«كيف يقضى المتظاهرون حاجتهم وهم يبيتون فى الميدان؟» سؤال دار فى أذهان العديد من المتابعين لأحداث ميدان التحرير منذ بدايتها، خاصة مع سماع جملة تكررت على ألسنة المتظاهرين وهى «إحنا بايتين هنا من يومين أو أكثر» ما يثير التساؤل: كيف يقضى هذا العدد الكبير من الشباب والفتيات حاجتهم فى ظل تمركز حركتهم بين أرصفة الميدان وإشاراته المختلفة خاصة بعد أن أغلقت المحال التجارية أبوابها بعد تعرض أغلبها للتخريب بعد أحداث جمعة الغضب؟! بعض المتظاهرين أشاروا إلى أن سكان الميدان والشوارع المتفرعة منه كانوا متفهمين جيدا لأهمية العمل الوطنى، الذى يقوم به هؤلاء الشباب.
أثناء المرور بين اللافتات المختلفة التى ترفع شعارات الاحتجاج، لاحظنا وقوف ٣ شابات أمام مطعم «هارديز» أحد المحال، التى تم تدميرها بالكامل وكتب بجوار بوابته «هنا حمام السيدات وإسعافات الطوارئ»، وهى فكرة استغلها أحد المتظاهرين لحل أزمة دورات المياه للمعتصمين بالميدان.
هناء أحمد، إحدى الفتيات اللاتى تواجدن بجوار «هارديز سابقا.. حمام السيدات حاليا»، قالت: «جئت من الهرم منذ أيام وأبيت فى الشارع أنا وأصدقائى منذ بداية الثورة، ولم أذهب لبيتى سوى يوم واحد للاستحمام، ومن هنا اقترح علينا أحد الأصدقاء الاستعانة بدورات مياه المحال، التى نهبت بالكامل، وبالفعل لقى الاقتراح قبولاً كبيراً، خاصة مع وجود ٤ مطاعم شهيرة بوسط الميدان كسرت أبوابها وسرقت بالكامل».