فارس مشرف منتدى الفضفضة
عدد المساهمات : 126 نقاط : 228 تاريخ التسجيل : 28/06/2009
| موضوع: التعليم الالكترونى والتعليم الفضائى الجمعة 3 يوليو 2009 - 0:11 | |
|
منذ اكثر من مائة عام دفن الغرب عصر الامية التعليمية والثقافية , لتلج الشعوب الاوروبية العصر الحديث بعد ان ودع عصر النهضة وذلك بعد ثورات تحررية ضد ظلم الحكومات والاقطاع , واصبح هدف الحكومات في هذه الدول الاوروبية هو في تطوير التعليم واساليبه وادخال اخر التقنيات العلمية من اجل تسخيرها لتبسيط وسائل التعليم ووصلها لكافة صفوف المراحل الدراسية وعلى التساوي في تلك الدول الغربية .
وامام هذا التطور العلمي الكبير في الدول الاوروبية وتطوير المناهج التربوية فما زالت نسب الامية في البلدان العربية بارتفاع , ومعها بدأ الفساد في التعليم ينتشر انتشار السرطان في الجسد المريض , لينشر معه امية تعليمية , اي اننا نجد ان هناك من وصل الى الصف السابع والثامن ومع ذلك فانه يجهل القراءة والكتابة , والى جانب الامية الكتابية فهناك امية ثقافية ونادرا مانجد طالبا قد قرأ قصة ادبية او كتابا عاديا خارج اطار كتب وزارات التربية والتعليم , وانصراف جزء من هذا الجيل المنتظم دراسيا وراء ثقافة فنية راقصة او وراء ادبيات هابطة الى جانب ماينشر من ثقافة مرئية او مسموعة عبر اذاعات التجهيل الهادفة وفضائياتها .
ومع كل التطور العلمي في الغرب ومع التنافخ العلمي العربي المنقطع النظير والتغني بغنى لغتنا العظيمة , وغنى تاريخنا الثقافي , فما زال هناك في بلداننا تعليما ذو مستويات مختلفة حادة جدا وغير متقاربة , فالى جانب المدارس الحديثة فاننا نرى ان المدارس الريفية والتي تحتل نسبة كبيرة من التعليم مازال المعلم يذهب اليها حاملا حقيبته على كتفه وكانه ذاهب الى احد المنافي السيبيرية , ليجد بانتظاره مديرا تقليدا جدا , ومدرسة مهترئة بجدرانها واسقفها ومقاعدها , ولا تجدد هذه المدارس او المقاعد مع طلاء المدرسة الا من خلال مرور مسؤول كبير بجانب تلك المدرسة , وكم سمعنا عن قصص اغلاق عدد من المدارس بسبب البرد الشديد شتاء وخلو المدرسة من اي نظام للتكييف , وقد تسرق ادارات هذه المدارس مصاريف التدفئة او تسرق المواد نفسها , وتترك الاطفال حبيسي الغرف التعليمية ضمن ظروف في منتهى القسوة والوحشية ليتناول الحر والقر جلود اطفالنا لالذنب اقترفوه وانما بسبب خلو المنطقة من مسؤول منها , وبهذا يتسرب الاطفال هربا من هذه الاجواء , واذا اضيف الى تلك العوامل القاسية نظام تعليم قاس مازال يعتمد على الضرب والعقاب , وخاصة الفلقة والضرب بالعصا على اليدين او الاظافر في انواع مبتكرة من العقوبات يقوم بها معلمون خلت قلوبهم من الرحمة وعملوا كجلادين بدلا من كونهم معلمين , وفوق هذا يطلب المعلم من التلميذ احترامه عملا بقول الشاعر
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا
وكأن المعلم يمتهن التعليم من اجل ان يحظى بالاحترام , لامن اجل ان يغرس في اذهان النشء حروف الكتابة وقواعد العلوم .
وفي عصر مابعد عصر التحديث والذي بدأت تسمياته بالظهور وهو عصر النانو , فاننا في الدول العربية مازلنا نعتمد على مناهج وادوات في التعليم مازالت تستخدم منذ عام الفيل رحمه الله , وكاننا نريد اثبات قاعدة اننا متخلفون مهما تطور العلم والتعليم , ومنذ مئآت السنين وامتنا التي تتنادى بالوحدة والقوة لم تستطع حتى اليوم ان تضع على طاولة الحوار قضية توحيد المناهج التربوية بين البلدان العربية , وذلك للانانية المفرطة , ولتفاوت الكذب في تاريخ كل دولة وفقا لهوى زعمائها , ومع تطور الاساليب العلمية والتعليمية , فانه من السهولة بمكان ان تتوحد تلك المناهج وان تكون هناك شبكة فضائية تعليمية او الكترونية تصل الى كل صف دراسي في البلدان العربية , واضرب على ذلك مثالا وهو ان يبدأ التعليم في التاسعة صباحا في منطقة المشرق العربي , وفي الثامنة في المنطقة الوسطى , وفي السابعة في المنطقة الغربية من اقصى مغربنا العزيز , وبالتالي فان الطلاب يبدأوا بدخول الحصص في وقت واحد مع اختلاف التوقيت الجغرافي , وان يكون في كل فصل مدرسي وقاعة شاشة كبيرة للعرض التلفزيوني او الالكتروني , ومن خلال تسجيلات او من خلال بث مباشر فان كافة الطلاب في الدول العربية يحظون بنفس المستوى من التعليم الراقي , على ان يكون في كل فصل معلم او معلمين من اجل ضبط النظام , حيث ثبت علميا ان الطلاب يهتموا باللهو مهما كان الطالب شغوفا بالتعلم , وبهذا فان المناهج التعليمة من الممكن ان تتوحد خاصة وان المواد المختلف عليها قليلة ومن الممكن تجاوزها او اعطائها في حصص اضافية بعد انتهاء البث الرقمي او الفضائي , وفائدة هذا النوع من التعليم انه يوحد الامة والمناهج والمستويات التعليمية , ويخفف كثيرأ من اعباء التعليم الملقاة على كاهل معلم الصف .
وهذا النوع من التعليم الالكتروني جربته العديد من الدول الفقيرة ونجحت به نجاحا عظيما , حيث ان نفس الفكرة من الممكن تطبيقها على مجموعة مدن او دولة او قارة , وباستطاعتي المساعدة في تطوير العلوم في هذا المنحى , والذي من شانه ضم دول اخرى غير ناطقة بالعربية ولكن ثقافتها الاسلامية تجعلها اقرب الى العروبة وبالتالي تستفيد من هذا النظام التعليمي الجديد والمتطور والاقل كلفة , والذي لايحرم الطالب ابدا من تضييع اي حصة تعليمية فيما لومرض باعتبار ان هذه الحصص مسجلة ومن الممكن ان يعيدها مرارا , كما انها لاتحرم الطالب من اية دروس او حصص في حال غياب مدرس المادة او مرضه , وكان من المفروض ان تبادر جامعة الدول العربية لاعتماد هذه الافكار منذ زمن طويل ولكن ومن المؤسف ان جامعة الدول العربية لاهية في تضييع الامة وجعلها تدور في فلك الجهل والتخلف.
| |
|