مرسال المراسيل
بعد 17 طفلا.. طلقتها وأنا أبكي!
يقدمه : عبد اللطيف نصار
| عدد التعليقات:2
Bookmark and Share
بعد عشرين عاما من الزواج عن قصة حب, كان الجميع يتحدث عنها ويضرب بها الأمثال, وبعد الحمل 17 مرة .. وبعد سهر الليالي ومحاولة الإمساك بالأمنيات وسط دموعنا أنا وحبيبتي .. قالت لي وكلها رجاء : علشان خاطري اتجوز واحدة تانية!!
ونزل كلامها علي مسامعي كالصاعقة .. فأنا أحببتها بصدق وتزوجتها بعد معاناة وصد من أهلها, وعشنا معا علي الحلوة والمرة, ولم أيأس أبدا من رحمة الله وكرمه .. وأنفقت كل راتبي وبعت كل ما أملك بحثا عن علاج لحالة زوجتي الحبيبة التي لم يكتمل لها حمل واحد من 17 حملا, كانت دائما تجهض ما بين الشهر الثالث والثامن, وكنت بعيني أري جثة الجنين وأعرف هل هو ولد أم بنت؟ .. وأبكي مع زوجتي التي أجهدها الحمل والاجهاض دون الإحساس بالأمومة ولو لمرة واحدة.
وبعد عشرين عاما طلبت مني أن أتزوج غيرها بعدما استنفدنا كل أساليب العلاج, حيث لم يكن السبب التكسو بلازما ـ ولا التلوث ـ ولا الإجهاد, حتي إن أشهر الأطباء المختصين في ذلك قال هذا أمر عجيب لا أعرف له سببا وليس له علاج, فقد كان الحمل ـ كل حمل ـ يسير بصورة طبيعية جدا, وفجأة يحدث الإجهاض .. ولا ندري لماذا؟!
وتحت إلحاحها بضرورة زواجي من أخري لأنجب من يحمل اسمي, لم أكن أدري .. ماذا أفعل, ثم رفضت عرضها تماما .. فهددتني بترك منزل الزوجية إذا لم أستجب لطلبها, حيث أنها أكدت أنها تحبني , وستظل تحبني حتي لو تزوجت غيرها, وطلبت مني أن أبقي عليها في عصمتي سواء مع الزوجة الجديدة أو في بيت منفصل.
ولا أنكر أن عرضها لاقي في نفسي تجاوبا لم يؤيدني فيه والدي ووالدتي اللذان يحبانها كثيرا.. وبعد عدة أسابيع, ولأنني لم أرد علي عرضها, عدت من عملي فلم أجدها وعلمت أنها تركت بيت الزوجية إلي بيت أهلها للضغط علي لأتزوج, فذهبت إليها لإعادتها إلي البيت .. فرفضت, والغريب أن أسرتها كانت تؤيدها تماما فيما قالت, ورفضوا عودتها معي ..
فأردت وضع العقدة في المنشار كما يقول المثل, وقلت إنني لا أجد عروسا تقبل بي زوجا.. فقالت زوجتي.. سأخطب لك بنفسي حتي لا تكون لك حجة في رفض مطلبي, ونظرا لأنني أعرف أن ذلك لن يحدث قلت لها.. اخطبي وأنا أتزوج كنوع من كلام فض المجالس.
وبعد أسبوع اتصلت زوجتي بي لتخبرني أنها وجدت لي عروسا لم يسبق لها الزواج, وقد وافقت علي الزواج بي إذا تقدمت إلي أسرتها طالبا يدها, ولم أصدق ما قالته زوجتي, فذهبت إلي منزل أسرتها محاولا استعادتها وليس مناقشتها فيما قالت, ولكنها رفضت العودة وأصرت علي مطلبها بضرورة زواجي من أخري, مؤكدة أنها لن تعود معي إلي المنزل إلا بعد خطبتي وزواجي.
وعدت إلي المنزل بخفي حنين .. أدخل شقة الزوجية محبطا ولا أدري لماذا تصر زوجتي علي ذلك, وقد جربت حظي في محاولة الحمل والإنجاب 17 مرة .. لا جدوي, لدرجة أنني رضيت بقضاء الله وقدره .. ويكفيني حب زوجتي لي وحبي لها.
