رأت علي مدي أسبوعين ماضيين رسالة هؤلاء الرجال ورسالة ذئاب العمل واسمح لي سيدي بسرد تجربتي والتي تتعلق بنفس القضية ولكن من الجانب الاخر.
أنا يا سيدي الفاضل رجل في بداية العقد السادس من عمري ولي من الأولاد أربعة أعمارهم من السادسة وحتي الثالثة والعشرين وأزعم أنني علي قدر من التدين والخلق الحسن وكذلك زوجتي حسنة الخلق والخلقة, وباختصار وحتي لا أطيل عليك نحن أسرة سعيدة ومتدينة أولادي علي وشك ختم حفظ القرآن الكريم, وأقوم بنفسي بتحفيظهم, ولقد قمت أنا وزوجتي بحج بيت الله الحرام, وكذلك اعتمرنا أنا وبعض أولادي فلله الحمد والمنة.
أعمل يا سيدي في مؤسسة أنا فيها المسئول الأول والأخير عن كل صغيرة وكبيرة, ويعمل في تلك المؤسسة أكثر من ثلاثمائة موظف منهم ما يقرب من مائتي سيدة وآنسة, ولقد مررت بتجربة صاحبتي الرسالتين السابقتين ولكن من الجانب الآخر. لقد تعرضت أنا للضغوط النفسية والعصبية خلال العامين الماضيين من بعضهن.
لقد عانيت سيدي من التحرش اللفظي حضرتك حاجة كبيرة في نظري ـ يا ليت ربنا يسعدني بواحد بنصف صفاتك ـ فرق السن مش مهم ـ أتمني أكمل حياتي مع حد زيك وهكذا... والتحرش البصري واللمسي وبدون خوض في تفاصيل والحمد لله لقد استطعت والفضل لله أن أنجو من الوقوع في الخطيئة والتي كانت متاحة بدعوة مباشرة وغير مباشرة من بعضهن فلله الحمد والشكر..
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله انه هو السميع البصير صدق الله العظيم وحاولت جاهدا تقديم النصح والإرشاد لهن إلي الطريق المستقيم عملا بقول رسولنا من رأي منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه, وهذا أضعف الايمان صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم.
اتفق تماما مع صاحبتي الرسالتين السابقتين في صدق كل ما جاء بهما, ولكن كما أن هناك رجالا يستهويهم لعب دور الذئاب, هناك نساء يستهويهن وبشدة لعب نفس الدور.. حتي يصلن إلي ما يردن سواء لغرض جنسي أو أخذ ما ليس من حقهن من ترقية أو علاوة أو..., ولقد بحثت وعلمت أن هناك علاقات غير سوية في أماكن العمل المختلفة والتي تجمع بين بعض زملاء وزميلات العمل وبدون أي ضغوط أو وعود أو مقابل, اللهم إلا غياب الضمير والوازع الديني والانسياق وراء الشهوات والملذات.
بالطبع هناك رجال ونساء كثيرون في منتهي الأدب واحترام النفس وحتي نعالج هذه القضية ـ بعد إقرارنا بالواقع الأليم ـ يجب علينا التمسك بتعليمات الدين سواء الإسلامي أو المسيحي, فكل الأديان تتفق تماما في القيم والأخلاق والحلال والحرام ولا تقر الفاحشة أو الغش أو السرقة أو الرشوة.
لا أقول بعدم الاختلاط فهذا مستحيل ولكن أنادي وبشدة بتعليم القيم والأخلاق في البيت والمدرسة والإعلام ومحاربة مبدأ الغاية تبرر الوسيلة والذي أصبح السمة السائدة والغالبة والحاكمة لمعظم ـ إن لم يكن كل ـ تصرفاتنا فعلي كل أم وأب غرس القيم والأخلاق في أبنائهم وتعليمهم المباديء الصحيحة.. فيا كل أم ويا كل أب علموا أولادكم صحيح الدين قبل أن تقدموا لهم الطعام والشراب والملبس.
ويا كل القائمين علي الإعلام والتعليم بمصرنا الحبيبة اهتموا بالقيم والأخلاق واجعلوهما مادتين تدرسان وأجعلا لهما وزنا نسبيا في الدراسة والدرجات واهتموا ببث البرامج التي تحض علي ذلك, لعل الله أن يقي مجتمعنا ويصل بنا إلي بر السلام يقول الشاعر إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ويقول تعالي: من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون صدق الله العظيم
وفقنا الله لما يحب ويرضي, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
Share/Bookmark[b]