فقراء أم بلهاء

أضواء على الأحداث

فقراء أم بلهاء D8b7d8a7d987d8b1-d8b9d8b3d983d8b11-207x300

فقراء أم بلهاء

بقلم / طاهر عسكر
مسكينٌ ذلك الجيب الذي تملؤه الشقوق وتخيم عليه الهموم طوال العام ، جيب لا حول له ولا قوة ، ذنبه الوحيد أنه يمت بصلة قربى لذلك الثوب المسدل على جسد ذلك المواطن المغلوب على أمره.
في ظل ذلك الزخم من اللكمات المميتة لهذا " المسكين" والصادرة من أكثر من مؤسسة رسمية وتجارية وفي ظل عدم قيام المصالح الحكومية العامة والاقتصادية منها بما هو مسند إليها من أدوار تجسد اهتمام الحكومة بالمواطن وحمايته اقتصاديا من نفسه ومن جهله وحمايته مما قد يؤثر على مستوى معيشته وبالتالي يؤثر على دوره الفعّال في هذا المجتمع. أصبحنا نشك في مدى قدرة الجهات ذات الاختصاص في إنصاف المواطن المحب لهذا الوطن.
يكدح الإنسان البسيط والمسئول عن أسرة من أجل توفير لقمة العيش الكريمة لأسرته ومع اقتراب نهاية كل شهر ترتسم الفرحة المخنوقة في عينيه لكن عزاءه الوحيد أنه يحاول أن يجعل أطفاله أفضل حالاً منه من خلال توفير احتياجاتهم الضرورية والمتنوعة وكل هذا يعتمد على المرتب الذي يتقاضاه على أمل أن يرسم ابتسامة ولو مؤقتة على وجوه أفراد عائلته تنسيهم التفكير في المستقبل الضبابي الذي ينتظرهم في ظل قسوة الحياة ولكن هناك من سيطر عليهم الجشع بالتلازم مع بعض السياسات : البلهاء " من مسئولي بعض القطاعات الاقتصادية وكل هذا صبّ في بوتقة تعقيد الأمور على هذا المواطن البسيط وجعل حياته أكثر قسوة واستنزافاً مما يجعله يفقد الأمل في مستقبل واعد.
نعم لقد تمت سرقة المواطن المسكين في وضح النهار أمام أصحاب الضمائر ، تركوه فريسة سهلة لأولئك التجار الذين لا يفرقون بين حلالٍ وحرام بين خدمة البلد ومحاولة ضرب عماد هذا الوطن من خلال قصف المواطن الكادح ورفع أسعار ما يقتات وبالطبع هو لا يقتات الكافيار أو يفكر مجرد تفكير فيه هذا إن سمع عنه أساسا ولكنه يبحث عن لقمة عيش يقيم بها صلبه ولباس بسيط يستر به عورته ولكن حمى ارتفاع الأسعار التي اجتاحت أسواقنا زادت هموم الإنسان البسيط فلم تسلم من هذه الحمى إلا بعض المنتجات البسيطة التي بدأت تظهر عليها أعراض الحمى المميتة وصولاً إلى هدفها" ذلك الجيب الهزيل" الذي يعاني من أعراض كثيرة ولا تنقصه أعراض ترحل به ومن معه إلى المجهول!!
صدّقوني أنّ الغلاء عمّ كل نواحي الاقتصاد من منتجات مصنّعة محلياً إلى تلك المستوردة من الخارج.
وأصبح المواطن يستغيث بصمت .. يطلب النجدة من الخُشب المسنّدة ولسان حاله يقول :

لقد أسمعت لو ناديت حياً ...... ولكن لا حياة لمن تنادي
فما سبب هذه الكارثة ؟
هل هو انضمامنا إلى منظمة التجارة العالمية الذي كان يروّج له مطولاً وأنه سيوفر انفتاحا اقتصاديا ينعكس أثره إيجابياً على كل شرائح الوطن؟هل هو سوء الإدارة الاقتصادية للمصالح التي تُعنى بالاقتصاد؟
هل هو النهم الذي يشعر به التجّار مما يجعلهم يغالون في رفع الأسعار متحججين بحجج واهية وكل هذا في غياب الرقيب والحسيب؟ما الدور الذي قامت به جمعية حماية المستهلك ؟ما الدور الذي يقوم به أعضاء مجلسى الشعب والشورى لحماية أبناء هذا البلد من هذا الغلاء الذي انتهك حرمة جيوب من لا حول لهم ولاقوة؟
وأخيرا هل ساءلنا أنفسنا ما رأي أهل الضمير في تلك الصرخات المكتومة التي لا صدى لها إلى الآن؟!![/size]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ الفاضل طاهر عسكر ..
شكرا جزيلا على مشاركتكم القيمة ، والتى تتعلق بأهم جوانب الحياة وهو لجانب الاقتصادى للمواطنين ، وكما تفضلتم بعرض قضية غلاء الأسعار وبعض أسبابها ، واسمحوا لى أن أضيف سببا آخر هو انعدام الضمير عند بعض التجار فى ظل غياب الرقابة الخارجية ، كما تفضلتم بتوضيح أن كل هذا فى النهية على حساب المواطن البسيط .
بارك الله فيكم على طرحكم القيم
فى انتظار المزيد منكم
تقبلوا تحياتى
منتهى أملى

فقراء أم بلهاء 861

عزيزى طاهر
الضمير فى اجازة
وليس معنى ذلك ان تركن الى الياس وتصمت
لا والف لا
واصل السير واياك والياس
والخير فى هذا الوطن مادامت هناللللك اصوات حرة مثل هذا الصوت الجرئ
دمت مادام حبك للبلد

» فقراء وجوه بلاد مسلمين