هذه من اجمل ماقاله البردوني في حياته وقاله في حبيبي وسيدي رسول الله بشرى من الغيب ألقت في فم الغـار وحيا و أفضت إلـى الدنيـا بأسـرار بشرى النبوّة طافت كالشـذى سحـرا و أعلنت في الربـى ميـلاد أنـوار و شقّت الصمت و الأنسـام تحملهـا تحـت السكينـه مـن دار إلـى دار و هدهدت " مكّة " الوسنـى أناملهـا و هـزّت الفجـر إيذانـا بإسـفـار *** فأقبل الفجر من خلف التـلال و فـي عينيـه أسـرار عشـاق و سمـار كأنّ فيض السنى في كـلّ رابيةمـوج و فـي كـلّ سفـح جـدول جـاري تدافع الفجر في الدنيـا يـزفّ إلـى تاريخهـا فجـر أجيـال و أدهــار واستقبلـت طفـلا فــي تبسّـمـه آيـات بشـرى و إيمـاءات إنـذار و شبّ طفل الهدى المنشـود متّـزرا بالحـقّ متّشحـا بالنـور و الـنـار في كفّه شعلـة تهـدي و فـي فمـه بشرى و في عينـه إصـرار أقـدار و في ملامحـه وعـد و فـي دمـه بطـولـة تتـحـدّى كــلّ جـبّـار *** و فاض بالنـور فاغتـم الطغـاة بـه و اللّصّ يخشى سطوع الكوكب الساري و الوعي كالنور يخزي الظالمين كمـا يخزي لصوص الدجى إشراق أقمـار نادى الرسول نداء العـدل فاحتشـدت كتائـب الجـور تنضـي كـلّ بتّـار كأنّـهـا خلـفـه نــار مجنّـحـة تعـدو قدّامـه أفــواج إعـصـار فضجّ بالحقّ و الدنيـا بمـا رحبـت تهـوي عليـه بأشـداق و أظـفـار و سـار و الـدرب أحقـاد مسلّخـة كأنّ في كلّ شبـر ضيغمـا ضـاري وهبّ فـي دربـه المرسـوم مندفعـا كالدهـر يقـذف أخطـار بأخـطـار *** فأدبر الظلـم يلقـي هـا هنـا أجـلا و ها هنـا يتلقّـى كـفّ ... حفّـار و الظلم مهما احتمت بالبطش عصبته فلم تطـق وقفـة فـي وجـه تيّـار رأى اليتيـم أبـو الأيتـام غايـتـه قصوى فشـقّ إليهـا كـلّ مضمـار وامتدّت الملّة السمحـا يـرفّ علـى جبينهـا تـاج إعـظـام و إكـبـار *** مضى إلى الفتح لا بغيـا و لا طمعـا لكـنّ حنـانـا و تطهـيـرا لأوزار فأنزل الجـور قبـرا وابتنـى زمنـا عـدلا ... تدبّـره أفكـار أحــرار *** " طه " إليك صلاة الشعـرر ترفعهـا روحـي و تعزفهـا أوتـار قيـثـار