يُحكى أن حاكما لأمريكا, معروف بحكمته و محبته لشعبه, هذه المحبة التي أتمرت محبة
متبادلة من الطرف الأخر؛ فكان شعبهُ جد مرتبط به يعمل بكل قرارات هذا الحاكم الذي كان يحب الطبيعة و جمالها و أجمل ما يحب فيها الغزلان, و قد لاحظ بمتابعته الدائمة لها أنها تعاني كثيرا من جراء مطاردة الأسود الدائمة لها؛ فقرر قرارا قاطعا بحماية الغزلان الضعيفة من الأسود الظالمة , و بدأ بالفعل حملة عشواء للقضاء على هذه الوحوش , و قد أطلق آلته الإعلامية و القانونية لدعم هذه الحملة , و قد كانت استجابة الناس كبيرة لهذه الحملة بل إن هناك من أتى من أماكن بعيدة للمساهمة في هذه الحملة, مما أدى إلى قتل معظم الوحوش و هرب الباقي منها بعيدا خارج حدود مرعى الغزلان , فرح الحاكم جدا بنجاحه في حماية الغزلان الضعيفة, و بعد مرور عدة شهور لاحظ هذا الحاكم أن عدد الغزلان بدأ يتناقص بشكل كبير مما أدى إلى إخافته ؛ فطلب من أخصائيين دوليين في البيئة معرفة سبب هذا التناقص المتطارد , و بعد البحث وصل الأخصائيون لنتيجة جد مفاجئة مفادها أنه لابد من وجود الأسود لاستمرار الغزلان , فتعجب الحاكم و طالب بشرح مفصل لهذه النتيجة التي وصل لها الباحثون , فجاء التبرير بأن الأسود كانت تجري خلف الغزلان و بذلك تجبرها على الجري و تنشطها للرياضة , و مع عدم وجود الأسود فإن هذه الغزلان تكاسلت و سمنت مما أدى إلى انتشار الأمراض بها , بل و أكثر من ذلك فالأسود تصطاد الغزلان الضعيفة و المريضة و بذلك تحمي بقية القطيع من العدوى و تساهم في بقائه .
[b]