الدكتور زكي نجيب محمود.. عربي بين ثقافتين
الدكتور زكي نجيب محمود.. عربي بين ثقافتين
أكد المشاركون في الندوة التي ناقشت كتاب الدكتور زكي نجيب محمود "عربي بين ثقافتين"، أن الفترة التي قضاها في الكويت هي التي جعلته يعدل عن موقفه تجاه العرب والاتجاه نحو التراث، معتبرين أن محمود والمفكرين من مدرسته كان لديهم "خطاب معرفي واحد" مع اختلاف الأقنعة، وأنهم "سبب الأزمة التي نعيش فيها الآن".
شارك في الندوة الدكتور علي مبروك والدكتورة منى أبو زيد وأستاذ الاجتماع الدكتور محمد حافظ دياب، وأدارها الدكتور عبد الفتاح امام الذي أشار في بداية الندوة الى أن هناك بعض الأفكار الخاطئة التي أخذت عن فكر زكي نجيب محمود، ومنها أن البعض تصور أنه داعية للوضعية المنطقية .
وونقلت جريدة "الرأي " الكويتية عن امام قوله: "أما الفكرة الخطأ الأخرى فهي علاقته بالتراث العربي والاسلامي، وأنه لم يعرف التراث"، قائلا: "هذا غير صحيح لأنه في العشرينات كتب العديد من المقالات عن هجرة الروح وأبي بكر والمعجزة والعلم، وعندما سافر الى الكويت للتدريس في جامعتها تفرغ بشكل كامل لقراءة التراث، والسبب في ذلك هو أنه وجد هناك مكتبة بها عدد هائل من كتب التراث العربي، وقال عن ذلك انني كنت أمام بحر متلاطم الأمواج".
واتفقت الدكتورة منى أبو زيد مع طرح الدكتور عبد الفتاح امام، موضحة ان الأصالة موجودة عنده في شخصه وبيئته والمجتمع الذي خرج منه فقد كان يقرأ القرآن وتشغله الآيات ولكنها لم تنتقل من جانب القلب الى جانب العقل.
وقالت: كانت نقطة التحول له في كتاب صغير ظهر له بعنوان "الشرق الفنان" وبدأ البحث عن السبب في عدم استجابة الشخصية العربية لنداء التطور، ووجد أن السبب أنها جمعت بين عنصرين هما الوجدان والعقل وأنه لكي يحرك هذه الشخصية لابد أن يختار لها الخطاب الملائم الذي يجمع بين العقل والقلب.
وخلص الدكتور محمد حافظ دياب الى أن زكي نجيب محمود حاول التخلص من فكرة أن التراث ابن الماضي، وهذا ما جعله يفرق بين التراث والمأثور، وخلافا لآخرين، يرى أيضا أن التراث تعاليمه حية ولكنه في نفس الوقت تؤخذ عليه بعض الأشياء مثل الافراط فيما أطلق عليه المبادئ، ومساواته بين اللغة والفكر.
[b]