تواجه المرأة عادة عند وقوع أي خلاف زوجي بوابل من النصائح، وقائمة لا تنتهي من الـتوجيهات، بما يجب أن تعمله. وما يجب الابتعاد عنه .. ولوم وتمحيص في مسلكها بأن شيئاً ما فيه أدى إلى نشوب هذا الخلاف، وأن شيئاً ما يجب أن يتغير فيها حتى ينتهي هذا الخلاف.
تصرفاتها، علاقاتها، ملبسها، مأكلها، مشربها.. وإن تطلب الأمر فلا مانع من تغيير جذري في الشكل والجوهر وصولاً إلى احتمالية تجاوز الأزمة الزوجية.
وهذا ليس بجديد فمن منا لا يذكر الوصايا العشر المشهورة التي قالتها الإعرابية لبنتها ليلة زفافها والتي تتناقلها الألسن حتى يومنا هذا.
ومع التطور الذي نعيشه في طريقة بث المعلومات، وانتشار الدورات الاجتماعية ومراكز التدريب وضمن ذات السياق تأتي هذه الدورات لتصب في الاتجاه ذاته في تعليم المرأة وإعدادها؛ لتفهم الرجل وإنجاح حياتها الزوجية (كيف تكونين زوجة ناجحة، دورة تدريبية في المفاهيم النفسية الزوجية) وغيرها كثير...
ونحن لا نرى غضاضة من ذلك؛ فإن على المرأة دور كبير في إنجاح الحياة الزوجية، وتربية أولادها بالشكل الصحيح، ولكن هذا لا يعني أن تكون هي المسؤولة الوحيدة عن استمرارية هذه العلاقة ونجاحها، إذ إن هذه المسؤولية مشتركة ويجب أن يخاطب الرجل ويوجه لإنجاحها، كما تخاطب المرأة؛ سواء من حيث التنشئة الاجتماعية عند أسرته، أو من خلال الإعلام أو حضور الدورات الاجتماعية، التي تساعد الرجل في تفهم المرأة ومعرفة طريقة تفكيرها وكيفية إسعادها..
ولنا في الخطاب القرآني أسوة حسنة: إذ لم تخاطب الآيات المرأة دون الرجل في بناء الحياة الزوجية، وإنما كان للرجال نصيب وافر منها، يقول الله سبحانه وتعالى موصياً بالنساء:(وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً {.
ويندرج تحت عاشروهن بالمعروف: نهج تربوي يحتاج إلى مجلدات لشرحه، ويستنبط منه دورات وورش عمل يمكن تقديمها للرجل لتبني لديه الحس بالمسؤولية اتجاه زوجته وأسرته، وحثه على الحفاظ عليها والصبر على المشكلات التي قد تحصل بها.
كما جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ما فيه من خطاب للرجل لتوعيته بأهمية دوره في إنجاح الحياة الزوجية يقول عليه أفضل الصلاة والسلام: ] لا يفرك[1] مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها غيره[ متفق عليه، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:]خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي[رواه الترمذي وصححه.
وقوله ] أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم خلقاً [رواه الترمذي وصححه.
ألا يجعلنا التفكر في الخطاب القرآني للرجل، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعيد النظر في خطابنا الدنيوي له وأن يكون للرجل نصيب من التوجيه والتعليم وتحميله المسؤولية؟ بدءاً من الأسرة والمدرسة مروراً بما تبثه وسائل الإعلام ومواقع الانترنت، وصولاً بحضوره ومساهمته في الدورات التدريبية الاجتماعية والأسرية؟.
منقول للمناقشه