بريد الاهرام اشراف : أحمد البرى
الكلب الأول!
ذكر أحمد شحاتة الموظف بقطاع التموين الغذائي لرئاسة الجمهورية أن الرئيس كان لديه كلب اسمه البرنس كان يأكل كل يوم كيلو لحم وثلاث دجاجات وعشر علب زبادي وكان أحيانا يعالج في الخارج علي نفقة الدولة وعندما مات أقيمت له جنازة لا يحلم بها أقارب الرئيس أنفسهم,
شاهدت اللقاء, وكتمت غيظي ولم أحقد علي الكلب ولم أحسده, فهذا رزقه وذاك حظه من الدنيا أن يحظي بأن يكون( كلب مصر الأول) فلا جرم أن يحظي بهذه العناية الملكية, وإن كان من حق أحد أن يحقد عليه أو يحسده فيجب أن يكون كلبا مثله يأكل من المزابل وينام تحت الكباري, أما نحن فبفرض أننا كمبارك بشر فالذي يجب أن نتعجب منه وله هو الرئيس نفسه وحاشيته لا البرنس بتاعه, إذ المفروض فيمن يرعون الحيوانات أن يكونوا ذوي قلوب رحيمة ونفوس طيبة وأياد حانية وهذا ما لم نستشعره في السيد المربي الفاضل وأسرته حينما كانت كل تليفزيونات العالم تذيع علي الهواء مباشرة وبدون مونتاج واحدة من أفظع جرائم نظامه ضد خيرة شباب وطنه ورياحين حدائق مصر بقلوب ميتة ودماء باردة ليسقط أكثر من ثمانمائة شهيد ويترك أكثر من ضعفهم ليعيشوا بدون حبات عيونهم, ومنهم من بكي بها إشفاقا عليه حينما ذاق مرارة الثكل في حفيده فلم نره حرك ساكنا اللهم إلا إصدار الأوامر لزبانيته بمزيد من السحق علي أرض الواقع مع تركيز التليفزيون المصري علي الإيحاء بعكس ما يحدث فيصور هدوء كوبري أكتوبر وصفاء ونقاء ماء النيل حتي لا يعكر عليه مزاجه إلي أن تنجح مبيداته في قتل بعوض التحرير؟ ولولا فضل الله ورحمته ووفاء رجال الجيش البواسل لقسمهم بحماية شعب مصر وترابها لكانت خسائرنا في شبابنا أكبر وإحباطاتنا تجاه المستقبل أفظع, فإذا لم ير صاحب البرنس تلك الصور في حينها لأن بريق السلطة كان الحائل بينه وبينها فهلا أتاحت له الأيام المظلمة التي يعيشها الآن بعيدا عن الأضواء والضوضاء الفرصة لمشاهدة الإعادة, ويتذكر كلبه الراحل وضحاياه من الشباب ويتأمل وهو علي عتبة الآخرة في أي منهما سيدخله الجنة وأيهما يهتز لموته عرش الرحمن, لعل وعسي يستغفر ويتوب ويطل علينا معتذرا لشعبه وتراب بلده ويرد المظالم ويطلب السماح من أمهات الشهداء, فإن فعلها فأنا أول من يرشحه لجائزة نوبل في الشجاعة والرجوع للحق, هذا غير جائزة المغفرة ممن لا يغفل ولا ينام!!
[b]