منذ عصر الرئيس أنور السادات وبدأت التركيبة الاجتماعية والثقافية للشعب المصري في التغير .. وخاصة بعد أن قال كلمته المشهورة :( اللي مش حايغتنى في عصري مش حيغتنى أبدا ) أي منذ حوالي أربعين عاما .. وبدأت في الظهور طبقة جديدة من رجال الأعمال الطفيليين
الذين تربوا في أحضان قوانيين الانفتاح الاقتصادي التي أصدرها نظام السادات بلا ضابط ولا رابط فكانت قوانين ( السداح مداح ) بدلا من قوانين الانفتاح.
أما من ضحوا بدمائهم من أجل مصر في حرب أكتوبر لم يجدوا فرص عمل بعد أن بدأ السادات عمليات بيع القطاع العام في وقت مبكر وبدأت هجرة المصريين إلي دول النفط فسافر البعض إلى السعودية والخليج بحثا عن لقمة العيش المغموسة بالشقاء والإهانة والبعض الأخر لم يسافر و ظل يبحث عن فرص عمل على داخل مصر بعد أن أغلق القطاع العام أبوابه أمام الغلابة واخذوا يعانونمن شروط العمل المجحفة في القطاع الخاص في ظل قوانين غير عادلة شرعت جميعها لصالح صاحب العمل بحجة تشجيع الاستثمار.
أما البعض الأخر من الشعب فحدث ولا حرج فقد أصابه فيروس اخطر من فيروس ( سى ) الفتاك هذا الفيروس يحمل للدم والقلب والعقل اخطر الأمراض وهى : ( الفهلوة ، والجهل ، والانتهازية ، والنفاق ، والتدليس ، والبلطجة ، والعشوائية .... الخ ) وكل هذا تحت إشراف
حكومات بهلوانية وحرامية والكترونية وغبية استطاعت أن تقضى على أجمل ما كان يميز هذا الشعب العظيم صاحب الحضارات العريقة المتعاقبة التي منحت الشعب المصري على مر العصور كل الصفات الإنسانية الحميدة والراقية ولعل أهمها : ( الجدعنة وطيبة القلب والمرؤة والعزة والكرامة ).
ولكن الآن للأسف الشديد تغيرت تركيبة المصريين دون أن ندرى .. تغيرت بسبب سفرهم للخليج ليعودا لنا بملابس ولغة مختلفة .. تغيروا بسبب ظروف قهرية وضعتهم فيها الحكومات السابقة ليزدادوا فقرا وجهلا مقصودا لكي يظل الشعب أداة طيعة وسهلة في أيديهم بإثارة الفتن والبلطجة والغلاء والبطالة والضرائب والزحام والعشوائيات .
وكل هذا ارتكبته الحكومات المتعاقبة في هذا الشعب المسكين بخطة محكمة .. وتدبير شيطاني .. وبكل جبروت وقوة .. حتى تمكن هذا الفيروس اللعين منة تماما .. وقد رأينا هذا واضحا أثناء عملية الاستفتاء الأخيرة عندما استغل بعض المتشددين من المسلمين والمسيحيين جهل البسطاء
لتوجيههم حسب مصالحهم الشخصية بالقول بـ ( نعم ) أو ( لا ) للتعديلات الدستورية وأيضا ما حدث في موقعة منشية ناصر وواقعة ضرب الدكتور البر ادعى بالحجارة من قبل بلطجية الحزب الوطني والذين أشاعوا أن السيد عمرو موسى سيلقى هذا المصير هو وكل
من سيترشح لرئاسة الجمهورية .
.. لذلك لابد أن نتيقظ لكل ما يفعله اصطحاب المصالح الباحثين عن السلطة ليسلبوها من أصحابها الحقيقيين وهم شباب الثورة الذين استشهدوا وسالت دمائهم على أرض مصر .. لكي يعودوا بنا لزمن الفساد الذي أصبح يملأ كل الأمكنة مثل الهواء .. كفانا نريد إصلاحا
وتنويرا .. نريد استرداد مصرنا من كل غاصبيها .. نريد أن نصبح يدا واحدة .. وشعبا واحدا .. للقضاء على الجهل والأمية ليست أمية
الكتابة والقراءة .. بل الأمية في كل ما يدور حولنا من تكتلات ومؤامرات والعودة بنا إلى الوراء .. نريد ثورة ثقافية حقيقية تشارك فيها
كل الوزارات : التعليم والثقافة والإعلام المرئي والمقروء .. والأوقاف والشباب .. وبأقصى سرعة و لنبدأ من بيوتنا .. ثم شوارعنا ..
وفى أماكن العمل .. وفى كل ربوع مصر حتى لا نضّـيع دماء الشهداء الطاهرة .. وحتى لا نضّـيع مكاسب ثورة 25يناير .. ثورة كل المصريين
الباحثين عن الحرية والعدل والديمقراطية والعزة والعيش بكرامة في ظل عدالة اجتماعية شاملة