الحب في الزمن الصعب
يقدمها: شّري القاضي
الاعتراف بالحق .. فضيلة
أعترف أني رفضت النعمة التي منحني المولي عز وجل إياها. رفضت ابنة الأصول الجميلة المخلصة المتدينة لسبب تافه ألا وهو حرص والدها علي التواجد بيننا كلما جلست إليها بعد عقد القران. فقد اعتبرت أن إصراره علي الحيلولة دون انفرادي بها نوعاً من عدم الثقة ينطوي علي جرح لكرامتي. وبالفعل أصررت علي "الطلاق" قبل الدخول بها وتسببت لها في جرح غائر رغم كل محاولاتها الصادقة للحفاظ علي والتسك بي كما خسرت علاقتي بأسرتي واخواتي بسبب اصراري علي الطلاق ووضع أسرة الزوجة المفتري عليها في وضع لا يحسدون عليه. ولكن الله يمهل ولا يهمل. فسرعان ما رزقها الله برجل شهم يعرف الأصول أحبها وتزوجها ووضعها مكان القلب منه وأنجب منها وأعلي شأنها بين الناس بعد أن أهنتها وأحرجت عائلتها دون ذنب يذكر. وبعد انفصالي بشهور قليلة تعرفت علي فتاة غاية في الجمال والرقة ليس فقط بل وتحمل درجة الماجستير في القانون وأسرعت بالتقدم لها بمفردي فقد رفض كل أفراد أسرتي التدخل في أية خطوة أقدم عليها بعد أن أحرجتهم في المرة الأولي ولم أستمع لنصحهم بالإبقاء علي ابنة الأصول. وتمت خطوبتي لحاملة الماجستير في القانون واذا بي أوافق علي كل متطلبات وشروط أهلها بداية من عدم التحدث إليها أثناء فترة الخطوبة وبالتالي عدم مجالستها حتي في وجود محرم. فليس من صفات أولاد الأصول التحدث مع المخطوبة قبل عقد القران.. ألم أقل لك أن الله سبحانه وتعالي "يمهل ولا يهمل".. وفي ظل تضييق الخناق عليَّّ أصررت علي الإسراع في إتمام إجراءات الزواج ووافقت طواعية علي كل الشروط من قائمة منقولات ومؤخر ضخم وشبكة ثمينة. فكم بهرتني بجمالها وكم كان قلبي يرقص فرحا عندما تهل بوجهها الفاتن علينا أثناء توقيعي علي شروطها أو شروط أسرتها لا فرق فلا تكاد تذهب حتي تعود ثانية مرة بالعصير وأخري بالفاكهة وعيناي تلهث خلفها وقلبي يكاد ينخلع من مكانه شوقا إليها وتم الزواج وعشت معها بالفعل أجمل أيامي. ولكنها أيام معدودات. فقط..فقد وقعت.. تنبهت فجأة أني سقطت في شرك يصعب الفكاك منه وطلبت منها الاطلاع علي قائمة المنقولات. فقد كنت أوقع علي كل الأوراق دون ان أكلف نفسي عليه عناء النظر فيها ولو علي سبيل العلم ليس أكثر. ورفضت الجميلة الاستجابة إلي طلبي وتصاعدت الخلافات بيننا ووصل الأمر بأسرتها إلي تحريضها علي التخلص من الجنين الذي تحمله في بطنها وبالفعل أجهضت زوجتي نفسها. وكما حاصروني بالتنازلات التي قبلتها طواعية حاصرتني أسرتها بالمحاضر والقضايا بمساعدة ابن عمها المحامي البلطجي نعم بلطجي بكل ما تحمله الكلمة من معان وأحمد الله أني تخصلت منها وحصلت علي مستندات لا تحتمل الشك في براءتي من كل التهم التي لفقها لي ابن عمها المحام بسبب غبائي وتسرعي وجهلي بالقانون ورغم ان المولي سبحانه وتعالي قد أنعم علي بوظيفة لم أكن أحلم بها الا إنني لم أعمل بقوله تعالي: "وأما بنعمة ربك فحدث" والحمد لله علي كل شيء فقد تطهرت من كل ذنوبي عن هذه التجربة المأساوية الأليمة. فهل هناك من تقبلني زوجا وتلملم جراحي وآلامي وتعوضني خيرا بعد سنوات المحنة.. أرجوك يا سيدي أن ترفع ندائي وساعدني في العثور علي ابنة الحلال!
المعذب ع. أ القاهرة
** لقد تبترت علي الزوجة الصالحة وطلقتها قبل أن تدخل بها وسعيت وراء خيالك المريض للعثور علي زوجة بمواصفات قياسية وتحقق لك ما أردت ولكن المواصفات القياسية أخفت وراءها صفات قبيحة أودت بك إلي غياهب المحاكم وألحقت بك الضرر المعنوي والنفسي وأيضا الجسدي بعد ان كسر ابن عم زوجتك ساقك كسرا مضاعفا استلزم شريحة بمسامير. وكما تدين تدان وأما بشأن اعترافات زوجتك التي ألهمك الله ان تسجلها لها علي حد تعبيرك والتي تعترف لك فيها بكافة حقوقك وتبرئك خلالها عن كافة الاتهامات التي جرتك الي المحاكم. فإنها اعترافات بعد فوات الأوان ولا معني لها. لأنها غير مسبوقة بإذن النيابة وأيضا لأنها من إلهام الشيطان؟!
الصفحة السابقة
الصفحة الرئيسية
[b][b]