وتحت إلحاحها ذهبت بمفردي لرؤية العروس, فوجدتها عندها لأنها كانت تعلم بموعد الزيارة.. والشهادة لله وجدت العروس أصغر مني بخسمة عشر عاما, ولم يسبق لها الزواج لأنها كانت تعيش مع والديها بالخارج, وقد رحب أهلها بقدومي وأبدوا موافقتهم المبدئية علي الزواج, وخرجت من عندهم وأنا لا أصدق ما حصل, إذ أنني لا أملك مالا لأتزوج به ولا أدري ماذا أقدم من شبكة ومهر وتجهيز شقة الزوجية!!
وتركت الأمور تسير كما شاء الله, ثم جاءني اتصال من والد العروس يسألني عن موعد الخطبة, فأخبرته بظروفي المادية واعتذرت له بأدب جم عن عدم قدرتي علي استكمال الزواج نظرا لعدم توافر المال اللازم لذلك, وبصراحة كنت أهرب من استكمال الموضوع لأنه كان مثل الأحلام غير القابلة للتحقيق, ولكن والد العروس فاجأني بموافقته علي ظروفي كما هي, مؤكدا أنه يشتري رجلا وليس مالا.
أما المال فهو متوافر لديه, وذهبت إلي أكثر من ذلك قائلا : أنا أعيش مع زوجتي وابنتنا فقط, وأقترح عليك أن تتزوج ابنتي في شقتنا, وتعيش مع زوجتك الأولي في شقتها, وتأتي لابنتي كلما سنحت ظروفك .. فألجم لساني ولم أستطع الكلام .. فقال : عموما فكر في الأمر, فأنا لا أخجل مما قلت لأن المثل يقول : أخطب لبنتك ولا تخطبش لابنك.. وأنا أراك رجلا قادرا علي تحمل المسئولية وملتزما وتعرف ربنا.
وأسقط في يدي ولم أعد أدري ماذا أفعل حتي تلقيت مكالمة من زوجتي تسألني عن موعد الزفاف.. فقلت لها أنني لا أملك مالا لأتزوج.. ففاجأتني بأنها تعرف ما عرضه والد العروس علي, مؤكدة أن العروس موافقة لأنها تريد أن تكون قريبة إلي والديها وبالتالي توافق علي الزواج في بيتهما, وطلبت مني زوجتي السماح لها بالبقاء في بيت أهلها حتي أتزوج واستقر مع عروسي, ثم تعود إلي بيت الزوجية.
وتوكلت علي الله .. وبدأت الاستعداد للزواج, وأنا ممزق بين زوجة أحبها ولم تفعل معي شيئا سيئا, ولم تعص لي أمرا, وكانت نعم العشير, وبين خطيبة شابة لم تتزوج من قبل, وتعلم منذ البداية أنني أتزوجها ليس حبا فيها, ولكن لكي تنجب من يحمل اسمي, كما أنني متزوج من أخري تنتظر أن تعود إلي بيتها لأشاركها فيه.
ونظرا لعدم استقراري وكمحاولة أخيرة للهروب من الزواج طلبت من خطيبتي إجراء فحوصات ما قبل الزواج علي أمل أن ترفض, ولكنها رحبت بشدة, بل وفعلناها في نفس اليوم, وكانت إيجابية, وبالتالي لم يعد لدي عذر واحد لعدم اتمام الزيجة, وبالفعل قررنا أن يكون الزواج بعد أسبوع من الفحوصات.
كنت ذاهبا إلي حفل الزفاف بينما كانت زوجتي تكلمني هاتفيا مباركة لي ما أنا مقدم عليه, وداعية لي بالذرية الصالحة, مؤكدة أنها مسرورة لإقدامي علي تلك الخطوة التي ستمنحني طفلا لم تستطع هي أن تمنحني إياه, كانت تتكلم وأنا أتمزق, لأني أعرف أنها تبكي من الداخل بالرغم من السعادة الظاهرة في كلامها.
