شارك
خالد سعيد .. أيقونة الغضب
مصطفى الطاهر
محيط ـ خاص
خالد سعيد ، ذلك الشاب السكندري الذي قُتل على يد أفراد الشرطة في السادس من شهر يونيو/ حزيران الماضي والذي أحدث مصرعه موجة عارمة من الغضب أصبح اليوم أيقونة الثورة المصرية التي خرجت تطالب بإسقاط النظام وكأنه قتل المصريين جميعا في شخص خالد.
ومثلما كان محمد البوعزيزي الشرارة التي أشعلت الثورة في تونس كان خالد سعيد وما تعرض له من ضرب وتعذيب أدى إلى وفاته هو الشرارة التي أشعلت الغضب في قلوب المصريين والذي تحول على مدى سبعة أشهر ثورة كامنة سرعان ما استيقظت ويبدو أنها لن تنام.
"كلنا خالد سعيد" واحدة من أهم المجموعات التي تكونت على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والتي تخطى عدد أفرادها النصف مليون وأنشأها الناشط وائل غنيم ودعا من خلالها لثورة 25 يناير التي تتجه لأن تكون أم الثورات المصرية.
ولد خالد سعيد في مدينة الإسكندرية يوم 27 يناير عام 1982 وتوفي في 6 يونيو من العام الماضي على يد مخبري شرطة بعد أن عذبوه بسبب رفضه أن يفتشوه أثناء محاولاتهم القبض عليه خلال وجوده في "إنترنت كافيه" في منطقة كليوباترا بالإسكندرية.
رفض خالد أن يسير معهم دون إذن بإلقاء القبض عليه من النيابة، فانهالوا عليه ضربا حتى فقد وعيه، ثم مات، وقد ألقوا به جثة هامدة في الشارع. وهو ما فجر حينها الاحتجاجات من أهالي المنطقة، حاملين جثته إلى قسم شرطة سيدي جابر. ومؤكدين أن القبض عليه كان بسبب نشاطه السياسي على الإنترنت.
[خالد سعيد ]
خالد سعيد
رفضت الشرطة هذه الاتهامات، وادعت أن خالد هارب من التجنيد وسبق اتهامه في قضايا سرقة وحيازة سلاح أبيض والتحرش بأنثى في الطريق العام وأنه مطلوب في حكمين بالحبس شهرا، ومتهم في إيصالات أمانه وأنه مشهور بالاتجار بالمخدرات.
وانتشرت قضية خالد في الشارع السكندري والمصري وعلى صفحات الإنترنت واعتصم آلاف الشباب في الإسكندرية والقاهرة وطالبوا بالكشف عن أسماء المتورطين، كما تضامن معهم عشرات السياسيين المعارضين أمثال محمد البرادعي وأيمن نور.
وأمام الضغط الشعبي قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود إحالة التحقيق في الواقعة لنيابة استئناف الإسكندرية بعد تسعة أيام من وفاة خالد سعيد، لكن اليوم وبعد الثورة أصبح التحقيق شعبيا ليس في واقعة خالد فحسب وإنما في كل ملفات النظام .