من يصنع الآخر : القصيدة أم الشاعر ؟؟
الشاعر هو من صنع القصيدة ، ;ولذلك تنسب اليه لا الى غيره فهو من اختار أدوات بنائها المادية ، وهو من استغرق في التفكير في تسلسلها الفكري ، وحبكتها الدرامية ، وهو من اختار المفردات لها ، لان الكتابة لحظة وعي وليست جنونا او هوسا يروج له البعض لافراغ العملية الادبية الابداعية من محتواها الفكري..مع ذلك فقد نجده يختار هذه الاداة ..هذا الاسلوب..هده الكلمات وليس غيرها من الادوات ..او الاساليب..او الكلمات بايعاز من موضوع القصيدة فمثلا قد تأتي القصيدة على هذا البحر وليس على بحر آخر بسبب حاجة القصيدة اليه وخارج اختيار وارادة الشاعر..والقول:هو شاعر بدونها ،أجيزه بمعنى امتلاكه للحس والشعور اولا فكل الناس شعراء بدون أن يقدموا قصائد..نعم الشاعر بالمصطلح الادبي لا يكون شاعرا الا بانتاج القصيدة. فهوشاعر اذا قدم لنا نصا شعريا.. قد يكون بإمكانه صنع غيرها ، أو صنعها بصورة مختلفةو ...السبب هو ان القصيدة ليست طائرة من الورق في يد الاطفال يمكن تشكيلها كما يريدون.
القصيدة لا تصنع الشاعر ،والصحيح ايضا الشاعر لا يصنع القصيدة بمقاسات معدة مسبقا او من فراغ..الصحيح ايضا هو ان القصيدة تصنع الشاعر فهي التي تخلد دكره وبها يتميز عن كدا شاعر سلبا او ايجابا..القصيدة تقود خطى الشاعر ليرسمها او يلبسها الثوب الذي ترتضيه دون ان تحرمه من ان يترك على الثوب بصماته الذاتية..اقصد هنا ان انتاج القصيدة تحكمه عوامل موضوعية واخرى ذاتية..فهي : تدربه على صنع المعنى المرتبط بالحدث ، بأدوات مخصوصة ، وفق آليات وضوابط متفق عليها ، ونقد الأداء وتحسينه.. والشاعر ليس اداة مجردة من الوعي والادراك كما يتبع القصيدة في طلباتها فهو لا يلبيها لها الا بقدر...الشاعر يعشق القصيدة بقلبه وعقله..ولذلك لم نجد مغازلة الشاعر للقصيدة او القصيدة للشاعر خارج طقوسهما المعتادة بينهما.
القصيدة مولود ووالدة..مولود ابوه الشاعر ووالدة ابنها الشاعر...قديما كان يعتقد وان للشاعر شيطانه في الشعر..فما شيطان الشعر؟القصيدة احد الصور التي يتقمصها هذا الشيطان الملائكي المؤمن الرحيم..وشيطان الشعر هوالشاعر ببصماته على القصيدة.
واذا كانت القصيدة تحقق للشاعر :
• تنفيس مشاعره المكبوتة ، واستظهار حالته الشعورية ، واستنطاق خفاياه النفسية.
*تحقيق مفهوم الاتصال الإنساني بينه وبين جمهور الشعر ، أو جمهور القضية التي تناولها النص الشعري .
• الرصيد الكمي – في الحدود الدنيا - ووفرة الإنتاج الأدبي..
فهي تحقق له/
تأدية الرسالة المنوطة به كإنسان له دور في هذه الحياة..لآقل تبردئة الذمة واراحة الضميروتقديم الدواء.[b]