وائل غنيم.. علي الفيس بوك
المؤيدون رشحوه وزيرًا.. والمعارضون قالوا "مين.. ده"
أشرف جبريل
الأمور كانت كالمعتاد في ميدان التحرير عصر الثلاثاء.. هتافات صاخبة.. غناء حماسي علي إيقاع الدفوف في الحديقة المستديرة. ونقاشات ساخنة أمام المجمع.. وفجأة تعطل كل هذا وتبادل الجميع عبارة واحدة.. وائل غنيم قادم إلي الميدان.
ظهر وائل وسط الميدان وتدافع الشباب لمصافحته والترحيب به في مؤشر لو وضعناه إلي جوار أكثر من 213 ألف تفويض له علي الفيس بوك ليتحدث رسميا باسم الجموع القابعة في الميدان يتضح فورا أن غنيم سيكون القيادة الشبابية الغائبة التي ستشارك في الحوار الوطني الدائر حاليا لصياغة واقع مصر الجديدة.
كلمات وائل في الميدان كانت مختزلة وقوية ومؤثرة وجه رسالة للشعب المصري أعلن فيها براءته والشباب الذين تظاهروا ولايزالون من دم كل الذين لقوا مصرعهم في الاحتجاجات وحمل المسئولية للذين يتمسكون بمواقعهم حتي ولو كان ذلك علي حساب الأبرياء ورسالة أخري للقوي السياسية والأحزاب طالب فيها الجميع بالابتعاد عن تصفية الحسابات في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.
أعرب عن رضاه الكامل عن مطالب المتظاهرين وقال: إنها نفس مطالبي ودم الشهداء لن يذهب هدرا وأي شخص يفكر في التفريط فيه خائن لأنهم ضحوا بحياتهم من أجل الوطن.
بعد عودته من الميدان كتب وائل علي صفحته في الفيس بوك: "بجد فرق كبير بين أن تلمس حب الناس علي الانترنت وحب الناس علي الواقع.. ربنا يبارك لكم كلكم.. دلوقتي بجد أهم حاجة هي إن اللي ضحي بدمه عشان حلمه ميتقالوش إن فيه مليون مصري فرطوا فيه.. في السادسة صباح الجمعة 28 يناير الماضي اختفي وائل غنيم بعد أن كتب علي حسابه الشخصي علي الموقع الاجتماعي "تويتر": صلوا من أجل مصر.. إنني قلق للغاية.. يبدو أن الحكورمة تعد لجريمة حرب غدا ضد الشعب.. جميعنا مستعدون للموت. كتب وائل هذه الكلمات التي تعكس حسن قراءته للأحداث وقدرته علي توقع ما سيحدث وفقا للشواهد والمعطيات وبمجرد اختفائه ضج الفيس بوك ب"جروبات" لا هدف لها سوي البحث عنه وإظهار التضامن معه وسجل آلاف الشباب كلمات معبرة وصادقة علي صفحات "ساعدنا في العثور علي وائل غنيم" و"كلنا وائل غنيم" و7 مجموعات تحمل اسم "أين وائل غنيم".
ولأنه أحد موظفيها خصصت شركة جوجل مدونة ناشدت من خلالها كل من يعرف معلومة عن وائل غنيم سرعة نقلها إلي الشركة فيما لجأ شباب ميدان التحرير إلي الإعلان عن اختيارهم "غنيم" قائدا ومتحدثا باسم كل المجموعات المشاركة في التظاهرات منذ بدايتها والتأكيد علي أنهم لن يتفاوضوا مع أية جهة دون ظهوره كوسيلة للضغط علي السلطات التي تحتجزه لإطلاق سراحه وبعد 11 يوما قضاها وائل معصوب العينين في مكان لا يعرفه أعلن رئيس الوزراء الفريق أحمد شفيق أن وائل غنيم بخير وأنه سيطلق سراحه خلال ساعات وفي اليوم الثاني عشر لاختفائه أطلق سراح وائل وقام د.حسام بدراوي الأمين العام الجديد للحزب الوطني الديمقراطي بتوصيله بسيارته إلي منزله عقب لقاء جمعه بوزير الداخلية الجديد اللواء محمود وجدي.
بعد الإفراج عنه تضاعفت شعبية وائل غنيم فبخلاف حوالي 213 ألف شاب أقروا بموافقتهم علي أن يكون ممثلهم الرسمي رشح عدد من رواد الصفحة وائل لمناصب سياسية رفيعة فمنهم من نادي به مرشحا للشباب في الانتخابات الرئاسية القادمة ومنهم من طالب بأن يترأس حزبا سياسيا للشباب ورأي آخرون أنه أنسب وزير اتصالات لمصر في المرحلة الحالية فقد أطلق زائر اختار لنفسه اسم "شهداء يناير" دعوة للتصويت علي مدي ملاءمة وائل لوزارة الاتصالات وجاءت الردود في مجملها داعمة مرحبة حيث كتب عبدالعزيز أحمد: "فعلا وائل لازم يكون وزير اتصالات فيما قال شريف عوض: وزير شباب أو وزير صحة مش فارق المهم أنه أصبح رمزا وده هو المهم ومهم برضه نكون واثقين في صندوق الانتخابات علشان نقدر نختار اللي هيمثلنا سواء الرئيس أو النواب.
عقب عودته من ميدان التحرير قفز عدد الذين يفوضونه للحديث نيابة عنهم من 100 ألف شاب في المساء إلي 185 ألفاً عند منتصف الليل ثم 205 آلاف في الثالثة فجرا إلي 213 ألفا في العاشرة من صباح أمس وتضمنت التفويضات وصايا وكلمات مدح وإشادة وتحذيرات في بعض الأحيان
الصفحة السابقة
الصفحة الرئيسية