ماذا بعد الثورة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
كلنا فخورون باننا مصريون ،كلنا نتباهى باننا مصريون ومن شدة حبنا واهتمامنا بمصر تصدرت نشرات الاخبار كل استطلاعات الراى كل البرامج التى تتحدث عن التغيير الذى حدث مصر لها الاولوية كلنا بالفعل وطنيون الثورة اثبتت ذك الثورة اثبتت مكانة مصر العظيمة فى قلوبنا جميعا
وكنا نتمنى سقوط النظام والحمد لله سقط النظام وحدث ما تمنينا جميعا آخرها حركة تغيير المحافظين الذين عطلوا اوراق اعتماد شهداء ثورة 25 يناير وخاصة فى محافظة الغربية تعالو نسمع لهذه الصور الصوتية لاسر الشهداء ومشاكل اسر الاشهداء مع المسئولين خاصة فى محافظة الغربية
هل بعد سقوط النظام سيمكننى دخول القسم لعمل محضر بدون أن أدفع رشاوى؟ هل يمكن أن أنجز ورقة بشكل سريع فى إحدى المصالح الحكومية بدون ان احتاج الى ان اقدم رشوة او ابحث عن واسطة او واحد من المحاسيب علشان ورقى يخلص ؟
هل بعد الثورة سيبتسم فى وجهى الموظف فى السجل المدنى او فى المرور او فى التامينات على سبيل المثال ؟
كل هذه التساؤلات بدأت أجيب عنها بشكل واقعى جدا وبعملية شديدة بعد أيام من من سقوط النظام
.. اشتكى لى إحدى الاقارب أن الضابط فى المرور عنفه بقسوة لأنه لم تفهم جيدا أن عليه استخراج شهادة بيانات أولا قبل إصدار بدل فاقد لرخصة السيارة.
اعزائى انا قلقان وخايف لانى مقتنع علشان يحصل التغيير فى مصر لازم انا اتغير لازم كل واحد فينا يتغير لان مصر كلها بتتغير وعلشان مصر تتغير لازم انا وانت وهو وهى كلنا لازم نتغير
لن يحدث تغيير فى مصر حقيقى قبل أن نغير من أنفسنا، سقوط النظام خطوة أساسية ومهمة وكان لها أن تحدث، لكن ماذا بعد سقوط النظام؟ نحن الذين نسيِّر البلد، صديقى يعمل فى الحكم المحلى وأنت تعمل فى الضرائب، وأنتى تعملين محاسبة فى شركة، وأنا أعمل كمدرس وقريبك الذى تتباهى به كثيرا يعمل فى الشرطة. إذن فنحن المواطنون ونحن من نقوم بتسيير أعمال المواطنين.
تفاءلت كثيرا عندما كنت أتابع ما يحدث فى كل شوارع مصر يومى 28 ــ 29 يناير الماضى وما تلاها من أيام.ايام اللجان الشعبية بصراحة كان شيئا يدعو للافتخار بشابنا
فى الايام الثلاثة الأولى ومع انتشار البلطجية وانقطاع الانترنت وبعض التليفونات الأرضية وتدهور أداء شبكات المحمول كان يحدث فى الشباب شىء مختلف، تغير كبير، فجأة اختاروا أن يكونوا مسئولين عن شىء وانبروا فى حمايته، هم أنفسهم الشباب الذين لم يبالوا بمسئوليات من قبل اذن فالشباب يتغير للافضل .
لم تحدث أى حوادث تحرش أو معاكسات على الأقل فى الشوارع التى أعرفها ومشيت فيها، هؤلاء كان لديهم شىء مهم منشغلون به، أحسوا بتقدير وثقة أهل الشارع فيهم وكانوا على قدر المسئولية.
انتظمت اللجان الشعبية فى كل شوارع مصر لتقوم بعملها دون أى ترتيب، هذه الروح التى ظهرت فى الثورة وما تلاها من أيام أخاف أشد الخوف من انطفائها.
أخبرنى صديق بعد إعلان التنحى أن كل شىء سيتغير وأنه هو الآخر سيتغير فى كثير من الأشياء. فكما أسقطنا النظام ببسالة تباهى بها الشعوب الآخرى يجب أن نغير من أنفسنا،كيف نتغير ؟
نثور على عاداتنا القديمة، نقوم بكشف حساب لكل ما نملك من سمات وخصال، ما بعد الثورة، ثورة آخرى على عاداتنا القديمة، وعلاقاتنا، نقوم بكشف حساب لكل شىء.. علاقتى الزوجية ودراستى وعملى وعلاقاتى بأهلى، والفشل فى كل شىء.. هل النظام كان سببا لأن تطلق زوجتك بدلا من بحث مشكلاتكما معا ومحاولة حلها؟ هل كان النظام سببا فى ترك دراستك وطموحك الذى طالما حلمت به لمجرد أنك لم تستطع استكمال ما بدأت وسط التحديات؟ هل كان النظام سببا فى سوء علاقتك بأهلك؟ أسئلة كثيرة يجب ان نطرحها على أنفسنا وتفرض إجاباتها تغييرا حقيقيا، نحن الذين أسقطنا النظام، ونحن أيضا من سنعمر هذا البلد عندما نغير من أنفسنا.
تفاءلت بشدة عندما رأيت الكثيرين يقومون بتنظيف الميدان، لكننا أيضا بحاجة إلى حل أزماتنا الشخصية واكتشافها.. فما بعد الثورة على النظام ثورة على النفس تقودنا إلى مصر جديدة حديثة متطورة كيف نفعل ذلك