"ثورة الشكّ
كلمات: الأمير عبد الله الفيصل
ألحان: رياض السنباطي
غناء: أم كلثوم
أكاد أشكُّ في نفسي لأني أكادُ أشكُّ فيكَ وأنتَ منّي
يقولُ الناسُ إنّك خنتَ عهدي ولم تحفظْ هوايَ ولم تصنّي
وأنتَ مُناي أجمعها مشتْ بي إليكَ خُطى الشّبابِ المُطمئنِّ
يُكذِّبُ فيك كلَّ الناسِ قلبي وتسمعُ فيك كلَّ الناسِ أُذني
وكمْ طافتْ عليَّ ظلالُ شكٍّ أقضّت مضجعي واستعبدتني
كأنّي طافَ بي رَكبُ الليالي يُحدِّثُ عنك في الدنيا وعنّي
على أني أُغالطُ فيك سمعي وتُبصر فيك غيرَ الشكِّ عيني
وما أنا بالمُصدِّق فيك قولاً ولكنّي شقيتُ بحُسنِ ظنّي
و بي ممّا يُساوِرُني كثيرٌ من الشَّجنِ المؤرّقِ لا تدعني
تُعذَّبُ في لهيبِ الشكِّ روحي وتَشقى بالظنونِ وبالتمنّي
أجبني إذ سألتُك هل صحيحٌ حديثُ الناسِ خُنتَ ألمْ تَخنـّي؟
أكادُ أشكُّ في نفسي لأنّي أكادُ أشكُّ فيك وأنتَ مني
يقولُ الناسُ إنك خنت عهدي و لم تحفظْ هواي ولم تَصُنّي
وأنت مُنايَ أَجمعُها مَشتْ بي إليك خُطى الشّبابِ المُطمئنّ.
رباعيات الخيام
غناء أم كلثوم
شعر أحمد رامي ـ تلحين رياض السنباطي
سمعتُ صوتاً هاتفاً في السحَر
نادى من الغيب غُفاةَ البشر
هُبوا املأوا كاس المنى قبل أن
تملأ كأسَ العمرِ كفُّ القدر
لا تُشغلِ البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيشِ قبل الأوان
واغنَمْ منَ الحاضرِ لَذّاتهِ
فليسَ في طبعِ الليالي الأمان
غداً بظهرِ الغيب، واليوم لي
وكم يخيبُ الظنُّ في المُقْبلِ
ولستُ بالغافلِ حتى أرى
جمالَ دنيايَ ولا أجتلي
القلبُ قد أضناه عشقُ الجمال
والصدرُ قد ضاق بما لا يُقال
يا رب هل يرضيك هذا الظمأ
والماءُ ينسابُ أمامي زلال
أولى بهذا القلب أن يَخْفِقا
وفي ضرامِ الحبِّ أن يُحرَقا
ما أضْيَعَ اليومَ الذي مرَّ بي
من غير أن أهوى أو أعشقا
أفِق خفيفَ الظلِّ هذا السحَر
نادى دعِ النومَ وناغِ الوتر
فما أطالَ النومُ عمراً ولا
قصرَ في الأعمارِ طول السهر
فكم توالى الليلُ، بعدَ النهار
وطالَ بالأنجُمِ هذا المدار
فامشِ الهوَينا، إنَّ هذا الثرى
من أعينٍ ساحرةِ الإحْوِرار
لا توحِشِ النفسَ بخوفِ الظنون
واغنمْ من الحاضر أمنَ اليقين
فقد تساوى في الثرى راحلٌ
غداً وماضٍ من ألوف السنين
أطفئ لظى القلب بشهدِ الرضاب
فإنما الأيام مثل السحاب
وعيشنا طيفُ خيال ، فنلْ
حظَّكَ منه قبل فوتِ الشباب
لبستُ ثوبَ العيش لم أُستَشرْ
وحرتُ فيهِ بين شتَّى الفِكرْ
وسوفَ أنضو الثَّوبَ عني ولمْ
أُدرِكْ لماذا جئتُ أينَ المفر
يا من يحارُ الفهمُ في قدرتِكْ
وتطلبُ النفسُ حمى طاعتكْ
أسكرني الإثمُ ولكنني
صحوتُ والآمال في رحمتِكْ
إن لم أكن أخلصتُ في طاعتِك
فإنني أطمعُ في رحمتك
وإنما يشفع لي أنني قد
عشتُ لا أُشرِكُ في وحدتِكْ
تخفى عن الناسِ سنى طلعتِك
وكلُّ ما في الكونِ من صنعتك
فأنتَ مجلاهُ وأنت الذي
ترى بديعَ الصنعِ في آيتك
إن تفصلِ القطرةَ من بحرها
ففي مداهُ منتهى أمرِها
تقاربتْ يا ربُّ ما بيننا
مسافةُ البعدِ على قدرها
يا عالمَ الأسرارِ عِلْمَ اليقين
وكاشفِ الضرِّ عن البائسين
يا قابلَ الأعذار عدنا إلى
ظلِّكَ فاقبلْ توبةَ التائبين
سلوا كؤوس الطلا
أم كلثوم
سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مست ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافية
لا للسلاف ولا للورد رياها
ما ضر لو جعلت كأسي مراشفها
ولو سقتني بصاف من حمياها
هيفاءُ كالبان يلتف النسيم بها
ويلفت الطير تحت الوشي عطفاها
حديثها السحر إلا أنه نغم
جرت على فم داو فغناها
حمامة الأيكِ من الشجو طارحها
ومن وراء الدجى بالشوق ناجاها
القت إلى الليل جيدا نافرا ورمت
إليه اذنا وحارت فيه عيناها
وعادها الشوق للاحباب فانبعثت
تبكي وتهتف احيانا بشكواها
يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت
كالحلم آهاً لأيام الهوى آها[b]