وتم الزفاف علي خير, ومر أسبوع, وأسبوعان, وثلاثة وشعرت عروسي بالتعب فذهبنا إلي الطبيب فأكد لنا أنها حامل, وعلمت زوجتي بالحمل وكانت لاتزال في بيت أبيها, وذهبت إليها أسترضيها وأؤكد لها أنني ماأزال أحبها ويجب أن تعود معي إلي شقتنا ولاسيما وأن عروسي تعيش في منزل أهلها, ولكنها رفضت فجن جنوني وقلت لها ليس هذا اتفاقنا, لقد نفذت كل مطالبك لتعودي معي ولكنك الآن ترفضين.. لماذا؟! فقالت: طلقني لو سمحت, فقلت لماذا؟ قالت: لأنني لا أستطيع أن أعيش كذلك, فقلت ولكن هذا ما أردت, فقالت قدر الله وما شاء فعل, ربنا يسعدك في حياتك الجديدة, ويمنحني الصبر والقدرة علي الحياة, فهذا نصيبي من الدنيا وأنا راضية به وبقضاء الله وقدره.. فلم أرد إلا بالدموع, وبكت هي أيضا في وجود والديها اللذين أكدا طلب ابنتهما في الطلاق لأن هذا سيريحها كثيرا فخرجت من منزلهم أجر أذيال الخيبة متسائلا عن حكمة القدر فيما يحدث, فأنا أحب زوجتي التي حاولت أن تمنحني طفلا, وحملت وأجهضت سبعة عشر مرة لم يكتمل الحمل فيها مرة واحدة.. وأدرك تماما أنها تحبني أيضا.
وحدثت عروسي فيما حدث فقالت: أرجو اعفائي من إبداء رأيي فهذه حياتك التي دخلت إليها وعلي أن أتحمل كل تبعاتها أيا كانت.
وناقشت والدي في الأمر فقال افعل لها ما تريد ولا تضغط عليها في شيء, فهي إنسانة محترمة وقد تحملت معك عشرين عاما من التعب والحمل والإجهاض, ولا تستحق منك إلا كل خير فنفذ لها ما تريد فربما يكون فيه سعادتها,
وبالفعل اصطحبتها إلي المأذون, وهناك خيم علينا صمت قاتل لم يقطعه إلا صوت البكاء الصادر من كلينا لدرجة أن المأذون حاول جاهدا عدم إتمام الطلاق ولكنها أصرت وهي تبكي وتقبلني وكذلك أنا, وخرجنا من عند المأذون في اتجاهين مختلفين لأول مرة منذ عشرين عاما..
وعدت إلي زوجتي الجديدة التي كانت تئن من الحمل ولم يكن عندي أدني أمل في أن تنجب وقد خسرت من قبل 17 طفلا, ويشاء الله سبحانه أن تلد بخير ولكن ليس طفلا بل طفلين ولدا وبنتا, فأسميت الولد باسم والدها, وأطلقت هي علي البنت اسم زوجتي الأولي وكان الأمر مفاجئا لي وعندما رفضت أصرت علي رغبتها وبالفعل كان لها ما أرادت.
ولم يمر عام ونصف العام إلا وكانت زوجتي حاملا للمرة الثانية وأنجبت ولدا.
والآن وبعد مرور خمس سنوات علي طلاق زوجتي الأولي والحياة مع زوجتي الجديدة وأبنائي الثلاثة, فما لايزال قلبي ينبض بحب زوجتي الأولي وإن كنت أخفي الأمر علي زوجتي الثانية وأريد العودة للأولي التي ترفض الزواج حتي الآن, وكذلك ترفض العودة إلي عصمتي.. فماذا أفعل؟ مع العلم أنني تنازلت لها عن شقة الزوجية بكامل أجهزتها وفرشها, وهذا بعيد تماما عن رغبتي في العودة إليها..
* الحائر: ك.م - الإسكندرية
يقول الله تعالي في سورة الشوري لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء, يهب لمن يشاء إناثا, ويهب لمن يشاء الذكور, أو يزوجهم ذكرانا وإناثا, ويجعل من يشاء عقيما, إنه عليم قدير.. فهذه قدرة الله وقضاؤه وقدره, ولا أحد في العالم يستطيع أن يغير ذلك, حيث أراد الله سبحانه أن تحمل زوجتك 17 مرة ولم يكتمل حملها مرة واحدة لأن الله تعالي لم يرد لها أن تكون أما لابن لك, ولم يرد أن تكون أنت أبا لابن هي أمه, وقد كانت زوجتك نعم الزوجة الصابرة المحبة, المخلصة, والتي لم تمنعها أنانيتها مثل أغلب النساء, من أن تمنحك الفرصة لتكون أبا لطفل ولو من امرأة أخري فبادرت بنفسها وعرضت عليك الأمر, ولكنك أبيت, وأصرت هي علي رغبتها وذهبت إلي بيت أهلها غضبي حتي تنفذ لها ما تريد, واعدة إياك أنها ستظل معك لتغريك بالزواج, وإن كان وعدها غير صادق فهي غير ملومة عليه, ويكفيها مالاقته من صبر وحمل وإجهاض علي مدي عشرين عاما.
