زوجي شاذ..هل أظلمه بطلب الطلاق؟
أنا امرأة جميله موظفه تزوجت بسن العشرين برجل يكبرني بعشرين عاما منذ خمسة عشره عاماً أحببته كانت أول أربع أعوام بداية حياتنا يذهب لبلد الاغتراب ويتركني في بلدنا ويأتي مرتين في السنة لا يجلس معي كثيراً بحجج أكثر السفر التعب و..و..أنجبت خلالها طفلين شاءت الأقدار أن ألحق به في العام الأول كان يجالسني ليس بالكثير بحجج أنه كبير في السن ..تعبان .
وبعدها انقطع تماماً وهذه المرة حجته أنه أصيب بالسكري ولا يستطيع والحبوب التي تؤخذ تضر بصحته ويخاف من أن يصاب بالضغط تحملت وصبرت فهو زوجي وحبيبي ومرت سنوات عشر لم أبح بمشكلتي لأحد أعاني بصمت فأنا لزوجي وأولادي وبيتي وهو يعلم عذابي وكم كنت ارجوا ليجرب فقط بضع حبات كان يتهمني باني أنانيه وأريد القضاء عليه لم يخطر ببالي أبداً أن يكون شاذا فمن خلال تصفحي للنت وقراءتي لهذه الأمور والقصص أصبحت أربطها مع أمور تخص زوجي إلى أن وضعت كاميرا ورأيت ما رأيت!!! منذ شهرين وأنا شبه مصدومة قلبي نفر منه لم أعد حتى أستطيع النظر إليه لا أكلمه إلا بما يلزم أمام أولادي فقط ولا حتى سألني عن سبب صمتي!!!أنا في حيره من أمري ماذا أفعل؟؟؟
س- س - الكويت
أما وقد عرفت الحقيقة الآن وتأكدت منها رغم اعتراضي علي الطريقة ، لم يعد أمامك إلا أمرين الأول أن تسلمي بالأمر الواقع وتقبلي الحياة مع زوجك علي حاله ، من أجل أن ينشأ أطفالك في كنف أم وأب وبيت طبيعي فلا يتعرضان للتمزق والانقسام بينكما ، أو أن تطلبي الطلاق لأنك ترين أن الحياة بينكما لن تستقيم بعد أن اهتزت صورته أمام عينيك ولم يعد هناك بد من التمثيل أو إخفاء الحقيقة ، لأنك قد علمت الآن أنه لم يعد الزوج المناسب في نظرك ، وباكتشافك حقيقة مرضه لن يمكنك التعامل معه كزوج ورجل له لديه كل الحق والاحترام .
في الحقيقة زوجك في حاجة ماسة للاعتراف بأنه مريض ويحتاج إلي العلاج ،وإن كنت أظن بعد كل هذا العمر أنه لم يعد يفكر في علاج أو غيره ، لكن لتريحي نفسك فيمكنك وقد عرفت الحقيقة أن تؤكدي له ضرورة عرض نفسه علي طبيب مختص ليعلم أن الشذوذ مرض يمكن علاجه ولكن شرط أن يطلب المريض ذلك ويعرف أن الشفاء منه ليس مستحيلاً ، اطلبي منه ذلك وبإصرار شديد وكرري طلبك إن كنت تحبينه ، فإن استجاب ونفذ طلبك فهو يحبك ويريد لك وله الخير ، أما إذا لم يستجيب ولم يتغير وأصر علي ما هو فيه ، فليس أمامك حل آخر غير الانفصال عنه لأن الحياة مع الشذوذ حياة غير طبيعية وغير سوية ، خاصة مع كونه يكبرك بعشرين عاماً وهو خطأ تهاونت فيه حين تقدم لك في السابق ولم تعيري فارق السن أي اهتمام رغم أن عشرون عاماً فارق عمري كبير جداً ، لكن هذا الفارق كان من الممكن التغاضي عنه لو أن زوجك كان شخصاً طبيعياً حتى لو كان يعاني من بعض الأمراض الأخرى كالسكر كما ذكر كمبرر لابتعاده عنك ، فأي مرض آخر يمكن تجاوزه والتغاضي عنه وأي عيب يمكن قبوله واحتماله والتعايش معه إلا هذا العيب الخطير ، لأن الحياة مع الزوج الشاذ معناها حياة شاذة غير مألوفة معني لها ولا هدف من ورائها إلا مجرد الحفاظ علي الشكل الاجتماعي فقط
