بعد التحية
بقلم :د.أحمد المنزلاوي
لغة جديدة
طرأ تحسن ملحوظ علي لغة الكتابة الصحفية والبرامج الحوارية الاذاعية والتليفزيونية وامتدت اثاره إلي المواقع الاجتماعية علي شبكة المعلومات الدولية.
تراجعت العامية وتقدمت الفصحي العربية وتبلورت بصورة نسبية قيم الصدق والحياد والموضوعية شهدت الشهور الأخيرة تفسيرا واضحا علي أساليب الكتابة والحوار في وسائل الاعلام لم تصل إلي حد الكمال لكنها تخطو بثبات علي الطريق الصحيح واللغة هي وسيلة المواصلات التي تسافر عليها المعاني والمفاهيم وهي ناجحة بقدر نجاحها في نقلها إلي العقول دون لبس أو ابهام. سهلة لا تحتاج إلي قواميس ميسرة لا تحتاج إلي إعادة أو تكرار.
لا يتحقق ذلك إلا باستخدام لغة قياسية تستخدمها الأغلبية يكتبون بها ويتحدثون بها وايضا يفكرون بها. لغة تلتزم بالقواعد النحوية وتتجاوز حواجز اللهجات العامية والمحلية تراجعت لغة الاعلام بشكل كبير في السنوات الأخيرة في الصحافة والاذاعة والتليفزيون.
وظهرت العناوين علي صفحات الصحف باللهجة الدارجة.. وكذلك الأحاديث في البرامج الاذاعية والتليفزيون وبدلا من الارتفاع بمستوي القراء والمستعمين والمشاهدين هبطت إلي أدني مستوي القراء والمستمعين والمشاهدين هبطت إلي أدني مستوي بحجة الوصول إلي أكبر قطاع من الجمهور ونسي هؤلاء ان الوصول إلي القلوب والعقول يأتي من خلال الصدق والحياد والموضوعية وقديما قالوا من القلب إلي القلب رسول.
وفي ميدان التحرير وسائر الشوارع والميادين في جميع المحافظات رفع الثوار شعاراتهم باللغة العربية الفصحي. قالوا: الشعب يريد إصلاح البلاد. وأحوال العباد ويريد اسقاط النظام ويريد الدستور والحياة البرلمانية والحرية والعدل بين الناس وتطبيق القانون علي الكبير والصغير والغني والفقير وقبل ذلك يريد ملاحقة الفاسدين.
كان الشباب علي مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية يستخدمون الحروف اللاتينية لكتابة افكارهم باللهجة العامية وفي الشهور الأخيرة ظهر اتجاه جديد بكتابة هذه الافكار باللغة العربية لأنها لغتهم التي تحدد ملامح شخصيتهم الوطنية وهويتهم القومية وهي وعاء التفكير عندهم وقبل ذلك لسانهم الذي يعتزون به ويفخرون بالانتساب إليه واللغة العربية ليست صعبة لكنها مهجورة واكبر دليل علي ذلك ان الاطفال الصغار دون السادسة يستخدمونها بسهولة ويسر نقلا عن برامج الرسوم المتحركة.
عادت وسائل الاعلام لاستخدام اللغة الوسطي التي طورتها الصحافة المصرية علي امتداد تاريخها "183 سنة" وحافظت عليها وأخذتها عنها وسائل الاعلام الأخري علي امتداد الساحة العربية.
ارتفع مستوي اللغة مؤخرا علي صفحات الصحف وشبكات الاذاعة وقنوات التليفزيون وتقدمت معدلات الصدق والموضوعية ومال أهل الاعلام للكتابة والحديث باللغة العربية الفصحي في كثير من الأحوال وأدعوهم إلي الاستمرار في هذا الاتجاه واستبدال الهمزة بالكاف وايضا بعض الكلمات والمصطلحات العامية بأخري عربية بسيطة لنرتقي بأسلوب الكتابة في الصحف والحوار في الاذاعة والتليفزيون فيأتي المضمون سليما قديما وايضا جميلا وتطوير لغة الاعلام يساعد علي تكوين الرأي العام المحلي والعربي ويقارب بين ردود الافعال والمواقف تجاه الاحداث الجارية والقضايا المصيرية.
أتمني أن تعود اللغة العربية إلي سابق عهدها ومجدها تنساب علي شفاه ابنائها كنهر عذب دائم الفيضان
والخلاصة ان اللغة شكل ومضمون وعاء وغذاء وكوب ومشروب نريدها واضحة محددة وموضوعية محايدة وجديدة ومتجددة تمضي في الاتجاهين وتجمع بين الحسنيين.
[b]