ويكفيها فخرا واحتراما أنها اختارت لك عروسا من بيت طيب, وأدركت بفطنتها أنها ستكون نعم الزوجة, فكان لها ما أرادت بعد إرادة الله سبحانه وتعالي.
وبعد الزواج وسرعة حدوث الحمل, أرادت زوجتك الطلاق لأنها أدركت بعد 17 تجربة حمل وإجهاض وأنت معها, كيف كنت تتشوق لمولود, وكيف كنت تتحدث معها عن طفلكما القادم, وبفطرتها أدركت أن الحمل لو اكتمل ورزقك الله بمولود طبيعي فربما تراجعت أنت عن الإمساك بها,. فقررت في هدوء وسكينة وشجاعة نادرة أن تعطيك السكين التي ستذبحها بها, وطلبت بإصرار أن تحصل علي الطلاق مؤمنة بالمثل القائل بيدي لا بيد عمرو.
ولم يكن سهلا علي زوجة عاشت في حب واخلاص وحمل وإجهاض لمدة عشرين عاما, أن تحصل علي الطلاق ثم توافق علي الزواج من جديد, لأنها جربت حظها مع زوج محب ورغبة جامحة في الإنجاب ولم يحدث, فربما خوفها من تكرار نفس المأساة هو ما يمنعها من الزواج من جديد.
أما رغبتك في العودة إليها فربما هو إحساس بالذنب تجاهها لأنها لم تفعل شيئا تجاهك تستحق العقاب عليه, وأن كانت هي التي طلبت الطلاق وأصرت عليه وحصلت عليه أيضا ولو رغما عنك.
وربما كانت رغبتك في العودة إليها هو الاستحواذ علي حب قديم ملأ عليك حياتك بعد مارزقك الله بالبنين والبنات, وبالتالي يكون لديك الزوجة الحبيبة والأبناء من زوجة أخري وهذا ظلم لزوجتك أم أولادك التي تحاملت علي نفسها وأطلقت اسم زوجتك الأولي علي طفلتها لإدراكها أنك ماتزال تحب طليقتك, وهذا يكفيها فخرا لا تستحق معه إلا الاحترام.
وربما كانت رغبتك في العودة إلي طليقتك هو الحصول علي الشقة وكل محتوياتها وإن كنت استبعد ذلك نظرا لعلاقتكما الممتدة والمشحونة بالعواطف الجياشة علي مدي 20 عاما.
أما عدم رغبة طليقتك في العودة إليك فهذا حقها لأنها جربت حظها معك وإن عادت إليك ستعود بذكرياتها المريرة عن الحمل والإجهاض وهي تراك بين أبنائك من ضرتها, بينما هي غير قادرة ـ وهذا ليس ذنبها ـ علي الإتيان بطفل, فاتركها في حالها واكتم مشاعرك حفاظا علي أسرتك وأم أبنائك وأبويها الكريمين فليس كل ما يتمناه المرء يدركه.. رب امريء كان حتفه فيما تمناه, فعش حياتك مع أبنائك وزوجتك بما أراد الله واترك طليقتك في حياتها فربما كانت راحتها وسعادتها وهي بعيدة عنك.. والله المستعان.
كلمات البحث: بعد - طفلا - طلقتها - وأنا - أبكي
إضافة تعليق
البيانات مطلوبة
اسمك
*
بريد الالكترونى *
البريد الالكتروني غير صحيح
عنوان التعليق *
تعليق
*
تعليق:المتوكلة تاريخ: 16/01/2011 01:45
فى الاستغفار سر
انا لا املك الا انى ادعى لهم ( يارب الارباب يارحمن الدنيا والدين ورحيمهما ويا مسبب الاسباب يارحيم يارحيم اجمعهم على خير وارحم ضعفهم وارزقهم بطفل جميل يجمع بينهم وارزق السيدة نعمة الامومة كما رزقت مريم ابنة عمران من زوجها انك قريب سميع مجيب الدعاء : ربى ان وهن العظم منى واشتعل الراس شيبا ولم اكن بدعائك ربى سقيا , عليك وعليها بالاستغفار بنية ان ربنا يجمعكم ويرزقم من فضله ( واستغفروا الله انه كان غفار يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم انهارا ) صدق الله العظيم ربنا يجمعكم يارب وما يفرقش بينكم ابدا
تعليق:حمدى تاريخ: 16/01/2011 12:18
وفاء بلا حدود
انتوا موجودين فى هذة الدنيا الصعبة اعتقد انكم من اهل المدينة الفاضلة ربنا يوفق كل منكم فى حياتة
[b]