ما اجمل الحب في السبعين
اضغط هنا لتكبير الصوره
يسأل المتندرون عن وجه الشبه بين الحب والحصبة،
فما هو ذلك الشبه يا ترى؟
يقال إن كليهما خطير إذا ما أصاب المرء في الكبر!
وأقل ما يقال عن الحب في أواخر العمر
أنه يفقد التوازن، ويدفع بصاحبه إلى التصابي وربما إلى الجنون.
أمّا الحصبة، فإنّها قد تقضي على المرء إن أصابته في مرحلة عمريّة متأخرة.
ربّما يكثر مَن يؤمنون بهذا القول،
ولعل الكثير يستهجنون رؤية عاشق أو عاشقة في سن متأخرة،
ولسان حالهم يسأل: "أليس كبيراً على الحب؟!".
لكن إحدى المشاركات في منتدى الكتروني شهير عبّرت عن تفاعلها لفكرة الحب في السبعين،
وكتبت مقالاً وصفت فيه كيف أن قلبها رقص فرحاً وكاد يطير
عندما رأت عاشقين سبعينيين يجلسان على مقعدين متجاورين في حافلة،
وهما يتبادلان النظرات المتيّمة،
كما لو كانا يافعين دخلا عالم الحب حديثاً.
وبلغ من تأثر الكاتبة بالمشهد أنها وصفته بما يشبه الشعر.
وفي ما يلي الكلمات التي تصف بها ما شاهدته:
يجلسان بكل هدوء وكأنّ الدنيا خلت إلا منهما؛
وكأنّه لا يوجد سراب في حياتهما يلهثان وراءه مثلي.
يبدو على وجهيهما الصفاء،
تتلامس أكتافهما، وتستند بذراعها إلى ذراعيه،
وتريح راحة يدها بين كفيه، ويتهامسان طوال الطريق،
ويشير بذراعه الأخرى من زجاج النافذة،
يشرح لها بصوته الخفيض معالم الطريق،
وتبتسم هي ابتسامات عذبة كلما ألقى دعابة من دعاباته،
وأتشاغل أنا عن النظر بفضول نحوهما بكتاب أقرؤه..
وفي الحقيقة ما قلبت الصفحة أبداً وتعجبت من هذا الإنسجام الهادئ،
وحانت لحظة نزولهما،
تقف لتستند إلى عكازها ويسند ظهرها بمرفقه،
وينزل أوّلاً ويمد يده لها ويبدو الخوف عليها في عينيه،
وينزلها برفق وكأنّها طفل يحبو،
ممسكاً بذراعها، ويمضيان ومازالا يتهامسان،
ويشير بذراعيه ليشرح لها معالم الطريق..
ما أجمل الحب في السبعين!
[b]