والحياة الزوجية صديقتي ليست مجرد واجهة أمام الناس فقط وليست شكلاً اجتماعياً فقط ، إنما هي حياة متكاملة وعشرة وعطاء متبادل واربتاط والتحام بين شخصين ، شاء لهما القدر أن يرتبطا بمصير واحد وروابط أخري كثيرة أظنها غير موجودة بينك وبين زوجك وفترة عشر سنوات كفيلة بأن تجعلك تحكمين الحكم الصائب علي علي تجربة الزواج ، ومدي استمراريتها ، وإلي أي مدي يمكنك احتمال الحياة مع زوجك رغم ما عرفت عنه .
في كل الأحوال القرار لك وحدك ويحتاج منك إلي التفكير الطويل والعميق وحساب كل الحسابات ومعرفة أيهما أفضل بالنسبة لك هل استكمال الحياة علي هذه الصورة الشاذة والغريبة مع كل هذا النفور والكره الذي تحملينه وعدم الاحترام الذي صار أكبر وأسوأ بعد علمك بالحقيقة ، تلك الحقيقة التي أخطأ زوجك حين خدعك من البداية وتزوجك وهو يعلم أنه غير قادر علي أن يكون الزوج المناسب لك أو لأي امرأة ، فإذا قررت الطلاق في النهاية مع هذه الحياة المعوجة فهذا حقك لأنك بذلك ستوقمين بتصحيح خطأ والتخلص من حياة ليس لها ما يبررها حتي لو كان بينكما أطفال ، إذا كان لا مفر أمامك من الانفصال خاصة إذا خشيت علي نفسك من الفتنة بحكم أنك شابة في مقتبل العمر وهو زوج غير طبيعي ، لذلك فاستكمال الحياة مع هذا الرجل ذنب وإثم كبير تقترفينه في حق نفسك ، والخطأ في الحقيقة يقع علي زوجك الذي استغل صغر سنك وقلة خبرتك ، وتزوجك وهو غير قادر علي الزواج ، لذلك عليه أن يتحمل راضخاً قرارك بالانفصال ويتحمل صاغراً مسئوليته عن أطفاله ،وانت حين تطلبين منه الطلاق فلن تكوني قد ظلمته إنما هو من ظلم نفسه وظلمك وظلم طفليه حين لم يفكر عند الزواج في مستقبل زوجته ومستقبل أطفاله ، ولو كانت المشكلة بينكما مجرد اختلاف في وجهات النظر أو صفات لا تعجبك فيه أو تصرفات تسيء إليك أو أي شيء آخر لقلت لك إن واجبك أن تتحملي من أجل أطفالك ولأنه زوجك ، لكن كل المشاكل قد تحتمل وكل العيوب قد نقبل التعايش معها إلا ما يتعلق بالخلق والدين فحتي العجز الجسدي بكل أشكاله من الممكن احتماله ، وحين يكون العيب بهذا الشكل الشاذ والفج معناه استحالة الحياة ، علي كل حال أنت وحدك صاحبة القرار والاختيار وانت وحدك العارفة بقدرتك علي الاحتمال أو نفاذ تلك القدرة وبناء علي كل المعطيات المحيطة بك وبناء علي ظروفك قرري كي يكون قرارك سليماً وكي لا تندمي في كل الأحوال .[b]