أشعلت "ثورة 25 يناير" شجون بعض الشعراء خاصة ممن تعاطفوا مع متظاهري ميدان التحرير، فكتبوا قصائد كانت سمتها الرئيسية استخدام كلمات" ميدان التحرير"، و" ارحل"، حيث كتب الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي "الخال" قصيدة جديدة بعنوان "الميدان" يقول مطلعها:
أيادي مصرية سمرا ليها في التمييز
ممددة وسط الزئير بتكسر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الأوان ترحلي يا دولة العواجيز
عواجيز شداد مسعورين أكلوا بلدنا أكل
ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة صحوا القتيل من القتل
كما عبر الشاعر الكبير فاروق جويدة عن مدى الغضب بداخله وكتب قصيدة عنوانها "ارحل"، وجهها إلى الرئيس المصري حسني مبارك، يقول فيها:
ارحل كزين العابدين وما نراه أضل منك
ارحل وحزبك في يديك
ارحل فمصر وشعبها وربوعها تدعو عليك
ارحل فإني ما أرى في الوطن فردا واحدا يهفو إليك
لا تنتظر طفلا يتيما بابتسامته البريئة أن يقبل وجنتيك
لا تنتظر أما تطاردها هموم الدهر تطلب ساعديك
لا تنتظر صفحا جميلا فالخراب مع الفساد يرفرفان بقدميك
ومن جانبه قام الشاعر الشاب هشام الجخ الذي يشارك الآن في مسابقة أمير الشعراء بالإمارات، بإلقاء قصيدة جديدة في إحدي مراحل المسابقة التي يشارك فيها، وهي بعنوان "مشهد رأسي من ميدان التحرير" يقول فيها :
خبِّئْ قصائدَكَ القديمةَ كلَّها واكتبْ لمصرَ اليومَ شِعرا مِثلها
لا صمتَ بعدَ اليومِ يفرِضُ خوفَهُ فاكتبْ سلاما نيلَ مصـرَ وأهلَها
عيناكِ أجمــــلُ طفلتينِ تقررانِ بأنّ هذا الخـوفَ ماضٍ وانتهى
ويداك فدانا عشقٍ طارحٍ ما زال وجهُكِ في سَماهُ مُؤَلَّها
كانتْ تداعبُنـــا الشـوارعُ بالبرودةِ والسقيعِ ولم نفسَّـــرْ وقتَها
كنا ندفِّئ بعضَنا في بعضِنا ونراكِ تـبـتـسـمـيـن ننسى بَرْدَها
وإذا غضِبنا كشَّفتْ عن وجهِها وحياؤُنا يأبى يدنِّسُ وجهَها
لا تتركيهم يخبروكِ بأنـني متمـردٌ خانَ الأمانـةَ أو سَه
إني أعيذكِ أن تكوني كالتي نقضتْ على عَجَلٍ وجهلٍ غَزْلَها
لا تتبعي زمنَ الرُوَيْبضةِ الذي فقدتْ على يده الحقائقُ شكلَها
لا تتركيهم يخبروك بأنني أصبحتُ شيئاً تافهاً ومُـوَجَّها
فأنا ابنُ بطنِكِ.وابنُ بطنِكِ مَنْ أَرادَ ومَــــنْ أقالَ ومن أقرَّ ومن نَهَى
صمتَتْ فلولُ الخائفينَ بِجُبْنِهِم وجُمُوعُ مَنْ عَشِقُوكِ قالتْ قَوْلها