذي حضر لاقتسام المال متلبسين في القضية.. وتبين أن الفتاة(17 عاما) وزوجها(23 عاما) مسجلا خطر سرقات وسلاح وآداب, واعترفا أنهما تزوجا عرفيا وأنجبا هذه الطفلة, لكنهما لم يقدما ورقة الزواج.. والمفاجأة أنهما اعترفا باتفاقهما علي بيع الرضيعة ليقتسما المبلغ ويمضي كل واحد منهما في حال سبيله ويتزوج كل بمعرفته.
ارتبطت السيدة بالطفلة البريئة وسارعت بالاتصال بطبيب أطفال لعلاجها بعد أن تعرضت لوعكة صحية وهي في صحبة والدتها في أثناء التحقيقات, وطلبت السيدة كفالة الطفلة البريئة بعد تعرضها للمخاطر في وجود أبوين لا يكترثان لحياتها أو فقدانها, فأحال مدير الأمن طلبها إلي الجهات المختصة, وقدم العميد مصلح توفيق مأمور قسم الزهور الوالدين إلي النيابة.
وفي تحقيقات النيابة التي تمت تحت إشراف المستشار سامي عديلة المحامي العام لنيابات بورسعيد, فجرت الفتاة مفاجأة أكبر.. فقد سبق أن أنجبت طفلة أخري عمرها عامين الآن, عندما كانت في الخامسة عشرة, من علاقة غير شرعية مع شخص آخر غير المتهم معها.. وبررت الأم سلوكها بسبب الظروف العائلية الصعبة, والتفكك الأسري, وأنها تنشد من وراء عرض طفلتها للبيع حياة زوجية مستقرة حتي تنهي علاقاتها الآثمة ـ علي حد تعبيرها, وتعرضت الطفلة لحالة إعياء مرة ثانية, فانتدبت النيابة طبيبا آخر فأكد أن الطفلة مصابة بحالة جفاف شديدة نتيجة سوء التغذية, وحياتها معرضة للخطر, وقررت النيابة علي الفور إيداعها حضانة في أحد المستشفيات, ووجه إسلام النجار وكيل نيابة الزهور تهمة الاتجار في البشر للأم, وتهمة هتك عرض سيدة برضاها لوالد الطفلة, وتم حبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيقات, وتم ترحيلهما إلي سجن بورسعيد, والطفلة لاتزال في انتظار مصيرها